بدأت دائرة المقابر الجماعية في العراق بفتح وانتشال الرفات المدفونة في حفرة علو عنتر أو ما يعرف بـ"بئر الحمائم"، الذي كان تنظيم داعش يستخدمه كساحة للإعدامات والتخلص من جثث الضحايا.
تقع حفرة علو عنتر في أطراف تلعفر على طريق ناحية العياضية وتبعد نحو ستة كيلو مترات شمالي مركز القضاء.
عملية فتح المقبرة الجماعية بدأت اليوم، الثلاثاء، 28 أيار، بعد مرور 10 سنوات على إعدام "أكثر من ألف" شخص ورمي رفاتهم داخل الحفرة.
ضياء كريم، مدير دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء التابعة للحكومة الاتحادية العراقية قال في مؤتمر صحفي خلال مراسيم فتح المقبرة، وحضرها مراسل (كركوك ناو)، إن حفرة علو عنتر موقع "جريمة شنيعة ارتكبها داعش وتعتبر تحدياً كبيراً في ملف فتح المقابر الجماعية والتعرف على هويات الضحايا".
وقال ضياء إن المرحلة الأولى للعملية تتم على مساحة 20 الى 30 متر مربع، وبعمق يتراوح بين 10 و25 متر، وذلك بالتعاون مع جهات أخرى، من ضمنها دائرة الطب العدلي في بغداد، القوات الأمنية، الدفاع المدني، مديرية الصحة ومنظمات دولية.
وفقاً تحقيقات المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، تضم حفرة علو عنتر رفات "أكثر من ألف" مواطن تركماني وايزيدي، جرى إعدامهم رمياً بالرصاص من قبل مسلحي تنظيم داعش.
وقال مدير دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية، "يجب توحيد كافة الجهود والمساعي بهدف إعادة رفات الضحايا والتعرف على هوياتها".
الحكومة الاتحادية باشرت منتصف عام 2022 بحملة جمع المعلومات وسحب عينات الدم من ذوي ضحايا ومفقودي قضاء تلعفر، لغرض مقارنة الحمض النووي.
اسوةً بالايزيديين، تعرض تركمان تلعفر لعمليات القتل، الاختطاف والتهجير على يد مسلحي داعش، ولا يزال مصير حوالي 1300 مواطن تركماني مجهولاً، بينهم مئات الفتيات والنساء، ويشتبه أن تكون رفات قسم كبير منهم داخل حفرة علو عنتر.
الناشطة التركمانية ابتسام الحيو ، قالت في تصريح سابق لـ(كركوك ناو) إن " هذه الحفرة تسمى في الأصل ببئر الحمائم حيث أن سرب الحمام يعلوه عادةً، ويسميها تركمان تلعفر بـ(علو عنتر)، وهي حفرة تكونت بفعل الطبيعة، لم يتدخل الإنسان في حفرها، بل يروي سكان تلعفر أن نيزكاً ضخماً سقط قبل مئات السنين وأحدث هذه الحفرة ".
يُقدّر قطر الحفرة بنحو 50 متراً وعمقها حوالي 100 متر، إلا أن عمقها تقلص كثيراً بسبب رمي الجثث وردمها بالتراب من أطرافها.
وبينت الحيو أن المعلومات تشير الى أن من بين عشرات الجثث الظاهرة في الحفرة هناك جثث لنساء وأطفال، وتؤكد ملابسهم أنهم من أبناء الديانة الايزيدية إلى جانب التركمان.
حفرة علو عنتر، الذي تعرف بهذا الاسم بين التركمان، تبعد قرابة 600 متر عن الطريق الرئيسي، في منطقة قاحلة في عمق الصحراء، بالقرب من قرية تسمى بكي قوط التي يقطنها التركمان الشيعة.
تقع تلعفر على بعد 69 كم شمال غرب مدينة الموصل بمحافظة نينوى، ويبلغ تعدادها السكاني أكثر من 254 ألف نسمة، وفقاً لتقديرات وزارة التخطيط العراقية لعام 2019، يعيش التركمان في مركز تلعفر أما العرب والكورد فيعيشون في أطراف القضاء.