يشيع في المجتمع العراقي أربع ممارسات خاطئة قد تؤدي إلى موت الطفل حديث الولادة، فيما ينصح الأطباء الأمهات بتجنب هذه الممارسات.
بعض المفاهيم والممارسات الخاطئة:
"الإسهال والتقيؤ يعني أن الطفل كارف"
"تعريض الطفل لنور مصابيح النيون يشفيه من الصفار (اليرقان)"
"خدش بطن الرضيع يعالجه من الغازات"
"العسل ومحلول السكر ينظف معدة الرضيع"
في هذه الحالات الأربع إذا لم يتم التعامل مع الطفل حديث الولادة وفق أسس علمية، قد يتعرض لمخاطر صحية أكبر.
أولاً: "الإسهال والتقيؤ يعني أن الطفل كارف"
يقول أخصائي أمراض الأطفال وحديثي الولادة، كامران أحمد بأنه من الناحية العلمية لا يوجد شيء يسمى طفل كارف أو شامّ مثلما تقول بعض الأمهات عند إصابة أطفالهن بالإسهال والتقيؤ.
"الإسهال والتقيؤ سببهما التهاب الأمعاء والمعدة أو التهاب الأغشية التي تغلف الدماغ ،أو تناول غذاء مسمم، وهذا يعني بأن الطفل ليس كارفاً، لذا يجب علينا أن نشخص أسباب الإصابة بالإسهال والتقيؤ".
وأضاف كامران أحمد، "استقبلنا أطفالاً اصطحبهم أهاليهم إلى عدة أماكن بحثاً عن علاج معتقدين بأنه كارف لكن تبين بأنهم مصابون بالتهاب غشاء الدماغ.... إذا كان الطفل لديه حساسية من الروائح فسيصاب بضيق التنفس والسعال وليس الإسهال والتقيؤ".
هناك شيء آخر شائع وسط المجتمع، حيث يقال بأنه يجب أن لا يتم إصطحاب الطفل حديث الولادة عند زيارة امرأة نفساء لأنه سيشم رائحتها ويصاب بالكرفة، حول ذلك يقول كامران أحمد، "هذا غير صحيح، الحقيقة هي أن المرأة النفساء تصاب ببعض الإلتهابات بعد الولادة وقد تنتقل هذه الالتهابات للطفل الذي يقترب منها، لا أن يصبح كارف".
وأوضح كامران بأن طرق العلاج الشعبية لهذه الحالة أو ما يسني بالسكوة، يعقد الوضع الصحي للطفل، "لأن الطفل مصاب بمرض لكنهم يقولون بأنه ليس مريضاً بل كارف، بينما قد يكون مصاباً بالتهاب غشاء الدماغ وتأخير العلاج يعرض حياته للخطر".
ثانياً: "العسل ومحلول السكر ينظف معدة الرضيع"
يقول الدكتور كامران إنه من الناحية العلمية إعطاء العسل للرضيع قبل بلوغه عاماً واحداً محظور، "لأن العسل يحتوي على مادة لا تستطيع معدة الرضيع هضمها وقد يصيب الطفل بالتسمم السجقي (Botulism) وهو مرض خطير يصيب معدة الرضيع".
وحول استخدام محلول السكر قال إن "إذا انخفضت نسبة السكر في دم الطفل، يتم استخدام محلول سكري طبي يصفه الطبيب، لأن المحلول السكري الذي يعد منزلياً يعرض الطفل للتقيؤ والجفاف".
ثالثاً: "تعريض الطفل لنور مصابيح النيون يشفيه من الصفار (اليرقان)"
بعض الأمهات حين يصاب أطفالهن بالصفار أو اليرقان يعرضونهم لضوء مصابيح النيون، لكن الدكتور كامران يقول إن "هذا الأمر ليس مفيداً إطلاقاً، لأن هذه المصابيح تختلف عن المصابيح التي يتم استخدامها في المستشفيات لعلاج اليرقان".
رابعاً: "خدش بطن الرضيع يعالجه من الغازات"
من الممارسات الخاطئة لعلاج الغازات خدش بطن الطفل الرضيع "لطرد الغازات"، حول ذلك يقول الدكتور كامران أحمد بأن هذه الممارسة لا اساس لها، الطفل يصاب بغازات البطن لكن خدش بطنه باستخدام موس حلاقة يعرض الطفل للأذى فقط وقد يؤدي إلى إصابة المنطقة المخدوشة بالإلتهابات.
"غازات البطن لا تطرد بهذه الكيفية، لأن الغازات موجودة في الأمعاء كما أن البطن يتألف من عدة طبقات".