مرت ستة ايام فقط على زواج خليل وخاليدة، وفي صباح اليوم السادس، وفي حادث مليء بالغموض، اقدم خليل ذو 239 عاما على "الانتحار" خارج خيمتهم بمخيم شاريا للنازحين
خاليدة قاسو ذات الـ (39 عاما) كانت ملزمة بالعودة الى منزل اهلها يوم 11 نيسان، بحسب العرف السائد لدى انباء الديانة الايزيدية، والذي يقضي بضرورة عودة العروسة مع زوجها الى منزل اهلها بعد مرور ستة ايام على زواجها. الا ان ان الامر كان مختلفا بالنسبة لخالدة، لان زوجها اقدم على "الانتحار" وقضت على جميع امالها.
خليل سليمان ذو الـ (39 عاما) في الساعة السادسة والنصف من صباح يوم 11 نيسان، نادى زوجته وايقظتها من النوم، ومن ثم ذهب للى منزل والده والذي يسكنون بالقرب منهم، وفي تلك اثناء وبصوت اطلاق عيارة نارية خرج المواطنين من خيامهم وارتفعت عويل النساء بعد ذلك.
قصة الحب بين العروسين
كل من خليل وخاليدة يبلغان من العمر 39 عاما، دخلوا الحياة الزوجية يوم 5 نيسان الجاري واقاموا حفلة زواجهم في مخيم شاريا وبحضور اقارب العروسين، بعد علاقة حب استمر لقرابة اربعة اشهر.
بحسب افادة ذوي خليل، كان العروسين سعيدين جدا يوم زفافهما، "اقمنا حفلة خاصة بمناسبة زواج خليل، لاننا كنا ننتظر بفار الصبر ان يختار شريكة حياته، لانه بدأ يكبر في العمر" هذا ماقاله خيري سليمان شقيق خليل لـ (كركوك ناو).
ويقول خيري، بأنه لا يستطيع ان يوصف مدى شعوره بالفرح يوم زفاف شقيقه خليل مع خاليدة، لانه في ذلك اليوم تحقق حلم العائلة والحبيبين اللذان كانا ينتظران بفارغ الصبر يومهم ذلك.
"قبل دخولهم الحياة الزوجية، كانت علاقة حب تربط خليل وخاليدة لاكثر من اربعة اشهر، كانا سعيدين جدا يوم زفافهما، ولم نشعر قط بوجود علامات الاكتئاب والحزن على وجه العروسين"، خيري البالغ من العمر 26 عاما، كان احد الاشخاص القربين من شقيقه قال ذلك.
تسكن عائلة العروسة في مجمع ماهات بقضاء شيخان، بعد نزوحهم من قضاء سنجار، اثناء هجوم مسلحي تنظيم داعش، حالهم حال عائلة خليل وسكنوا بمخيمات النزوح.
خاليدة تتحدث عن اخر لحظات خليل
كان اخر حديث دار بين خليل وخاليدة، يتعلق بعودة العروسة الى منزل اهلها بعد اتفاقهم على تناول الفطور في منزل عائلة العريس.
اخبرت خليل بأنني سألتحق به بعد دقائق لتناول الفطور معا
"اخبرت خليل بأنني سألتحق به بعد دقائق لتناول الفطور معا"، واضافت خالدة بعد خروج خليل من الخيمة بدقائق، رأيته جثته ملطخة بالدماء.
كان منزل خليل عبارة عن خيمة يقع بالقرب من خيمة عائلته داخل مخيم شاريا للنازحين، وبعد خروجه من الخيمة دخل الى خيمة اخرى تابعة لعائلته وواصيب بعيار ناري من خلف رأسه وفقد الحياة على اثر ذلك مباشرة.
وبحسب العرف السائد لدى الايزيديين، يستوجب على العروسين الذهاب الى منزل عائلة العروسة معا بعد مرور ستة ايام على زواجهما، وكان من المقرر ان يذهب كل من خليل وخالدة الى شيخان في يوم الحادث بهدف زيارة منزل اهل خاليدة.
ماذا قال خليل ليلة الحادث؟
خيري سليمان والذي تحدث لـ (كركوك ناو) من داخل مخيم شاريا بعد الحادث بيوم، وهو من سكنة مجمع ماهات، نفس المجمع الذي يقع فيه منزل عائلة زوجة شقيقه ويقول، ليلة الحادث 10 نيسان، على الاقل تحدثت مع شقيقي خليل لاكثر من 20 دقيقة.
اخبر خليل شقيقه خيري في الاتصال بأنه "في اليوم التالي سيأتي الى شيخان لزيارة عائلة زوجته، ووعد بأن بزور شقيقه فيما بعد لمساعدته في العمل وحرث الارض الذي يعمل فيه" هذا حسب ماسرده خيري.
وأضاف خيري "قلت له لا احتاج الى المساعدة ابقى في منزل اهل زوجتك افضل بكثير، وتحدثنا في الاتصال عن الامور اليومية لاكثر من 20 دقيقة، ولم يتطرق الى اية مشكلة وكان سعيدا جدا".
خليل كان الطفل الثاني في عائلته ولديه اربعة اخوان واختين اثنين، وقبل نزوحهم الى محافظة دهوك، كانوا يسكنون في قرية سيبا الشيخ خدري.
"لم يكن يعاني من مشاكل او امراض صحية وعلى عكس ذلك كان محبوبا جدا واصابنا الحادث بالصدمة، لاننا لم نتوقع في يوم من الايام ان يقدم خالد على الانتحار"، هذا ماقاله خيري.
ذوي خليل يصفون الحادث بـ "الانتخار"
يصف خيري وذويه الحادث بـ (الانتحار) ويقولون بان خالد انتحر بواسطة سلاح ناري من نوع كلاشينكوف، واصاب الحادث العائلة بالصدمة واكدوا اكثر من مرة على ان ابنهم لم يكن يعاني من اية مشاكل.
شمو سمايل، عم خليل يقول "هدم خليل منزله ومنزلنا، كان مهذبا جدا، واتحدى ان يعرف اي شخص لماذا اقدم ابننا على الانتحار، واتمنى ان لا يسبق اي شخص الاحداث ويلفق لنا التهم".
ويقول المواطن، تتر ابراهيم، والذي يقع خيمته بالقرب من خيمة الضحية، ان الوضع المادي لخليل ووالده كان سيئا للغاية وكانوا يعتمدون على الزراعة فقط في تأمين قوتهم اليومي.
مدير مخيم شاريا، هكار محمد لديها شكوك حول الحادث ويقول، بحسب التحقيقات الاولية التي اجرتها ادارة المخيم الحادث ليس حادث انتحار طبيعي، الا ان القوات الامنية ترفض الكشف عن نتائج تحقيقاتها.
وقال محمحد لـ (كركوك ناو) ان "رصاصة اصابت رأس الضحية من الخلف، ولا يستطيع اي شخص ان ينتحر بواسطة ضرب الرصاصة على رأسه من الخلف".
وتابع "تم العثور على سلاح من نوع كلاشينكوف بالقرب من الضحية، ولكن بحسب التحقيقات الاولية لم يتم استعمال سلاح الكلاشينكوف في الحادث، ولكن تلك المعلومات ليست مؤكدة 100 بالمائة والمؤسسات الامنية تتابع القضية عن كثب".
"عائلة خليل ليست لديها مشاكل مع احد في المخيم، وكادارة المخيم اصابنا الذهول بالحادث، وسيُكشف عن نتائج التحقيقات الاسبوع القادم"، هذا ماقاله هكار محمد.
عائلة خليل ليست لديها مشاكل مع احد في المخيم، وكادارة المخيم اصابنا بالصدمة بسبب الحادث
مهما كانت نتائج التحقيق، الا ان خاليدة فقدت خليل للابد "كنت اتمنى ان اقضي بقية حياتي مع خليل، قضينا ستة ايام مليئة بالسعادة، ولا انسى تلك الايام قط كما ولااحس بطعم الحياة وملأ اليأس حياتي، لست مقنعة باقدام خليل على الانتحار، فقدتها الى الابد" خاليدة قالت هذا.