يقول شهود عيان وناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، ان الموصل بانتظار كارثة أخرى، قد تزيد من ضحايا المدينة الذين تجاوز عددهم الـ (90) شخصا غرقوا بحادثة عبارة الجزيرة السياحية في 21 آذار الماضي، فيما لايزال اكثر من 90 شخص مفقود بنهر دجلة، وفرق الغواصة المحلية والاجنبية تبحث عنهم.
تلك المخاوف والتحذيرات تأتي على خلفية تحدب واضح يظهر على ممر ألمشات في جسر "السويس"، وموانع حجرية تحيط بالمكان، السياج الحديدي معوج بتجاه النهر، اما من جانبه فترى إحدى الدعامات الكوكنكريتية مائلة الى الداخل، ومنفصلة عن بنية الجسر، هكذا يبدو جسر السويس بعد الامطار الاخيرة التي خلفت سيولا اسقطت احدى دعامته.
"الله يخليك عمو خذنا من غير طريق لا يسقط بينا الجسر". قالها المواطن اسماعيل اثناء جلوسه جنب سائق "التاكسي"، بعد ان استأجره للعبور من طرف الجزيرة السياحية الى النبي يونس، اسماعيل اشترط على السائق ان يذهب بطريق اخر غير الذي يمر بجسر السويس.
قد يتحول الجسر من جسر السويس الى جسر الشهداء.
يقع جسر السويس على نهر الخوصر في الجانب الايمن لمدينة الموصل مركز محافظة نينوى، تعرض لقصف التحالف الدولي خلال فترة سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على المدينة بعد حزيران 2014، وبعد استعادة المدينة من سيطرة التنظيم، احيل المشروع الى شركة اهلية وبدعم دولي، لكن الصفقة يشوبها صفقات فساد حسب المعنيين.
ويقول المواطن اسماعيل لـ كركوك ناو: "انتشرت منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماع تتنبأ بسقوط الجسر وحدوث فاجعة اخرى، وقد يتحول الجسر من جسر السويس الى جسر الشهداء، على غرار الجزيرة السياحية بعد حادثة العبارة".
احيل الجسر الى الاعمار، وبدات شركة محلية، اعمالها البدائية بانشاء معبر مؤقت للسيارات، ولكن هذا المعبر انهار بسبب الامطار، "هذه صفقات فساد اكو رجل عاقل يعمل تحويلة في موسم الفيضانات؟!"، قالها العم طلال وهو يمسك بمقود سيارته بيساره ويؤشر الى الجسر بيمينه". العم طلال وهو سائق سيارة اجرة يوقف السيارة ويقول: " هولاء جهلة وليس في عقلهم سوى نهب هذه المدينة".
وحذر مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في محافظة نينوى، في 23 اذار 2019 من وقوع كارثة انسانية اخرى تحل بالمدينة على جسر السويس الواقع على نهر الخوصر في الساحل الايسر من مدينة الموصل، مبينا ان الجسر تعرض للانجراف من جانبيه.
وقال حسام مواطن من الموصل " لا اعلم متى ينهار، الان رصيفه منهار، ماذا تبقى به ليسقط" واضاف " اخشى ان المطر القادم يسقط الجسر وتذهب ضحايا".
وعبر اخرون بطريقة فكايهة عن الجسر: " اتبرع لدائرة الطرق والجسور بمسامير اسمنتية حتى تثبت عامود جسر السويس" قالها الناشط المدني زيد الطائي ساخرا، يتمنى ان يصل صوته لدائرة المعنية، فيما تذمر من حال الطرق والجسور في نينوى وحلولها الوقتية التي تنهار في اي وقت.
" يمكن ان يسقط بالسيارات ويكون كارثة اخرى وضحايا " هكذا انهى زيد الطائي حديثه لـ كركوك ناو.
واصدرت وزارة الاعمار العراقية، بيانا حول الجسر، وأكدت مبينة انه سيتم الاستمرار بمرور العجلات به، فيما سيتم قطع مرور المركبات على الجسر عند الفيضانات.
يسقط ويسبب كارثة في اي لحظة.
وقالت الوزارة: "نظرا لحدوث اضرار في احدى دعامات ممر المشاة لجسر السويس في مدينة الموصل تم تكليف لجنة مؤلفة من مديرية الطرق والجسور في محافظة نينوى وممثلي برنامج الامم المتحدة الانمائي (منظمة UNDP) والمكتب الاستشاري في جامعة الموصل لدراسة حالة الجسر"، مبينة ان "اللجنة قدمت تقريرها بأستمرار استخدام الجسر لمرور العجلات وعزل ممر الاشخاص مع ضرورة اتخاذ سلسلة من الاجرءات والضوابط عند استخدامه".
واضافت انه "سيتم قطع مرور المركبات على الجسر عند الفيضانات وارتفاع منسوب النهر ولحين انجاز اعماره بموجب العقد الموقع بين منظمة UNDP وشركة روعة التعمير للمقاولات وبأشراف مديرية طرق وجسور نينوى".
وبدأ ناشطون يحسبون الكوارث التي ممكن ان تحل في الموصل ونينوى على وجه العموم، وكانت الجسور بحلولها الوقتية حاضرة عند اغلبهم.
" كل جسر وقتي هو عبارة يمكن ان يسقط ويسبب كارثة في اي لحظة". هذا مايقوله الناشط المدني بندر العكيدي.