توصل المزارعون الكورد في ناحية آلتون كوبري (بردي) الى اتفاق مع الجيش العراقي يقضي بالسماح لهم بحصد محاصيلهم ونقلها الى كركوك، بشرط تسليم أسماء المزارعين الذين تقع أراضيهم ضمن المناطق الخاضعة لسلطة قوات البيشمركة، لنقاط التفتيش لمنحهم تصاريح بالمرور.
خلال اليومين الماضيين، منع الجيش العراقي المزارعين الكورد في كل من ناحيتي آلتون كوبري وسركران من الحصاد، فيما تم منع مزارعي آلتون كوبري من نقل محاصيل الحبوب المزروعة في المناطق التي تتواجد فيها قوات البيشمركة الى كركوك رغم أنها تابعة للمحافظة، واعتُقل مزارعان من الناحية بتهمة مخالفة القرار.
فيما يتعلق بمزارعي خمس قرى تابعة لناحية سركران، قرر الجيش العراقي منعهم من الحصاد بحجة عدم حسم النزاعات حول ملكية الأراضي الزراعية في المنطقة بين الكورد والعرب.
مشكلتهم لم تُحل، الجيش يقول إن هناك نزاعات حول ملكية أراضيهم
هيرش شريف، من وجهاء ناحية آلتون كوبري ومسؤول اللجنة التنظيمية للاتحاد الوطني الكوردستاني، قال لـ(كركوك ناو)، إن "المشكلة نشأت بعد منع المزارعين الكورد من نقل محاصيل الحبوب الى كركوك لأن الأراضي الزراعية تقع حالياً ضمن حدود سيطرة قوات البيشمركة، والقائمون على نقاط التفتيش يشتبهون بأن هذه المحاصيل مهربة".
وأضاف، "يوجد حالياً اتفاق مع الجيش العراقي يقضي بالسماح للمزارعين الكورد ابتداءً من اليوم، الثلاثاء 30 نيسان، بنقل محاصيلهم الى كركوك دون عرقلة، شريطة أن يكون بحوزتهم كتاب من إدارة الناحية وأن تعطى أسماؤهم لنقاط التفتيش للسماح لهم بنقل محاصيل الحبوب".
موسم الحصاد، بالأخص حصاد الشعير تم تقديمه حوالي نصف شهر في محافظة كركوك مقارنة بالسنوات الماضية، ويعود السبب بصورة رئيسية الى خشية الفلاحين من وقوع الحرائق، أو خوفاً من الأضرار التي قد تسببها موجة الأمطار التي توقعت هيئة الأنواء الجوية العراقية أن تشهدها البلاد.
بالنسبة لقضية مزارعي ناحية سركران، قال هيرش شريف، إن "مشكلتهم لم تُحل، الجيش يقول إن هناك نزاعات حول ملكية أراضيهم".
محمد أمين، ممثل مزارعي ناحية سركران، قال لـ(كركوك ناو)، "يُمنع حصاد المحاصيل في خمس قرى تابعة لسركران بقرار من قيادة العمليات المشتركة في كركوك، الجيش داهم أراضينا الزراعية وأوقف عمل الحاصدات والمكائن الزراعية الأخرى".
موسم الحصاد في قضاء داقوق، جنوب كركوك
إجمالاً، لم يتم حتى الآن حسم النزاعات حول ملكية 50 الى 60 ألف دونم من الأراضي الزراعية ضمن حدود ناحية سركران بقضاء الدبس، والتي تتوزع على خمس قرى هي كابله، بلكانه، خرابه، سربشاخ وشناغة.
وفقاً للمعلومات التي حصل عليها موقع (كركوك ناو)، تم تجميد عقود قسم من هذه الأراضي الزراعية بقرار من الحكومة العراقية ، أي أنه لن يسمح بحرثها أو حصدها لحين حسم ملكيتها، غير أن بعض المزارعين الكورد تجاهلوا القرار.
الأراضي الزراعية في كركوك و عدد من المحافظات العراقية جرى توزيعها أثناء فترة حكم حزب البعث على العرب الوافدين من وسط و جنوب العراق على هيئة عقود تم العمل بها لحين سقوط النظام البعثي في عام 2003، بعدها تركوا تلك الأراضي.
عودة قسم من هؤلاء المزارعين الى أراضيهم جاء في الوقت الذي وجهت فيه وزارة العدل العراقية في 23 أيلول 2020 قراراً الى سبع محافظات من ضمنها كركوك، شددت فيه على ايقاف العمل بالعقود الزراعية التي تعود لفترة حكم حزب البعث، إلا أن دائرة زراعة كركوك ترفض العمل بالقرار.