تسعى عائلة فقدت اثنين من أبنائها بسبب المجاميع المسلحة، الى تفعيل مفهوم المصالحة المجتمعية في ناحية الزاب التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في حزيران 2014، وتم استعادتها في العام 2017، من قبل القوات الأمنية المشتركة الاتحادية، أولى خطوات المصالحة بدأت بمبادرة جمعت العشرات من وجهاء وأبناء العشائر من محافظتي كركوك وصلاح الدين.
ناحية الزاب إداريا تتبع قضاء الحويجة جنوب غربي محافظة كركوك، يمتاز سكانها بالطابع العشائري وخليط من مختلف القبائل العراقية.
عائلة العلي الصالح هي واحدة من العوائل التي تصدت للمجاميع المسلحة منذ بداية توغل "داعش"، في مناطق الناحية، فقدت اثنين من ابنائها في تلك الحقبة، بعد اختطافهم من قبل عناصر التنظيم، وتم اعدامهم وسرقة ممتلكاتهم وتهديم دورهم.
التوجه الى البناء والاصلاح وحماية المنطقة ومحو الأفكار التي خلفها داعش.
كبير هذه العائلة وهو العميد المتقاعد خلف علي الصالح، دعا وجهاء وابناء العشائر في ناحية الزاب والمناطق المحيطة بها لوليمة طعام، وحسب وصفه ان "هذه المبادة تأتي لنبذ الخلافات والمصالحة والتسامح مع ابناء المنطقة وتحقيق السلم المجتمعي وطي صفحة الماضي".
علي الصالح ينعتوه بـ"أبو أركان"، يقول لـ كركوك ناو، إن " بعد الامان الذي ننعم به والتخلص من داعش، وبعد الاكتمال من اعمار منازلنا التي دمرها الارهاب، قمنا بدعوة اهلنا الى وليمة طعام، ومن كافة مناطق الزاب والحويجة والساحل الايسر من قضاء الشرقاط، من اجل لم الشمل وإعادة اواصل المحبة والسلام الى ابناء المنطقة".
"نحن كوجهاء للمنطقة ومن العوائل التي قدمت تضحيات بوجه الارهاب نسعى دائما للمصالحة والتسامح، ونقول دائما أن ما تعرضنا له هو قدر مكتوب ،والتصالح هو الطريق الأفضل لنبذ الخلافات وطي صفحة الماضي". هذا ما يضيفه علي الصالح، ويؤكد ان "الهدف من هذا التجمع الطيب من وجهاء المنطقة لدرء الثارات ودرء الاختلافات الموجودة في مجتمعنا بسبب داعش ونشر سياسة التسامح بين جميع الأطراف وجميع المناطق وترك النعرات ونبذ العداوات والتوجه الى البناء والاصلاح وحماية المنطقة ومحو الأفكار التي خلفها داعش".
من جانبه يقول الشيح عيسى المحسن العبد الله السبيل شيخ العشيرة وقائد الحشد العشائري، لـ كركوك ناو: "ما ترونه اليوم من تجمع عشائري في ناحية الزاب الاسفل هو موضوع دعم للمصالحة الوطنية وتحدي للإرهاب التكفيري، وهو بحد ذاته رسالة الى الارهاب بإننا اليوم متحدين صفا واحدا".
"اكثر ما يميز هذا التجمع هو إقامته من قبل عائلة قدمت شهداء إثنين، تم اختطافهم من قبل داعش وقتلهم وغيب حتى جثثهم".
ويختم السبيل بالقول: "من خلال المؤتمر استطعنا ان نحل الكثير من مشاكل المنطقة من اجل نكون يدا واحدة في محاربة الارهاب ونبذ أفكاره ودعم الاستقرار وتحقيق الامان في ناحية الزاب الأسفل".