26 ألف نازح، معظمهم من المكون الإيزيدي، سجلوا أسماءهم لكي يشاركوا في التصويت الخاص في مخيمات محافظة دهوك يوم 9 تشرين الثاني المقبل، وذلك في الوقت الذي يتواجد فيه 210 آلاف نازح في المحافظة، وسيتوجب على الذين يحق لهم التصويت العودة إلى مناطقهم الأصلية.
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق خصصت 22 محطة انتخابية داخل المخيمات للنازحين الذين لبوا طلب المفوضية وسجلوا أسماءهم ليتمكنوا من التصويت في هذه المحطات، فيما لن يكون أمام المتخلفين عن تسجيل أسمائهم عند المفوضية خيار آخر سوى العودة إلى مناطقهم الأصلية والمشاركة في التصويت العام.
سيفي رشو، نازحة إيزيدية من سنجار تقيم مع عائلتها في مخيم بيرسيف منذ 11 عاماً، عادت في الانتخابات السابقة إلى ناحية سنوني للتصويت، لكنها لا تعرف هذه المرة أين ستصوت رغم تبقي أقل من ثلاثة أسابيع على موعد الانتخابات.
"عندما طلبت منا مفوضية الانتخابات إتمام معاملاتنا في مكتب دهوك حتى نتمكن من التصويت في مخيمات النازحين، أذعنت لطلبهم وسلمتهم أوراق معاملاتي، خلال هذه الفترة قمت بمتابعة صدور بطاقة الناخب، فأخبرني مسؤولو المفوضية أن الإجراءات اكتملت وأن أسماءنا ستصل قريباً، لا أعرف إلى متى سننتظر"، بحسب سيفي.
وفقاً لإحصائيات دائرة الهجرة والمهجرين والإستجابة للأزمات التابعة لحكومة إقليم كردستان، تتواجد 55 ألف عائلة نازحة مؤلفة من 210 آلاف فرد في محافظة دهوك، بينهم 110 آلاف يقيمون في المخيمات، بينما اندمجت 100 ألف عائلة أخرى مع المجتمعات المضيفة.
في حين تشير إحصائيات المفوضية إلى أن 25 ألف و986 شخص فقط سجلوا اسماءهم ويمكنهم الإدلاء بأصواتهم في الـ 22 محطة المعدة ليوم التصويت الخاص، فيما لم تبق فرصة لبقية النازحين، إذ سيتوجب عليهم العودة إلى مناطقهم الأصلية في سنجار، سهل نينوى أو مركز الموصل في يوم التصويت العام.
أحمد قاسم، من سكنة مخيم جم مشكو، عاد إلى سنجار للتصويت في الانتخابات السابقة، لكنه يقول إنه لا يعرف أين بإمكانه التصويت هذه المرة.
وقال أحمد لـ(كركوك ناو)، "قدمت معاملات التسجيل للجان مفوضية الانتخابات في شهر أيار الماضي وأعطيتهم كافة المعلومات، قبل يومين راجعت إدارة المخيم وقالوا إن اسمي لم يعد حتى الآن وأن على الإنتظار".
مئات آخرون، على شاكلة أحمد، أكملوا إجراءات التسجيل للتصويت الخاص في المخيمات وحتى الآن لم يتضح أين سيمكنهم الإدلاء بأصواتهم.
هناك مخاوف من حرمان الآلاف من النازحين الإيزيديين من المشاركة في الانتخابات وعدم تمكنهم من اختيار ممثليهم في مجلس النواب العراقي.
في الانتخابات السابقة، حيث كانت محافظة نينوى مؤلفة من ثمان دوائر انتخابية، كانت النسبة الأدنى للمشاركة في دائرة سنجار حيث لم تتجاوز 30 بالمائة. دائرة سنجار التي ضمت أكبر عدد من النازحين، واجهت نفس المشكلة، حيث صوت قسم منهم في المخيمات وتوجب على قسم آخر العودة إلى سنجار من أجل التصويت.
وقال أحمد، "في المرة السابقة، استغرقت ساعتين للوصول إلى سنجار والتصويت هناك. الأمر صعب للغاية. لا يمكننا العودة إلى سنجار بنفس الطريقة"، وأضاف، "نريد أن ندلي بأصواتنا هنا، أو أن توفر لنا تسهيلات من أجل العودة إلى مناطقنا".
أما سيفي فقالت، "ألأوضاع المادية للنازحين سيئة وأغلبهم غير قادرين على صرف 50 ألف دينار كأجور نقل للعودة إلى مناطقهم في يوم الاقتراع".
رئيس فرع دهوك للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، خالد عباس، قال لـ(كركوك ناو إن "الـ26 ألف نازح لم يستجيبوا لطلبنا لتسجيل أسمائهم، لذا سيتوجب عليهم العودة إلى مناطقهم للتصويت".
في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 2021، كان عدد الناخبين من النازحين 120 ألف شخص، 69 ألف منهم كانوا في محافظة دهوك.
مدير دائرة الهجرة والمهجرين والاستجابة للأزمات التابعة لحكومة اقليم كوردستان، بير ديان جعفر، قال لـ(كركوك ناو)، " أتيحت للاجئين الفرصة لتسجيل أنفسهم، ولكن إذا لم يفعلوا ذلك، فبالتأكيد لن يتمكنوا من التصويت في المخيمات".
وأضاف، " سنبذل قصارى جهدنا لمساعدة الراغبين في العودة إلى مناطقهم للتصويت".