"أدوا واجب الضيافة على أكمل وجه"... خانقين تفتح أبوابها للاجئي لبنان

ديالى/ 26 تشرين الأول 2024/ عائلة لبنانية لاجئة في خانقين   تصوير: أمير خانقيني

أمير خانقيني

كانت المرة الأولى التي تشتم فيها ابنتا حوراء (29 سنة) رائحة البارود وتسمعا أصوات القنابل والانفجارات وتريا بأعينهن المعارك التي استعر لهيبها جنوب لبنان. بعد أقل من شهر وجدت العائلة نفسها في حسينية وسط قضاء خانقين بمحافظة ديالى.

الصواريخ الاسرائيلية التي سقطت في محيط مدينة النبطية بلبنان أجبرت حوراء وزوجها على البحث عن ملاذ آمن لطفلتيهما.

عائلة حوراء تقطن في قرية الأنصار بمحافظة النبطية جنوب لبنان الذي أصبح منطقة ساخنة في الحرب الذي اندلع منذ أيلول الماضي  بين حزب الله اللبناني واسرائيل وقد أدت التوترات بين الجانبين الى نزوح وهجرة حوالي مليون لبناني.

  في بداية الأزمة نزحت عائلة حوراء صوب مدينة صيدا اللبنانية التي كانت آمنة نسبياً، لكن مع التصعيد العسكري وتكثيف الغارات اتجهوا الى جبل لبنان وبقوا هناك لأسبوع.

"بسبب قرب جبل لبنان من بيروت كنا نسمع دوي الانفجارات لذا لم نكن نشعر بالأمان فاتخذنا القرار الصعب ونزحنا من لبنان الى العراق". عائلة زوج حوراء كانت قد وصلت الى العراق قبلهم بأسبوع.

تقول حوراء، "لم نرد أن يرى أطفالنا المزيد من مشاهد الحرب، كانت صعبة ومؤلمة لأنهم لم يشهدوا من قبل حروباً".

panabar.lubnann
ديالى/ 26 تشرين الأول 2024/ تسجيل أسماء اللاجئين اللبنانيين في حسينية الإمام حسن المجتبى بخانقين     تصوير: أمير خانقيني 

ابنتا حوراء، رقية (7 سنوات) وفاطمة (4 سنوات) وصلتا مع والديهما نهاية الأسبوع الماضي الى محافظة الأنبار غربي العراق عن طريق منفذ القائم وتم نقلهم من هناك الى قضاء خانقين.

زوج حوراء، حسين محمد (38 سنة) قال لـ(كركوك ناو)، "في منفذ القائم الحودي استقبلت قوة تابعة للحشد الشعبي اللاجئين اللبنانيين ونقلونا بحافلات الى بعقوبة ومن هناك الى خانقين".

تم إيواء عائلة حوراء في حسينية الإمام حسن المجتبى في حي علي مراد وسط خانقين. الحسينية أصبحت مركزاً لإيواء لاجئي لبنان.

 تقول حوراء، "استقبلونا بحرارة، رغم أن سكان المدينة من الكورد لكنهم ادوا واجب الضيافة على أكمل وجه".

27 عائلة لاجئة وصلت الى الحسينية خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وفقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بعد التصعيد العسكري بين حزب الله واسرائيل، وصل 16 ألف و727 لاجئ لبناني الى العراق، الغالبية العظمى منهم دخلوا عن طريق منفذ القائم، وقسم منهم عن طريق المطارات.

الهيئة العامة للحشد الشعبي تشرف في المنافذ الحدودية على عملية توزيع اللاجئين على المحافظات

حسين محمد كان يعمل طباخاً في أحد فنادق لبنان لكنه فقد عمله مع اندلاع الحرب.

حين غادروا القرية لم يخطر على بال عائلة حوراء أن يتوجهوا الى العراق، "كنا نظن بأنه ما هي إلا ايام قليلة ونعود، لذا تركنا جوازات سفرنا في البيت".

لذا حين وصل أفراد العائلة الى سوريا، تمكنوا من الحصول على الوثائق الخاصة بالسفر عن طريق السفارة اللبنانية ومن ثم دخول العراق.

حتى الآن وصلت 27 عائلة لاجئة الى قضاء خانقين، الذي يعتبر من المناطق التنازع عليها بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان.

منصور حيدر، من أهالي خانقين، يقول بأنه حين علم بوصول اللاجئين اللبنانيين الى خانقين زار الحسينية لتقديم المساعدة.

قابل منصور عائلة حوراء وقرر إيواءها في الطابق الثاني من منزله.

panabar.lubnan
ديالى/ 26 تشرين الأول 2024/ عائلة لبنانية لاجئة في خانقين   تصوير: أمير خانقيني

"الطابق يتألف من غرفتين مؤثثتين، أخبرتهم بأنها لكم الى أن تعودوا الى دياركم"، وقال منصور، "كمواطن كوردي ذقت مرارة النزوح لذا قررت أداء واجبي الانساني نحوهم".

مدير الهجرة والمهجرين بمحافظة ديالى، سيف عمر، قال لـ(كركوك ناو) بأن دائرته تسجل عن طريق أربعة فرق جوالة أسماء اللاجئين اللبنانيين مشيراً الى أن المزيد من العوائل تصل الى المحافظة يومياً، حيث وصل عددها حتى الآن الى 100 عائلة.

وتابع قائلاً، "الهيئة العامة للحشد الشعبي تشرف في المنافذ الحدودية على عملية توزيع اللاجئين على المحافظات... ليست لدينا معلومات حول كيفية توزيع اللاجئين".

وفقاً لمتابعات (كركوك ناو)، فور وصول النازحين الى ديالى تستقبلهم هيئة الحشد الشعبي ويتم توزيعهم على المناطق بالتنسيق مع هيئة الخدمات اللوجستية.

إمان وخطيب حسينية الإمام حسن المجتبى، حسين المندلاوي قال لـ(كركوك ناو)، "كأهالي خانقين أدينا واجبنا الانساني دون الالتفات الى ديانات ومذاهب هذه العوائل".

وأضاف "خانقين كانت دوماً رمزاً للتعايش وإغاثة المنكوبين".

\\\\\\\\\\\\\\\\\

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT