لم يبتهج المسيحيون والتركمان بقرار الهيئة القضائية للانتخابات الذي طلبت فيه من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تخصيص خمسة مقاعد كوتا للأقليات في برلمان اقليم كوردستان، في حين نال القرار استحسان الأرمن.
الهيئة القضائية للانتخابات طلبت في قرار صدر يوم الاثنين، 20 ايار، من المفوضية تأمين خمسة مقاعد كوتا للتركمان، المسيحيين والأرمن، ضمن مقاعد برلمان إقيم كوردستان الـ100، بواقع مقعدين في كل من السليمانية وأربيل ومقعد في دهوك.
بروانت نيسان ماركوس، عضو الدورة السابقة لبرلمان كوردستان عن الأقلية الأرمنية، قال لـ(كركوك ناو)، "نحن سعداء جداً بالقرار، لأنه سيكون لنا ممثل في الدورة البرلمانية القادمة، نحن مستعدون منذ الآن للانتخابات".
بموجب آلية توزيع المقاعد، يتم تخصيص مقعد كوتا وحيد في محافظة دهوك من نصيب الأرمن، حسبما أشارت المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات.
لا تتوفر إحصائية دقيقة بعدد الأرمن في العراق، البعض يقدر عددهم بحوالي 20 ألف، لكن رئيس الطائفة الأرمنية في محافظة دهوك يقول إن تعدادهم في اقليم كوردستان ثلاثة آلاف شخص فيما يبلغ عدد الأرمن في عموم العراق 12 ألف.
في المقابل، عبر ممثلو التركمان والمسيحيين، الذين خصصت لهم أربعة مقاعد في محافظتي أربيل والسليمانية، عن استيائهم من القرار، بالأخص كيفية توزيع المقاعد على المحافظات.
قرار الهيئة القضائية للانتخابات، خطأ آخر يضاف الى قضية مقاعد الكوتا، لأنه تم تخصيص مقعد وحيد في محافظة دهوك وهو للأرمن
آزاد كورجي، رئيس كتلة ميلت في الدورة الخامسة لبرلمان اقليم كوردستان، وهو من المكون التركماني، قال "مستاؤون جداً من القرار، كان من المفترض أن تكون مقاعد الكوتا في دائرة انتخابية واحدة وليس أربع دوائر، اسوة بالنظام المتبع في العراق، ثانياً، الكيفية التي تم بها توزيع المقاعد خاطئة وكان يفترض أن يكون مقعدا التركمان في محافظة أربيل، على سبيل المثال، خصصوا مقعد كوتا للتركمان في السليمانية رغم أن أعداد التركمان قليلة جداً في هذه المحافظة، هذا إجحاف"، وأضاف، أن "نفس الشيء ينطبق على محافظة دهوك، لأن هناك أعداد كبيرة من الكلدان والسريان والآشوريين دون أن يخصص لهم مقعد فيها... قلة من المسيحيين يعيشون في السليمانية، رغم ذلك خصص لهم مقعد كوتا".
ويرى كورجي بأنه كان من الأفضل تخصيص سبعة مقاعد كوتا، "ثلاثة مقاعد للتركمان، اثنان منها في أربيل وواحد في السليمانية، وإضافة مقعد للمسيحيين في دهوك".
"نحن كتركمان، سنبذل ما في وسعنا لتغيير آلية التوزيع، بحيث تراعى فيها العدالة وتكون مقاعد الكوتا ضمن دائرة انتخابية واحدة"، بحسب كورجي.
لينوس عوديشو، عضو مجلس محافظة دهوك عن الكلدان السريان الأشوريين، قال لـ(كركوك ناو)، إن "قرار الهيئة القضائية للانتخابات، خطأ آخر يضاف الى قضية مقاعد الكوتا، لأنه تم تخصيص مقعد وحيد في محافظة دهوك وهو للأرمن، أتساءل، لمن يصوت الكلدان السريان الآشوريون؟.. أعداد المسيحيين في دهوك تقارب الـ60 ألف شخص، إذا لم يتم إجراء تغييرات لن نتوجه لصناديق الاقتراع".
وأضاف، " الحل الأفضل هو أن يكون التصويت لمقاعد الكوتا ضمن دائرة انتخابية واحدة، لكي يتمكن ابناء المكونات من التصويت لمرشحيهم في مناطقهم".
تعتبر الديانة المسيحية ثاني أكبر ديانة في العراق من حيث عدد أتباعها بعد الاسلام و قد أقرّها الدستور العراقي، و لغتهم هي السريانية ويتوجب، بموجب الدستور منحهم دوراً في إدارة المناطق التي يمثلون فيها الأغلبية.
ممثل الكلدان السريان الآشوريين اشار الى أنهم سيعلنون موقفهم خلال الأيام القليلة المقبلة، "نأمل أن تجرى تغييرات في آلية توزيع المقاعد بما يصب في مصلحة كافة الأطراف".