مسيحيون من بلدة القوش في سهل نينوى نظموا وقفة تضامنية مع التظاهرات الشعبية التي تشهدها العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب.
بغداد شهدت ليل الخميس 24 تشرين الأول 2019، تظاهرات جديدة مناهضة للحكومة وأغلقت المنطقة الخضراء (المجمع الحكومي) وجميع الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير وسط بغداد، رافق ذلك انتشار أمني كثيف بجميع مناطق العاصمة.
قتل المتظاهرين السلميين اسقاط لشرعية الحكومة
"قتل المتظاهرين السلميين بنيران القناصة الذين يعتلون أسطح المبان الحكومية اسقاط لشرعية الحكومة" تقول ذلك المواطنة المسيحية مارلا يوسف في حديث الى كركوك ناو.
وتضيف ان الوقفة التضامنية التي نضمها المسيحيون في بلدة القوش الهدف منها مساندة المتظاهرين الذين يتواجدون الان في شوارع بغداد ومدن الجنوب وايصال رسالة الى العالم اجمع ان العراق موحد من شماله الى جنوبه.
القوش بلدة تقع في شمال العراق على بعد 50 كيلومتر شمال مدينة الموصل، وهي تابعة لمحافظة نينوى وتمثل عاصمة المكون المسيحي في العراق بالوقت الحالي.
التظاهرات الشعبية التي بدأت يوم الثلاثاء 1 تشرين الأول 2019 استمرت في مناطق عراقية عدة، ثم توقفت لتنطلق يوم 25 تشرين الأول الجار بشكل اكتر اتساع من سابقتها.
الموصل لم يسمح لها من قبل الجهات الأمنية العليا بالتظاهر لمساندة تظاهرات بغداد والجنوب، حسبما افاد ناشط مدني موصلي في وقت سابق (لكركوك ناو) مشترطا عدم ذكر اسمه، وقال "تقدمنا بطلبين الى قيادة عمليات نينوى لاستحصال موافقة رسمية للخروج بوقفة تضامنية وسط الموصل، مع سكان بغداد الا انها رفضت بدون بيان الأسباب الحقيقية".
المواطنة المسيحية مايفن طوبيا التي شاركت في الوقفة التضامنية ببلدة القوش شمال الموصل تقول ان " التظاهرات من الحقوق المشروعة التي كفلها الدستور العراقي".
وتشير خلال حديثها لـ (كركوك ناو) الى ان قتل المتظاهرين بطرق وحشية هو جريمة يعاقب عليها القانون الدولي فلا يوجد أي مبرر لمواجهة المتظاهرين السلميين بالنار والقنابل المسيلة للدموع.
مفوضية حقوق الإنسان في العراق، أفادت لحين مساء أمس السبت بوقوع 40 قتيلاً وأكثر من 2000 جريح في التظاهرات التي انطلقت الجمعة وان اغلبهم سقط جراء اصابته بطلق ناري او قنبلة مسيلة للدموع.
الفريق الركن نومان الزوبعي قائد عمليات نينوى، كان قد قال في 9 تشرين الأول 2019 بحديث صحافي الى (كركوك ناو)، ان أهالي الموصل يرفضون التظاهر لأنهم يعلمون ان التظاهر هو خارج عن القانون.
واكد ان" نينوى بجميع اقضيتها ونواحيها لم تشهد تظاهرات على غرار تظاهرات بغداد والمدن الأخرى لأنهم فهموا الدرس والمخطط الذي كان يحاك عليهم من قبل الأعداء ويهدف إعادة المدن المحررة الى المربع الأول".
"الفساد وراء الضرر البالغ الذي أصاب جميع سكان العراق، والحكومات التي تعاقبت على إدارة الدولة العراقية منذ 2003 ولغاية اليوم لم تراع أوضاع الشعب بل على العكس عمدت الى اغراقه بدوامة الازمات الواحدة تلو الأخرى".. تقول ذلك المواطنة المسيحية هيلانة صلاح الدين.
وتؤكد في حديث الى (كركوك ناو) ان المسيحيين وعلى مدار السنوات الماضية قد عانوا كثيرا من الظلم والتهميش والسبب المسؤولين في الحكومة الاتحادية وعدم حمايتهم للمكون المسيحي الأصيل واليوم عندما خرج اهل الوسط والجنوب يشكون الظلم يواجهون بالقنابل والرصاص الحي وهذا ما نرفضه.
الغزو الأمريكي للعراق الذي أطاح بنظام صدام حسين في عام 2003، أدى الى تضاءل عدد المسيحيين بنسبة 83 في المئة، من حوالي 1.5 مليون إلى 250 ألف فقط، حسبما افاد به رئيس أساقفة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق المطران بشار متى وردة.
الرصاص الحي استخدم في قمع الاحتجاجات الشعبية في بغداد ومدن الجنوب حسبما أكد اعلاميون وناشطون وذوي الجرحى الذي يرقدون في المشافي، ووثقته مقاطع فيديوية جرى تداولها على منصات التواصل الاجتماعي.
"الديمقراطية تعني احترام الحكومة للشعب وتوفير حقوقه وحمايته من كل اذى.. فهل العراق يشهد نظاما ديمقراطيا".. تتساءل المواطنة المسيحية ليلي جنيد التي اشتركت في الوقفة التضامنية ببلدة القوش.
وتوضح (لكركوك ناو) ان العراقيين (العرب، الأكراد، التركمان، المسيحيون، الشبك، والايزيديين) وكل انسان على ارض هذا البلد يرغب العيش الكريم بوطن حر تعطى الحقوق الى الجميع دون محسوبية ومنسوبية.
المسيحيون الذي شاركوا بالوقفة التضامنية رفعوا لافتات خط عليها شعارات تدعو إلى إصلاح النظام السياسي، ومحاسبة الفاسدين وحماية المتظاهرين فيما رفرفت الاعلام العراقية بأيدي جميع المشاركين.
وعلى وقع التظاهرات، أصدر رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي قراراً يقضي بإعادة المفصولين من الداخلية والدفاع والحشد، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء العراقية.
اليوم الاحد 27 تشرين الأول 2019 شهدت بغداد توافد عشرات الطلبة إلى ساحة التحرير وسط العاصمة، مع اعلان طلبة كليات ومعاهد الاضراب عن الدوام الرسمي لمساندة التظاهرات، فيما عززت القوات العسكرية إجراءاتها الأمنية في بغداد لاسيما حول المبان الحكومية الحيوية.
وزارة الداخلية، كانت قد أعلنت دخول البلاد في حالة الإنذار القصوى، وكذلك حماية المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة.
محافظ نينوى الأسبق اثيل النجيفي عزا عدم تظاهر سكان المحافظة لمساندة تظاهرات بغداد الى الخوف من استخدام البطش في قمعهم.
وكتب النجيفي على منصته الالكترونية في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) وتابعه (كركوك ناو)"ما يمنع مناطقنا من الاندماج في المظاهرات هو توقعها بتوجيه بطش وقمع بلا رحمة ولا نصير مع التهديد بإعادة الإرهاب اليها.. ومتى ما عرفت هذه المناطق بان هناك حدود لهذا القمع فلن تتأخر عن اللحاق ببقية مناطق العراق فلديها ألف سبب للتظاهر".
قوات الأمن ماتزال تحاول صد المتظاهرين الذين احتشدوا في ساحة التحرير وعند جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، حيث المقار الحكومية والبرلمان والسفارات الأجنبية، عبر إطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، وفقا لمراسلي فرانس برس.