"تركنا الأطفال دون سن الثالثة في العراء دون طعام أو شراب وأخذنا وأمهاتهم كسبية، ليموتوا من الجوع والعطش، أما النساء السبيات الايزيديات فكان يتم توزيعهن على أفراد التنظيم ليتم اغتصابهن في داخل الدور السكنية في مجمع القحطانية".
هذا ما اعترف به أبو سراقة احد قادة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) أمام محكمة تحقيق ارهاب نينوى، اثناء مسلحي التنظيم على قضاء سنجار وقتل الشبان وكبار السن والاطفا وسبي الفتيات الايزيديات.
وبحسب تقرير لمجلس القضاء الاعلى نشره اليوم الاحد، ان المعتقل هو "أبو سراقة" ويعرفه بسفاح في "عصابات داعش الإرهابية" والقي القبض عليه بجهود استخباراتية وبإشراف مباشر من قبل قاضي تحقيق نينوى المختص بقضايا الإرهاب.
وبحسب التقرير، ان ابو سراقة كان منسوبا للعمل في اتصالات "داعش" الإرهابي وشارك في إبادة جماعية للايزيديين مع مجموعة إرهابية كبيرة مسلحة بعدما دخل برفقة مجموعته لمجمع القحطانية فقتلوا النساء والرجال والاطفال ومن ثم اسروا الايزيديات الشابات.
بدورها، صدقت محكمة تحقيق نينوى اقواله استنادا لاحكام المادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب لعام 2005 والذي اعترف امام القاضي المختص بكل "العمليات الارهابية والاجرامية" التي شارك فيها.
ويقول المتهم (ع.أ.ح) إنه "من مواليد 1989 من أبوين عراقيين ويعمل كاسبا ويسكن محافظة نينوى/ ناحية القيارة مخيم الجدعة الخامس وسابقا كان يسكن في ناحية المحلبية قرية المختري"، لافتا إلى أنه لم يغادر "المنطقة التي كان يسكنها خلال فترة تواجد عصابات داعش وبتاريخ 2/7/2014 ذهب ومن تلقاء نفسه للانضمام اليهم كونه يؤمن بأفكارهم الى احدى مضافاتهم في منطقة الجزيرة التابعة لقضاء الحضر وقام بترديد البيعة على يد احد لإرهابيين ويدعى (أبو أنمار) وبعدها دخل بما يسمى دورة شرعية وعسكرية في منطقة الجزيرة للتدريب على سلاح نوع كلاشنكوف لمدة 15 يوما إضافة الى التدريب على استخدام الدوشكة الأحادية والقاذفة لمدة عشرين يوما".
وأضاف الإرهابي أن "الدورة شملت إلقاء محاضرات دينية ودروسا شرعية تكفيرية لتنظيم داعش الإرهابي، فيما تم تنسيبه بعد إكمال الدورة الى ديوان الجند في ولاية دجلة وتم تسليمه سلاح كلاشنكوف مع أربعة مخازن بكامل عتادها مع جعبة كما ارتدى الزي الداعشي العسكري وكانت كنيته (أبو سراقة) واستلم مهمة إرسال واستقبال الاتصالات على جهاز اللاسلكي (الهوكي توكي) في قاطع القيارة".
سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل والاقضية والنواحي التابعة لها في حزيران 2014 بعد انسحاب القوات العراقية فيها من دون مقاومة.
وتابع ابو سراقة أنه "بعد ذلك جاء أمر بالتحرك مع مجموعته المتكونة من خمسة عشر داعشيا للقتال في قضاء سنجار مع مجاميع أخرى ليبدأ الهجوم ليلا الساعة الثالثة بعد منتصف الليل على مجمع القحطانية الذي يسكنه الايزيديون وكان عدد المشاركين في الهجوم من قبل التنظيم من كافة الكتائب حوالي مئتي داعشي".
ناحية القحانية، تتبع قضاء سنجار اداريا، وتبعد 26 كم من مركز القضاء، يسكنها خليط سكاني من الايزيديين والعرب والشبك مع اقليات دينية وقومية اخرى.
يقول "كنا نحمل أسلحة متنوعة ليتم دخول المجمع فجرا دون قتال وبعد محاصرة المجمع جرى أسر النساء الايزيديات الشابات وأخذهن كسبايا وتم قتل الشباب والرجال الكبار في السن والنساء الكبيرات في السن وكذلك قتل الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم الثلاث سنوات فما فوق، كما تم قتل أعداد كبيرة من الايزيديين أثناء القبض عليهم في الشارع".
المكون الايزيدي، تعرضوا لعمليات القتل والخطف والتهجير بعد سيطرة داعش على مناطقهم في قضاء سنجار واطرافه في 3 أب 2014.
ويتحدث أن "الأطفال دون سن الثالثة يتركون في العراء دون طعام أو شراب فيما تأخذ والدتهم كسبية، ليموتوا من الجوع والعطش وكان هذا الأمر صادرا من الكتيبة التي ينتمي إليها، أما النساء السبيات فكان يتم توزيعهن على أفراد التنظيم ليتم اغتصابهن في داخل الدور السكنية في مجمع القحطانية".
وأشار إلى أنه تم سحبه للقتال في قضاء بيجي واشترك في معركة الشهر الثالث من عام 2015 ويبين أنه في "الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بدأ الهجوم على القوات الأمنية المتواجدة في قضاء بيجي واستخدم مع مجموعته الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة إضافة سلاح الكلاشنكوف وقام بإطلاق سبعة مخازن باتجاه القوات الأمنية ولشراسة المعركة انسحبنا الى إحدى مضافات داعش في قضاء بيجي وبعدها انسحبنا الى قاطع القيارة وحدثت اشتباكات في قاطع القيارة".
وأضاف في محضر اعترافاته أيضاً أنه انسحب إلى ناحية حمام العليل ومن ثم إلى قاطع الجزيرة وبعد الانسحابات وانكسار قواتنا ترك سلاحه في منطقة جزيرة الحضر وهرب واختفى عن الأنظار لفترة ومن ثم ذهب وسكن في مخيم الجدعة الخامسة وانتقل للسكن في مدينة الموصل لفترة قصيرة ثم عاد إلى مخيم الجدعة لحين إلقاء القبض عليه بعد جهود استخباراتية.
اعلنت الحكومة العراقية أواخر عام 2016، انطلاق عمليات قادمون يانينوى، لاستعادة مدينة الموصل والاقضية والنواحي التابعة لها من قبضة داعش، بعد اكثر من ثلاث سنوات من سيطرته عليها.