ضمن تسعة من مرشحي الأقليات مقاعد في البرلمان العراقي بمجموع أصوات بلغ 121 ألف صوت، حيث وصل عدد أصوات بعض المكونات إلى ضعف ما حصلوا عليه في الانتخابات البرلمانية السابقة.
وفقاً للنتائج النهائية للدورة الانتخابية السادسة للبرلمان العراقي التي أجريت في 11 تشرين الثاني 2025، حصد جميع مرشحي الأقليات الدينية والعرقية أكثر من 270 ألف صوت، في حين كان مجموع الأصوات التي حصلوا عليها في انتخابات 2021 أقل من 226 ألف صوت.
عدد مرشحي الأقليات في هذه الانتخابات كان 53 مرشحاً، فيما كان عددهم 67 مرشحاً في الانتخابات التي سبقتها.
بموجب قانون الانتخابات، من مجموع مقاعد برلمان العراق الـ329، تم تخصيص تسعة مقاعد فقط للمسيحيين، الايزيديين، الصابئة المندائيين، الكورد الفيليين والشبك. قانون الانتخابات جعل العراق دائرة انتخابية واحدة للأقليات، أي أن بإمكان الناخبين من جميع المكونات الدينية والعرقية، في أي بقعة من العراق، أن يصوتوا لمرشحيهم.
المرشحون التسعة الذين ظفروا بمقاعد الكوتا حصدوا ما مجموعه 121 ألف و192 صوتاً، في حين كان مجموع الأصوات للفائزين بالمقاعد التسعة في الدورة السابقة 96 ألف و76 صوتاً.
المسيحيون: منافسة ساخنة
من أصل تسعة مقاعد كوتا مخصصة للأقليات الدينية والعرقية، تمكن مرشحو المكون المسيحي من الحصول على 78 ألف و406 صوت لخمسة مقاعد كوتا. في الانتخابات السابقة حسمت تلك المقاعد بـ46 ألف و596 صوتاً.
مجموع أصوات المسيحيين في هذه الانتخابات وصل إلى 154 ألف و227 صوت موزعة بين 19 مرشح. المنافسة كانت محتدمة بين المرشحين بسبب تدخلات الأحزاب والجهات خارج الكوتا، في الوقت الذي بلغ مجموع الأصوات التي حصدوها في الانتخابات السباقة 118 ألف وثلاثة أصوات موزعة بين 34 مرشحاً.
مقاعد الكوتا الخمسة المخصصة للمكون المسيحي هي في محافظات بغداد، كركوك، نينوى، أربيل ودهوك. مقاعد محافظتي بغداد ونينوى ذهبت لمرشحس حركة بابليون برئاسة ريان الكلداني، قائد كتائب بابليون التابعة للحشد الشعبي. بابليون حصل في الانتخابات السابقة على أربعة مقاعد.
كل من وزيرة الهجرة والمهجرين الحالية، إيفان فائق جابرو بـ13 ألف و137 صوت و أسوان سالم الكلداني بـستة آلاف و235 صوت فازوا بمقاعد برلمانية عن محافظتي بغداد ونينوى.
الفائزون الثلاثة الآخرون في كركوك، دهوك وأربيل شاركوا بصورة مستقلة لكنهم كانوا يحظون بدعم الحزب الديمقراطي الكوردستاني بشكل غير مباشر.
سامي أوشانة المترشح لكوتا محافظة دهوك حصد 22 ألف و838 صوت في حين فشل مرشح بابليون المدعوم من قبل الاتحاد الوطني الكوردستاني في الفوز بالمقعد رغم حصوله على 22 ألف و67 صوتاً.
في محافظة كركوك ضمن عماد يوخنا مقعد الكوتا بـ17 ألف و680 صوت متغلباً على مرشح بابليون الذي حصد 12 ألف و838 صوتاً. وفي أربيل ذهب مقعد الكوتا للمرشح كلدو رمزي بعد حصوله على 18 ألف و517 صوت فيما فشل مرشح بابليون الذي جمع 13 ألف و614 صوتاً.
يحظى المسيحيون بنصيب الأسد من مقاعد كوتا مجالس المحافظات، حيث أن مجموع مقاعد كوتا المكون في أربع محافظات هو 10 مقاعد.
تعتبر الديانة المسيحية ثاني أكبر ديانة في العراق بعد الإسلام من حيث عدد الأتباع، وقد أقرّها الدستور العراقي ولغتهم هي السريانية.
حين فرض تنظيم داعش سيطرته على نينوى أواسط عام 2014، وضع المسيحيين أمام ثلاثة خيارات: اعتناق الاسلام، دفع الجزية أو مغادرة مناطقهم دون أي أمتعة، فاختار معظمهم النزوح، كما تعرضت أغلب مواقعهم الدينية للدمار.
تشير احصائية للمفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق الى أن أعداد المسيحيين تراجعت من مليون وخمسمائة ألف في 2003 الى حوالي 250 ألف فقط.
أصوات الإيزيديين تضاعفت
خاض الإيزيديون الدورة السادسة من الانتخابات البرلمانية بسبعة مرشحين، وحصلوا على 32 ألف و169 صوتاً، بينما حصل العدد نفسه من المرشحين على 12 ألف و935 صوتاً في الانتخابات البرلمانية السابقة.
مقعد كوتا الإيزيديين في محافظة نينوى كان من نصيب خالد سيدو الخالدي، وهو مرشح مستقل حظي بدعم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بحصوله على تسعة آلاف ز687 صوت، مستعيداً بذلك المقعد الذي حسموه في الدورة السابقة بأكثر من ثلاثة آلاف صوت.
للإيزيديين مقعد كوتا وحيد في مجلس محافظة نينوى.
أعداد الايزيديين في العراق كانت تقدر بـ550 ألف شخص، نزح حوالي 360 ألف منهم فيما هاجر أكثر من 100 ألف إيزيدي خارج البلاد، وفقاً لإحصائيات المديرية العامة لشؤون الإيزيديين في حكومة إقليم كوردستان.
ينتشر معظم الإيزيديين في قضاء سنجار، وهي منطقة متنازع عليها تقع غربي محافظة نينوى. القضاء وقع تحت سيطرة مسلحي داعش في آب 2014، نتيجة لذلك تعرض الآلاف من أبناء المكون للقتل، الاختطاف والتهجير. يعيش قسم آخر من الإيزيديين في شيخان، بعشيقة ومناطق أخرى من سهل نينوى.
ازدياد ملحوظ في أصوات الصابئة
كما هو الحال مع الإيزيديين، تضاعفت أصوات مرشحي الصابئة المندائيين لتصل إلى 27 ألف و457 صوتاً ذهبت لـ14 مرشحاً ، مقارنةً بـ 12 ألف و133 صوت في الانتخابات البرلمانية السابقة التي شارك بها ثمانية مرشحين.
مقعد كوتا الصابئة المندائيين في محافظة بغداد كان من نصيب بسام جاسب الزهيري بعد حصوله على خمسة آلاف و 410 صوت.
لا توجد ارقام دقيقة بشأن عدد أبناء الطائفة في العراق نتيجة غياب الإحصائيات الرسمية، لكن أعدادهم تقدر حالياً بما بين 15 إلى 20 ألف شخص، في حين كانت أعدادهم قبل 2003 تقدر بـ 75 إلى 100 ألف، بحسب أرقام حصل عليها (كركوك ناو) سابقاً من رئاسة الطائفة.
تعدّ الصابئة المندائية أقدم ديانة موحدة عرفتها البشرية، نشأت في أرض وادي الرافدين وتحديداً في مدينة أور جنوبي العراق والمناطق السهلية القريبة من الأهوار والأنهار التي ترتبط بها طقوس الصابئة المندائيين.
ينتشر الصابئة المندائيين في محافظات بغداد، ميسان، البصرة، ذيقار، كركوك ومحافظات إقليم كوردستان. خصص للمكون مقعدا كوتا في مجالس محافظات بغداد وميسان.
أصوات الكورد الفيليين تراجعت
خاض الكورد الفيليون غمار الدورة السادسة لانتخابات البرلمان العراقي بتسعة مرشحين حصجوا ما مجموعه 39 ألف و55 صوت، وهو أقل من الأصوات التي جمعها مرشحوهم العشرة في الدورة الانتخابية الخامسة، حيث وصلت إلى 43 ألف و371 صوتاً.
مقعد الكوتا المخصص للكورد الفيليين بمحافظة واسط كان من نصيب حيدر علي بحصده 17 ألف و188 صوتاً. حيدر علي ترشح بصفة مستقلة لكنه كان يحظى بدعم غير مباشر من الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
تُقَدَّر أعداد الكورد الفيليين في العراق بأكثر من 800 ألف شخص، يقطن أغلبهم في محافظات ديالى، بغداد وواسط. يملك الفيليون مقعدي كوتا في مجالس محافظات بغداد وواسط.
في فترة حكم نظام البعث في العراق، تعرض الكورد الفيليون الى حملات تهجير وسلب الهوية، جراء كونهم كورداً وشيعةً في الوقت نفسه، وقد اعتبرت المحكمة الجنائية العليا في العراق في عام 2010 الجرائم التي تعرض لها الكورد الفيليون جرائم ابادة جماعية.
تراجع كبير في أصوات الشبك
حصد المكون الشبك بأربعة مرشحين 7 ألف و158 صوتاً فقط في انتخابات تشرين الثاني 2025، فيما كان وصل عدد الأصوات التي جمعها مرشحوهم العشرة في انتخابات 2021 إلى 39 ألف و516 صوتاً.
مقعد كوتا الشبك الوحيد بمحافظة نينوى فاز به مرة أخرى المرشح المستقل، وعد محمود قدو، المعروف بأبو جعفر الشبكي بـ10 آلاف و501 صوتاً.
تتراوح أعداد الشبك في العراق بين 300 ألف و350 ألف، 60 بالمائة منهم من أتباع المذهب الشيعي والبقية يتبعون المذهب السني، ويتواجدون في مناطق بعشيقة، برطلة، تلكيف، الحمدانية وبعض أحياء مدينة الموصل وقرى سهل نينوى. خصص للشبك مقعد كوتا في مجلس محافظة نينوى.
الأقليات الكاكائية، البهائية والأرمن لم تخصص لها مقاعد كوتا في البرلمان. رغم ذلك شارك مرشحون كاكائين ضمن بعض القوائم الانتخابية ونجح أحد مرشحيهم في الوصول للبرلمان عن محافظة نينوى، في حين فاز مرشحان كاكائيان في الدورة السابقة بمقاعد برلمانية عن محافظتي نينوى وكركوك.
في الانتخابات البرلمانية التي أقيمت في 11 تشرين الثاني 2025، أكثر من 21 مليون شخص كان يحق لهم التصويت وبلغت نسبة المشاركة في عموم العراق أكثر من 54 بالمائة.