غالبية الضحايا من أهالي خانقين.. عشرات الحوادث على "طريق الموت"

ديالى/ كانون الثاني 2025/ الطريق الرئيسي بين قضاءي خانقين وكلار الممتد لـ38 كيلومتراً   تصوير: كركوك ناو

كركوك ناو- ديالى

صدمة الحادث لم تفارق ذهن آرام محمد، ألم فقدانه لوالدته أنساه الاصابات التي تعرض لها. آرام نقل والدته من خانقين إلى كلار لتلقي العلاج لكن "طريق الموت" فرّق بينهما للأبد.

أواخر شهر تشرين الثاني 2024، شهد الطريق الرئيسي بين قضاءي خانقين وكلار حادثاً مروّعاً أودى بحياة والدة وأحد أشقاء آرام الذي نجا من الحادث مصاباً.

أجريت عملية جراحية لوالدة آرام منذ مدة قصيرة، وكان عليها السفر بين فترة وأخرى إلى كلار لمراجعة الأطباء ومواصلة رحلة العلاج، "أخذت مع شقيقي بلال والدتنا لمراجعة الطبيب في كلار، فتعرضنا لحادث سير، أمي وشقيقي فارقا الحياة"، حسبما قال آرام محمد لـ(كركوك ناو).

في حادث التصادم الذي وقع بين مركبتين توفي أيضاً سائق المركبة الأخرى، عائلة آرام عفت الطرف المقابل دون أن يطالبوا بأي تعويض.

"نأمل أن تحل مشكلة هذا الطريق ويحول إلى مزدوج، لأن المواطنين يتعرضون باستمرار لحوادث على هذا الطريق"، الطريق الذي تحدث عنه آرام يطلق عليه "طريق الموت" بسبب كثرة الحوادث التي يشهدها.

Untitled-1 copy-1

ديالى/ كانون الثاني 2025/ صورة الحادث الذي أودى بحياة والدة وشقيق آرام محمد     تصوير: إعلام دائرة المرور 

فقط في عام 2024، تم تسجيل 24 حادث سير على طريق خانقين-كلار، أسفرت عن مصرع ستة أشخاص وإصابة 34 شخصاً، وفقاً لإحصائيات مرور خانقين التابع لحكومة اقليم كوردستان.

مدير مرور خانقين، المقدم حيدر ولاء قال لـ(كركوك ناو) إن "حوادث السير على طريق خانقين-كلار تعود إلى أن الطريق ذو اتجاه واحد ذهاباً وإياباً، إذا حوّل إلى اتجاهين منفصلين ستقل الحوادث بشكل كبير"، مشيراً إلى أن البعض ن السواق لا يلتزمون بالتعليمات ويقودون مركباتهم بسرعة فائقة.

الحلول المطروحة من قبل قسم المرور مؤقتة، وتتمثل بنصب كاميرات تحديد السرعة، لكن هذا الإجراء ليس يسيراً، "بسبب الظروف السياسية لا نستطيع نصب الكاميرات فقد يعرض حياة منتسبينا للخطر"، بحسب المقدم حيدر، نظراً لأن خانقين من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان وهي الآن تخضع لسيطرة الحكومة الاتحادية.

الطريق ذو اتجاه واحد ذهاباً وإياباً وهو ضيق، طول الطريق 38 كيلومتراً وعليه ازدحام شديد، ويعتبر من الطرق الرئيسية التي تربط إقليم كوردستان بمحافظات وسط وجنوب العراق، فضلاً عن الضغط المروري الناشئ من وجود منفذي المنذرية وبرويزخان.

من الطرق الخطرة لأنه ضيق ويشهد ازدحاماً شديداً باستمرار

"معظم السواق يقودون بسرعة ولا يلتزمون بالسرعة المحددة على الطريق، لذا أصبح هذا الطريق طريقاً للموت والضحايا هم أهالي خانقين وكلار"، بحسب محمد حميد (75 سنة)، سائق حافلة لنقل الركاب بين خانقين وكلار، "سأموت قبل أن يحول الطريق إلى مزدوج".

العام المنصرم، زار رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني محافظة ديالى وأعلن تنفيذ عدة مشاريع، من بينها تخصيص 25 مليار دينار، بحسب تصريح لمحافظ ديالى، عدنان الشمري، دون الإشارة إلى موعد بدء تنفيذ المشروع.

قائمّقام قضاء خانقين، جواد فيض الله، قال لـ(كركوك ناو) إن طريق خانقين-كلار من ضمن المشاريع "المهمة والاستراتيجية في خانقين والمنطقة"، حيث خصص لها مبلغ 21 مليار دينار. بحسب فيض الله، إدارة القضاء تابعت مع النواب وأعضاء مجلس المحافظة المشروع الذي أحيل إلى وزارة الإعمار ومن المقرر أن يسلم إلى إحدى الشركات لتنفيذه بعد استحصال موافقة وزارتي الإعمار والمالية.

"المشروع يبدأ من حدود بلدية خانقين وصولاً لحدود بلدية كلار، من المرجح أن تلقى مسؤولية تأهيل جزء من الطريق على عاتق حكومة الاقليم، لكننا نسعى لأن ينفذ المروع بأكمله من قبل الحكومة الاتحادية كونه من المشاريع الاستراتيجية"، بحسب قائمّقام خانقين.

في محافظات العراق، ما عدا إقليم كوردستان، تسبب وقوع أكثر من 900 حادث بوفاة (252) شخص وإصابة أكثر من ألف شخص شهرياً، وفقاً لتقرير للجهاز المركزي للإحصاء.

صلاح محمد، (64 سنة)، سائق حافلة لنقل طلاب كليات خانقين، يتنقل يومياً بين كلار وخانقين، قال لـ(كركوك ناو) إن هذا الطريق "من الطرق الخطرة لأنه ضيق ويشهد ازدحاماً شديداً باستمرار"، وأشار إلى أنه تعرض لحادث مروري قبل أشهر أسفر عن أضرار مادية فقط.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT