"نبع السلام" العمليات التركية الجارية شمال سوريا، تثير القلق والخشية عند سكان مدينة الموصل، لاسيما بعد توارد الاخبار عن فرار المئات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وعائلاتهم، من أماكن احتجازهم.
الإدارة الذاتية الكردية أعلنت فرار 785 عنصرا من تنظيم "داعش" كانوا محتجزين بمخيم (عين عيسى) الذي يضم الآلاف من (أفراد) عائلات التنظيم في شمال سوريا ويقع بالقرب من الأماكن التي تدور فيها المعارك بين القوات الكردية والقوات التركية.
صحراء نينوى لغاية اليوم غير مطهرة من العناصر المسلحة بشكل تام
"نينوى قريبة جدا من الحدود السورية وقد أصابها الأذى على مدى سنوات جراء تسلل العناصر المسلحة اليها، وهذا ما نخشى عودته مرة أخرى إثر فرار عناصر التنظيم من شمال سوريا" يقول ذلك المواطن نور الدين عبد الحق 46 عاما.
ويضيف بحديث الى (كركوك ناو)، ان صحراء نينوى لغاية اليوم غير مطهرة من العناصر المسلحة بشكل تام، وان الفوضى الناجمة عن العمليات العسكرية على الحدود السورية – العراقية من محور نينوى قد تساعد المسلحين في العبور والاختباء بصحراء المحافظة وتضاريسها المختلفة وتنفيذ عمليات تهدد امننا.
يشار إلى أن تركيا أطلقت منذ الأربعاء الماضي بمشاركة قوات من المعارضة السورية المسلحة عملية "نبع السلام" شرق نهر الفرات شمالي سوريا، للقضاء على ما تصفه أنقرة بـ "الممر الإرهابي" هناك، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
حدود نينوى مع سوريا مؤمنة بالكامل
اللواء الركن نومان الزوبعي قائد عمليات نينوى، أكد ان حدود المحافظة مع سوريا مؤمنة بالكامل وليس هناك أي خطر يهددها من العناصر المسلحة التي فرت جراء العمليات التركية في شمال سوريا.
"القطعات العسكرية العراقية المرابطة في جميع المعابر التابعة لحدود نينوى جرى تعزيزها بقطعات إضافية لمواجهة اي تسلل قد يقوم به عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ("داعش")، يقول الزوبعي في حديث صحافي خاص (لكركوك ناو).
الجيش العراقي المرابط عند الحدود العراق – سوريا كان قد استنفر بشكل كامل مع انطلاق العمليات العسكرية التركية لمنع تسلل العناصر المسلحة التي بدأت بالفرار من شمال سوريا.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عنصرا أساسيا فيها، على معظم الأراضي التي كانت في حوزة تنظيم الدولة "داعش" بسوريا، وتحتجز آلاف من مقاتلي التنظيم في السجون وعشرات الآلاف من أسرهم في مخيمات.
ناحية ربيعة غرب الموصل لم تستقبل اي نازح سوري
محافظ نينوى منصور المرعيد أكد تلقيه أوامر من الحكومة المركزية في بغداد بمنع دخول أي نازح من الجانب السوري الى الأراضي العراقية.
المرعيد ذكر وفي حديث صحافي خص به (كركوك ناو)، ان" ناحية ربيعة غرب الموصل لم تستقبل اي نازح حتى الان وان الاوضاع تسير بشكل طبيعي".
ولفت الى ان الهدف من منع دخول النازحين هو الحفاظ على استقرار مدن نينوى الذي تحقق بالدماء والارواح.
المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قال عبر "تويتر" " الذين التزموا الصمت عندما سويت الموصل والرقة ودير الزور بالأرض وقتل آلاف المدنيين، يطلقون الدعوات لوقف عملية نبع السلام، وهم في حالة ذعر أمام نجاحها، ويهددون تركيا بالعقوبات".
الولايات المتحدة وروسيا، اعلنتا رفضهما لمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لإدانة عملية "نبع السلام" التركية شرق الفرات، وهو ما يعطي إشارة على موافقة تلك الدولتين على خطوة أنقرة.
فهد حامد قائممقام قضاء سنجار "وكالة" نفى وبشكل قاطع دخول نازحين من شمال سوريا الى القضاء 80 كيلو متر غرب الموصل.
وقال حمد في حديث صحافي خص به (كركوك ناو)، ان الانباء التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام وبعض المواقع الإخبارية بشأن دخول نازحين سوريين الى سنجار لا أساس لها من الصحة".
بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة، تقدموا بطلب لعقد جلسة لمجلس الأمن، لمناقشة التطورات الأخيرة شمال شرقي سوريا.
المواطن رحيم القيسي (49) عاما يقول "اكاد اجزم ان الموصليين ضد العمليات العسكرية شمال سوريا واي مكان في العالم لأنهم ذاقوا الم وقسوة الإرهاب والحرب".
وأضاف (لكركوك ناو) ان" العمليات العسكرية سوف تخلف المزيد من الدمار وسوف ترفع اعداد القتلى والمعاقين والارامل والايتام، لذا لا بد التوقف والبحث عن حلول تخدم المنطقة لا تزيد حالة الفوضى التي تعيشها".
الحكومة التركية وحسب ما اعلنته تسعى إلى إنشاء منطقة آمنة شرق الفرات شمالي سوريا من أجل القضاء على التهديدات المباشرة وغير المباشرة التي تطول المدن التركية القريبة من الحدود، وتوفير البيئة الملائمة لعودة السوريين إلى ديارهم، وتشكيل فرصة جديدة لإحلال وحدة الأراضي السورية، على طول 422 كيلومتراً من حدود تركيا مع سوريا، وبعمق يصل إلى 30 كيلومتراً.
"يجب تشديد الإجراءات الأمنية على طول الشريط الحدودي الرابط بين نينوى وسوريا لمنع دخول المسلحين الى الصحراء وإعادة تنظيم أوضاعهم ومن ثم تهديد امن المواطن الموصلي" يقول المواطن مروان عبد الاله ذلك.
ويضيف في حديثه الى (كركوك ناو)، ان الموصل ماتزال تعاني لغاية هذه اللحظة من جراح الحرب ويجب على الجهات الحكومية ذات العلاقة عدم السماح لاي امر يهدد سلامتنا مجددا".
مجلس الأمن الوطني العراقي أعطى توجيهات لوحدات من الجيش العراقي والحشد الشعبي بتأمين الحدود الدولية مع سوريا، مع استمرار العملية العسكرية التي تنفذها تركيا في شمال سوريا.
وجاء ذلك خلال اجتماع ترأسه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لبحث العملية العسكرية التركية في شمال سوريا وتداعياتها المحتملة على العراق.
وفي سياق متصل، قال قيس الخزعلي الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق -إحدى فصائل الحشد الشعبي- إن ما يحدث على الحدود العراقية السورية هو تهديد كبير ومباشر للأمن القومي العراقي.
وأضاف في تغريدة له على تويتر إن على الدولة والأجهزة المعنية متابعة ما يجري والقيام بالخطوات المطلوبة بأسرع وقت.
نبع السلام تعد إنهاء لحالة التغيير الديمغرافي التي تعرضت لها المناطق العربية السنية شرق الفرات
من جهة أخرى، أعلن محافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي دعمه لعملية "نبع السلام" التركية شمالي سوريا، مشددا أنها ستقضي على أهم أسباب التطرف على حدود العراق.
وقال النجيفي في تغريدة عبر "تويتر" تابعها (كركوك ناو)، إن عملية "نبع السلام" تعد إنهاء لحالة التغيير الديمغرافي التي تعرضت لها المناطق العربية السنية شرق الفرات.
وأضاف أن من شأن العملية "القضاء على أهم أسباب التطرف التي عصفت بالحدود الغربية للعراق".
وكان وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم دان ما وصفه بالهجوم التركي على سوريا، وذلك خلال اجتماع طارئ للجامعة العربية بدعوة من مصر.