يرفض ديوان أوقاف الديانات المسيحية، الايزيدية والصابئة المندائية في بغداد التعامل مع الشخصية الايزيدية التي أعلنت نفسها منتصف الشهر الحالي "أميراً جديداً للايزيديين"، بصفة أمير، ويأتي ذلك بعد أن منعت تلك الشخصية يوم الخميس الماضي من إجراء مراسيم تسنم المنصب في مزار شرف الدين بسنجار.
سالم نجمان، أعلن عن نفسه أميراً للايزيديين في مراسيم أقيمت يوم 15 نيسان 2024 في العاصمة العراقية بغداد، في الوقت الذي كان حازم تحسين بك قد نُصّب أميراً للايزيديين في العراق والعالم في تموز 2019، التنصيب حظي باعتراف المجلس الروحاني الايزيدي.
يوم الخميس الماضي، 25 نيسان، زار سالم نجمان قضاء سنجار لكي تجرى له في مزار شرف الدين المراسيم الدينية الخاصة بتنصيبه، إلا أن القائمين على المعبد رفضوا استقباله بصفة أمير.
ما حدث لم يكن منعاً، بل قلنا له لا يمكنه التصرف داخل المزار كأمير وأن تُنظم له مراسيم تنصيب
صالح خلف، من إعلام مزار شرف الدين قال لـ(كركوك ناو)، إن "سالم نجمان اتصل بي هاتفياً وقال بأنه سيأتي الى مزار شرف الدين، قلنا لا مشكلة لدينا في ذلك ويمكنه زيارتنا، لكن ليس بصفة أمير الايزيديين".
في نفس اليوم، قال سالم نجمان في مؤتمر صحفي بسنجار، إن "البعض منعوا إجراء مراسيم تنصيبي كأمير في مزار شرف الدين، استعددنا للمراسيم لكن هناك أجندة ترفضنا، لا أدري إن كانت أجندة كوردية أم عربية أم جهة سياسية".
لكن صالح خلف قال "ما حدث لم يكن منعاً، بل قلنا له لا يمكنه التصرف داخل المزار كأمير وأن تُنظم له مراسيم تنصيب"، وأضاف، أن "مزار شرف الدين مزار ديني مقدس جداً... هذا المكان ليس مخصصاً لتنصيب الأمراء، لا نعترض طريق من يريد فعل الخير، لكننا لن نسمح باستخدام هذا المزار لأغراض أخرى".
رغم أن سالم نجمان ذكر مراراً أن بحوزته كتاب رسمي من بغداد يثبت الاعتراف به أميراً، لكنه لم ينشر حتى الآن أي شيء رسمي يخص تنصيبه.
الشخص الذي أعلن نفسه من بغداد أميراً للايزيديين، ليس أميراً، لا يوجد في حوزته كتاب رسمي للاعتراف به
داسن قوال، وكيل رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية، الايزيدية والصابئة المندائية في بغداد قال لـ(كركوك ناو)، إن "الامارة الايزيدية موجودة منذ أكثر من ألف سنة، ومنذ ذلك الحين حتى الآن لم يكن هناك أكثر من أمير، حالياً عائلة الأمير نصبت حازم تحسين بك أميراً وقد نال موافقة المجلس الروحاني ورؤساء العشائر، لذا لا يمكن أن يكون هناك أميران".
وأشار إلى أن "الشخص الذي أعلن نفسه من بغداد أميراً للايزيديين، ليس أميراً، لا يوجد في حوزته كتاب رسمي للاعتراف به كأمير، كما توقف صدور المرسوم الجمهوري الخاص بهذه المسائل.. حتى الأمير حازم تحسين بك لم يُصدر له مرسوم جمهوري، لكنه يحظى بدعم المجلس الروحاني الايزيدي، وحين زار بغداد تعاملت معه الحكومة والسفارات بصفة أمير".
في آب 2019 اجتمع عدد من رجال الدين ووجهاء الايزيدية في مزار شبيل قاسم بسنجار وقرروا تنصيب نايف داود سلمان أميراً لسنجار وتشكيل أمارة في القضاء تخضع لسلطة الحكومة المركزية العراقية.
انتخاب أمير الايزيدية في العراق والعالم يكون عبر عدة مراحل بعد تحديد مرشح من داخل العائلة الأميرية، وفي المرحلة الأخيرة تكون الكلمة النهائية للمجلس الروحاني الايزيدي.
مؤسسة ادارة شؤون الايزيديين في المجلس الروحاني الايزيدي يترأسه أمير الايزيديين، وتضم المؤسسة كلاً من بابا شيخ، والشيخ الوزير مع رئيس القوالين، وجميع القرارات التي تخص المكون الايزيدي تُصدر من تلك المؤسسة.