أصدرت محكمة جنايات السليمانية الثالثة حكماً بالسجن المؤبد لقاتل الشاب خواناس وريا كلي، بعد مرور عام على الحادث واعتراف الجاني بقتله خواناس بـ10 رصاصات بسبب "خلافات دينية".
خواناس وريا من أهالي قضاء جمجمال، ممثل مسرحي وفنان تشكيلي، قتل في 22 حزيران 2023 من قبل شخص مسلح وسط سوق جمجمال.
محامي قضية خواناس شدد في مؤتمر صحفي اليوم، الثلاثاء 25 حزيران على أن المحكمة اصدرت بعد خمس جلسات حكماً بالسجن المؤبد لقاتل خواناس وريا كلي، استناداً الى قانون مكافحة الإرهاب في اقليم كوردستان، وقال "كفريق المحامين سنتشاور فيما بيننا بشأن القرار وسندلي برأينا بعد أخذ رأي عائلة خواناس"، وأضاف "هذه القضية تتعلق بحرية الرأي".
وريا كلي، والد خواناس، قال خلال المؤتمر "نحن نطعن في القرار، كان من المفترض أن يكون الحكم أشد، لأنها قضية كبيرة والقاتل كان له محرضون وأعوان في الجريمة".
"أردنا أن نثبت للناس بأن القانون يجب أن يسود في مثل هذه القضايا ويحسمها"، وتابع والد خواناس قائلاً، "لا نريد أن يصبح أمثال خواناس ضحيةً للخلافات والصراعات، شبان مثل خواناس محرومون جداً في هذا البلد".
أردنا أن نثبت للناس بأن القانون يجب أن يسود في مثل هذه القضايا ويحسمها
في 23 حزيران 2023، بعد يوم من حادثة القتل، سلم الجاني نفسه للقوات الأمنية ، وبحسب جهاز آسايش (أمن) الاقليم، عزا الجاني جريمته الى "الاختلاف في حرية الرأي والتعبير الديني"، كما أقرّ "بوقوع نقاشات عدة وحدوث سوء تفاهم بينهما".
وشدد ذوو خواناس في بيان تلوه في حينه "وجود مشاكل اجتماعية" واكدوا بأنهم "عائلة متدينة ومثقفة ومعروفة في جمجمال وكركوك ولم نتسبب بمشاكل لأحد وليس لدينا مشكلة مع أحد حتى مع القاتل وعائلته".
وجاء أيضاً في البيان "خواناس ابننا ولا نتبرأ منه، عائلتنا تفتخر بالتزامها بالدين الاسلامي ولا نريد أن يشك أحد في هويتنا الدينية والتزامنا به".
واعتبر البيان الحادثة بأنها "إرهاب غير مبرر وقتل ظالم، وفي نفس الوقت نعتقد أن الكلمة لا يمكن الرد عليها بالرصاص".
في 29 نيسان قال الجاني أمام القاضي، "قتلت خواناس بسبب خلافات دينية".
بهار منظر، ناشطة في مجال حقوق الانسان، والتي حضرت معظم جلسات المحاكمة قالت "الجاني قال 23 مرة امام القاضي بأنه لم يتم تحريضه من قبل أي رجل دين أو أي شخص آخر، وبأنه أقدم على ذلك بنفسه".
قبل يومين (22 حزيران)، في الذكرى السنوية لمقتل خواناس وريا، قال والد خواناس في رسالة "خواناس اغتيل بيد مجرمة وقلب اسود، وانطفأت شمعة عمره في سن الـ25".
بعد مقتل خواناس، "شنوا حملة ظالمة ولا انسانية ضد خواناس المغدور به، ولم يقفوا عند ذلك الحد بل انهالوا بالسب والشتائم علي وعلى والدة خواناس"، حسبما جاء في رسالة وريا كلي.
وأضاف، "بعد رحيل خواناس، احترق قلب أبوين، ترملت امرأة، تيتم طفل، فضلاً عن تداعيات أخرى".
بعد رحيل خواناس، احترق قلب أبوين، ترملت امرأة، تيتم طفل
والد خواناس عبر عن استيائه من حملة التعليقات والمنشورات المسيئة التي شنت ضدهم على مواقع التواصل الاجتماعي، "كان أمراً مستغرباً، لم يكن أحد يعرف حقيقة الحادث ومع ذلك كانوا يتكلمون عنه، نشروا صور ومقاطع فيديو تعود لسنتين قبل اغتيال خواناس وكانوا يظهرون بأنه قتل بسببها، كانوا يتحدثون عن الغيب ايضاً ويقولون بأنه الآن يعذب في القبر".
"تألمنا كثيراً، خواناس قتل بـ10 رصاصات، لكننا صوّبنا بآلاف الرصاصات، أساؤوا الى منزلتنا".
في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمام محكمة جنايات السليمانية، أشار محامو قضية خواناس وريا الى فتح قضايا مختلفة لأشخاص آخرين على خلفية هذه القضية من ضمنها قضايا تتعلق بـ"تحريض أناس على نشر كلمات مسيئة".
خلال جلسات المحاكمة شدد الجاني على أنه اتخذ قراره بنفسه لم يحرض من قبل أحد، لكن والد خواناس يقول "لم يعتقل حتى الآن الشخاص الذين يقفون وراء الجاني، لأنه كان هناك مخططون ومحرضون للقاتل".
وتقول الناشطة بهار منظر أن القضية تتعلق بحرية التعبير، "يمكننا أن نعزو القضية لانتشار التطرف الديني في اقليم كوردستان، حيث شهدت الأعوام القليلة الماضية ازدياداً في حالات العنف والقتل في قضايا مشابهة... مقتل خواناس جرس إنذار يجب على الجميع أن ينتبه له، هذه التوجهات موجودة في اقليم كوردستان ويجب أن لا ينظر الى القضية كجريمة قتل اعتيادية".
ويقول والد خواناس في رسالته التي نشرها في ذكرى مقتل ابنه، "يجب أن نعمل جميعاً لإبعاد الشباب عن الفكر المتطرف ونحقق حياةً كريمة للشباب، نعزز فكرة التعايش ونقف في وجه القتل والارهاب.