"تعبت وقدمت التضحيات، لكني أتطلع الى القمة"، الأستاذة كولاله لم تستسلم أمام التحديات وواجهت العديد من العقبات وهي الآن تسلط الضوء على معاناة النساء والمجتمع وتنشر الوعي عن طريق فن الرسم.
إصرار كولالة حميد وتجاهلها للعقبات التي اعترضت طريقها، جعلت، حسب قولها، من كانوا في السابق يقفون ضدها، يصبحون داعمين لها، وهو ما أسعد قلبها.
كولاله حميد (30 سنة)، أستاذة بمعهد الفنون الجميلة في قضاء كفري ورئيسة مجموعة كيزان التشكيلية، وهي ناشطة وفنانة بارزة بكفري، تسعى لمواجهة العنف ضد المرأة وحمل آلام المجتمع عن طريق الفن.
عُيّنت كولاله أستاذةً لمعهد الفنون الجميلة بكفري في عام 2014، بعد أن كانت الأولى على دفعتها أثناء دراستها في المعهد.
بعد تأسيس مجموعة كيزان التشكيلية في كفري، اختيرت كولاله رئيسةً للمجموعة التي تعود فكرة تأسيسها للاستاذ درباز مجيد.
"الهدف من تأسيس هذه المجموعة عرض مواهب وقدرات هؤلاء النسوة في مجال الفن، صقل امكانياتهن عن طريق فعاليات متنوعة وإقامة المعارض والمشاركة في المناسبات الوطنية والقومية"، تقول كولاله.
حين انتشر فيروس كورونا ووصل العراق، فكرت كولاله في تسخير الفن لنشر الوعي الصحي، وذلك من خلال رسم اللوحات ونشرها على شبكات التواصل الاجتماعي.
في العامين الأخيرين، حين تعرض العراق للجفاف وتغييرات مناخية هددت نسبة الخضرة والبيئة، خصصت كولاله جزءاً كبيراً من أعمالها الفنية لحماية البيئة والدعوة لحماية الموارد المائية.
تترأس كولالة أيضاً منظمة (كيماش) للتنمية البشرية، تعنى بنشر رسائل بيئية في المراكز التعليمية والدعوة للحفاظ على مصادر المياه.
إحدى لوحات كولاله التي انتشرت بين الناس وكان لها صدىً كبير، لوحة تجسد جفاف سد باوه شاسوار في قضاء كفري. وكانت كولاله قد رسمت من قبل لوحة لنفس السد حين كان ممتلئاً بالمياه.
"جفاف مياه السد آلمني كثيراً، لذا رسمت اللوحة الثانية وعرضتهما معاً لإظهار الفارق"، هدف كولاله من عملها الفني حث الناس على حماية البيئة وإعداد أنفسهم للتغييرات المناخية.
أعمال كولاله الفنية تتغير حس بمتطلبات المجتمع والأوضاع العامة، فحين تتعرض النساء للعنف تخصص لوحاتها لقضايا المرأة لإيصال صوتها.
تقول كولاله، "في الوقت الحاضر كرّست معظم أعمالي لتوعية المجتمع ومناهضة العنف ضد المرأة"، ويأتي ذلك بعد أن انطلقت في 25 تشرين الثاني الماضي حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة في العراق والعالم.
تقول كولاله، "أنشر رسالتي لمناهضة العنف الأسري والعنف ضد المرأة عن طريق الفن، العنف أصبح خطراً على حياة الإناث".
كولاله نفسها لم تسلَم من الانتهاكات التي ترتكب ضد النساء، وتقول "بسبب بعض لوحاتي تعرضت أنا أيضاً للهجوم من قبل بعض المواطنين ويقولون أن الرسائل التي تحملها لوحاتي لا تناسب تقاليدنا".
واستطردت كولاله قائلةً، "تعرضت أحياناً للأذى النفسي، على سبيل المثال أنشأوا صفحات باسمي على مواقع التواصل الاجتماعي ونشروا أشياءً ضد لوحاتي الفنية، الأمر الذي تسبب بإيذائي نفسياً"، لكن كولاله تقول متحديةً، "هذه الأشياء لن توقفني".
واجهت هذه الفنانة خلال عملها العديد من العوائق، بعضها وضعت من قبل المجتمع وحتى من قبل أفراد عائلتها. تقول كولاله، "تعرضت للكثير من الطعن والتشهير".
كولاله حميد تنشر بفرشاتها رسائل توعوية متنوعة وتقول، "لوحاتي الفنية جزء من روحي وامتزجت بحياتي... فضلاً عن ذلك أصبح الفن مصدر عيش لي".
بيع قسم من لوحات كولاله داخل اقليم كوردستان، وقسم آخر منها خارج العراق، تقول كولاله، "لوحاتي أصبحت محل ععجاب نائب رئيس حكومة اقليم كوردستان وقد عًلّق بعضها داخل مبنى مجلس الوزراء".
تقول كولاله التي واجهت التحديات والعقبات، "قررت أن أختار طريق النجاح، من الصعب لامرأة تعيش في منطقة كرميان أن تصل الى القمة، تعبت واجتهدت وقدمت التضحيات، لكن عيني على القمة وإصراري على أعمالي جعلت من كانوا في السابق يقفون ضدي، يصبحون داعمين لي، وهذا بحد ذاته انتصار".
ليلى أحمد