توصيات مهمة جداً للأسرة العراقية بخصوص الأطفال والمباعدة بينهم: لعامين على الأقل

الصورة من موقع unsplash بتاريخ 23 تموز 2025   تصوير: Jochen van Wylick

ساكار عبدالله

المباعدة بين ولادة وأخرى لمدة عامين يجنب الأم والجنين العديد من المشاكل الصحية وفي نفس الوقت يضمن تنشئة أفضل وحياة أكثر رفاهية، بحسب أطباء ومختصين في علم الاجتماع.

المباعدة بين الولادات أحد الأهداف التي تسعى منظمة الأمم المتحدة تحقيقها كخطوة أولى وأساسية لتنظيم الأسرة الذي يعد جزءاً من استراتيجية وزارة الصحة في العراق وإقليم كوردستان.

"يجب أن ترضع الأم طفلها لمدة عامين، لذا فإنها لن تتمكن من الإعتناء بطفل آخر أو تصبح حاملاً خلال تلك المدة، لذلك يتوجب عليها أن تهتم في تلك الفترة بنفسها وبطفلها"، حسبما قالت إخصائية الأمراض النسائية والتوليد والعقم، مهابات صالح سعيد دلو لـ(كركوك ناو).

وشددت مهابات على ضرورة المباعدة بين ولادة وأخرى لعامين على الأقل لأن الأم تكون بحاجة للراحة نفسياً وبدنياً، فضلاً عن الاهتمام بطفلها، وحذرت من أن الدراسات العلمية أظهرت أن عدم المباعدة بين الولادات يزيد مخاطر الإجهاض، الولادة المبكرة، فقر الدم ونقص وزن الطفل إلى جانب العديد من المشاكل الأخرى المتعلقة بصحة الأم.

وإذا تمت المباعدة بين الولادات لسنتين على الأقل ستنخفض وفيات الأطفال في الأعمار من 1 إلى 4 سنوات بنسبة 21 بالمائة كما ستنخفض وفيات الأطفال الرضع بنسبة 10 بالمائة، حسبما أشار اليه مضمون الاستراتيجية الوطنية لتنظيم الأسرة في العراق. وقدّرت الاستراتيجية أنه مع كل زيادة بمقدار درجة مئوية في استخدام وسائل منع الحمل، ينخفض معدل وفيات الأمهات بنسبة 4.8 بالمائة لكل 100 ألف ولادة حية.

وجود فاصل زمني قدره عامان مناسب لكي يكون الأطفال متقاربين إلى حد ما من حيث العلاقة والمطالب والرغبات

الإستراتيجية الوطنية لتنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات (2021-2025) تنفذ بإشراف وزارة الصحة العراقية وبالتنسيق مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، لتكون بمثابة خارطة طريق لتحسين صحة الأمهات والأطفال، الحد من الفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

"في كل الأحوال، سيؤثر الطفل الثاني على الطفل الذي قبله سواء بسنتين أو ثلاثة، إذا أنجب الطفل الثاني بعد عامين فهذا أفضل، لأن الطفل حينها يبدأ بإراك محيطه تدريجياً، لكن إذا كان الفاصل الزمني أقل فلن يدرك الطفل ما يدور حوله ولن يتحمل التغيير الحاصل"، بحسب إخصائية النمو وتغذية الأطفال، تارا علي بابان.

كثرة البكاء، فرط الحركة واضطراب النوم من الآثار البارزة في سلوك الطفل في حل لم يتم توخي المباعدة بين الولادات لعامين على الأقل. هذه الآثار تكون أقل في حال تمت المباعدة لأن الطفل في هذا العمر يبدأ ببناء شخصيته ويفهم محيطه بكل أفضل، على سبيل المثال يمكنه التعبير عن وضعه بالكلمات.

وفقاً للمنظمة العالمية للصحة، إذا كان الفاصل الزمني بين الولادات عامين سيتمتع الطفل بصحة أفضل وعظام قوية ووزن مناسب لأنه سيحصل على رعاية أفضل وستكون فرصه أكبر للحصول على التربية والتعليم وحب الوالدين.

المختص في علم الإجتماع التربوي، دارا أنور زوراب، يصف المباعدة بين الولادت بأحد "الأحداث المهمة في الحياة الأسرية"، لأن وجود فاصل زمني قدره عامان مناسب لكي يكون الأطفال متقاربين إلى حد ما من حيث العلاقة والمطالب والرغبات.

التقارب بين الأطفال حين يكون الفاصل الزمني بينهما عامين يساعدهم على الاحتفاظ بالسمات الإجتماعية والنفسية لحياة الأطفال، بعيداً عن استخدام الأجهزة الألكترونية، الشاشات الذكية وبمأمن من الإصابة بالتوحد والانعزال والخجل.

إذا كان الفاصل الزمني بين ولادة وأخرى أقل من سنتين، ستكون هناك أضرار وتأثيرات سلبية... مثل الحسد، الكره، الغضب واستخدام العنف، كل هذه الأمور نسبية وتتغير بحسب البيئة التربوية والأسرية"، وأضاف زوراب، "السلوك الاجتماعي على أساس قوام الأسرة وفترة المباعدة بين الولادات يؤثر على العلاقات، التعاون، التنافس والسلوك العدائي".    

وضعت الأمم المتحدة 15 هدفاً للتنمية المستدامة، يتعلق الثالث والخامس منها بإعادة تنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات، باعتبارها أحد حقوق الإنسان والملتزمة بتنظيم الأسرة والمباعدة بتمكين الأزواج والأفراد من أن يقرروا بحرية مسؤولية عدد أطفالهم والمباعدة فيما بينهم.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT