مرشحو قضاء خانقين لانتخابات مجلس النواب العراقي، حفروا آباراً ارتوازية لسكان عدد من القرى بخلاف التعليمات ودون أخذ الموافقات الرسمية، وذلك بحسب الجهات المعنية.
إحدى القرى التي حفرت فيها الآبار في إطار الدعايات الانتخابية للمرشحين هي قرية كرمك التي يطلق عليها أيضاً قرية المعدان والتي تقع على ضفاف نهر ألوند وتقطنها قرابة 100 عائلة.
مختار القرية، كريم هموندي، قال إن سكان القرية يعانون من شح مياه الشرب منذ ثمانينات القرن الماضي بسبب آثار الحرب العراقية-الإيرانية، لذا يعتمد سكانها بصورة رئيسية على مياه الآبار.
"خلال حملة الانتخابات الحالية بقام مرشحون بحفر آبار ارتوازية للقرية ووعدوا بتنفيذ مشروع إنشاء شبكة مياه رئيسية للقرية"، حسبما قال هموندي لـ(كركوك ناو)، مشيراً إلى أنهم حصلوا على موافقة الجهات المعنية.
وفقاً للتعليمات، فإن حفر الآبار يكون وفق عدة شروط وإجراءات، منها أخذ موافقة الوحدة الإدارية وإجراء تقييم مسبق من قبل الدائرة المعنية، وفي حال قدّر بأن حفر البئر يصب في المصلحة العامة تتولى دائرة حكومية حفره.
مصدر مسؤول في قسم المياه الجوفية في ديالى طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ(كركوك ناو) إن "عملية أغلب آبار المياه تمت دون علمنا، لأن خانقين وقراها لا تحتاج لمياه الآبار في الوقت الحالي، حيث أن 90 بالمائة من قرى وأحياء مركز القضاء إما وصلتها شبكات توزيع الماء أو يتم تزويدها بالمياه عن طريق الآبار".
"بعض المرشحين يحفرون هذه الآبار لكسب أصوات الناخبين "، بحسب المصدر.
يتنافس في محافظة ديالى حوالي 400 مرشح للفوز بـ14 مقعد برلماني، ويتطلع قسم من هؤلاء المرشحين لحصد أصوات أكثر من 200 ألف ناخب في قضاء خانقين، وذلك من مجموع أكثر من مليون و51 ألف ناخب يحق لهم التصويت في ديالى.
نزار سامان، أحد مرشحي خانقين، يقول بأنه استجاب لمناشدات أهالي قرية كرمك وحفر بئر مياه على نفقته الخاصة، ويرى سامان بأن ذلك "سيؤدي إلى المحافظة على المياه الجوفية لأن معظم المنازل لديهم آبار خاصة، وفي حال توفر آبار عامة سيقل استخدام الآبار الخاصة".
وفي إطار الحملات الدعائية لانتخابات مجلس النواب العراقي التي ستجرى في 11 تشرين الثاني الجاري، حفر مرشح آخر بئر ماء في إعدادية صناعة خانقين.
إبراهيم أحمد، مسؤول مكتب المرشح رياض عباس قال "تم حفر بئر ارتوازي لإعدادية الصناعة على نفقة الشيخ رياض لتأمين مياه الشرب لحوالي 1200 طالب وكادر تدريسي"، واعترف بأن البئر حفر دون أخذ موافقة الجهات المعنية.
وفقاً لمتابعات (كركوك ناو)، تم حفر آبار مياه شرب في عدة قرى ومناطق أخرى من خانقين وديالى، في إطار الحملات الانتخابية.
الناشط في مجال البيئة بخانقين، أياد كركوكي، تابع برامج المرشحين والأحزاب ويقول بأن أياً منها لا تتضمن مشاريع بيئية، في الوقت الذي تعاني فيه خانقين من العديد من الماكل البيئية كقلة المساحات الخضراء وتراجع منسوب مياه ألوند وعدم توفر مكان مناسب لمعالجة النفايات أو التخلص منها.
"عشرات الأطنان من الحديد والفليكسات استخدمت في خانقين لأغراض الدعاية الانتخابية، والتي فضلاً عن تلويث البيئة تؤثر على الرؤية"، بحسب أياد.