كاروان عثمان (35 عاما)، عندما كان ينشغل بصحبة زملائه بحماية المصلين في المساجد اثناء اداء صلاة الجمعة، انفجرت عبوة ناسفة على سيارتهم واصيب بجروح بليغة، فقد على اثره حياته فيما بعد في المستشفى. وتقول والدته "احرقوا قلبي، لا توجد يوم الا وتحترق قلب ام في كركوك".
انفجرت العبوة في الساعة 12:20 من ظهر يوم 6 كانون الاول، بعدما قام كاروان وزميله بتوزيع منتسبي شرطة النجدة على المساجد لحماية المصلين، واثناء عودتهم انفجرت عليهم عبوة ناسفة على سيارتهم واصيبا بجروح.
ومع ايصالهم الى المستشفى، لقي كاروان والذي كان منتسبا في الشرطة منذ 16 عاما مصرعه.
سامان عثمان شقيق كاروان تحدث لـ (كركوك ناو) وقال "قبل خمسة دقائق من الانفجار، اتصلت به وطلب اعداد الطعام له لان سيصل الى المنزل بعد دقائق مع زميله لاخذ الطعام".
توزع زملاء كاروان في شرطة النجدة على المساجد في كركوك بهدف حماية المصلين، وذلك بقرار من قيادة شرطة المحافظة، الا ان كاروان وزميله كانا يترقبان الوضع الامني للمنطقة على الطريق الرئيسي لمنطقة بنجا علي.
منزل كاروان كان يبعد عدة دقائق من مكان الانفجار، وقال شقيقه سامان "عندما سمعنا دوي الانفجار خرجت من المنزل مباشرة وشاهدت ارتفاع الدخان من سيارتهم، هرعت الى مكان الحادث مباشرة وشاهدت شقيقي كاروان مصابا بسبب الانفجار".
كاروان لم ينهي دراسته الابتدائية ودخل حياة الزوجية في عام 2006 وهو اب لثلاثة بنات، هنسك ثمانية عاما، فرميسك سبعة عاما مع هيلين ذات الـ 6 أشهر.
وتتوقف سيارة تابعة لشرطة النجدة في مكان الانفجار باستمرار، ولم تتمكن القوات الامنية بعد يومين من الانفجار من الوصول الى اية خيوط حول منفذي الانفجار.
أحد زملاء كاروان والذي هو ايضا منتسب في الشرطة طلب عدم ذكر اسمه قال "كاروان وزميله المصاب قاما بايصال عدد من منتسبي الشرطة الى الجوامع لحماية المصلين، وكان من المفروض ان يذهبا لاعادتهما بعد الصلاة، الا ان عبوة ناسفة انفجرت عليهم".
ووقع الحادث عقب سلسلة من الاحداث الامنية والانفجارات شهدتها مدينة كركوك في شهر تشرين الثاني، ابرزها انفجار ثلاثة عبوات ناسفة في المدينة اسفرت عن اصابة 17 شخصا.
وتابع سامان شقيق كاروان "منذ التحاقه بصفوف الشرطة، انفجرت عليهم عبوات الناسفة مرات عديدة، الا انه لم يصب بأذى، ولكن شقيقي فقد حياته هذه المرة".
كاروان كان معروفا بين اقاربه واصدقائه بشخص فكاهي، ويقول شقيقه "لا اعتقد بأنه أذى شخصا في حياته لانه كان يملك قلبا طيبا جدا".
وقالت هاوزين جلال في مجلس عزاء زوجها لـ (كركوك ناو) "بعد قرابة شهرين عدت الى منزل اهلي ليلة الخميس الماضي، ولكنني تلقيت اتصالا ظهر الجمعة وأخبروني بأن زوجي كاروان اصيب في انفجار".
عندما وصلت هاوزين الى المستشفى، كان كاروان قد فقد حياته وتقول "ادعوا من الله العلي القدير، ان ينتقم من الشخص الذي احرق قلبنا وايتم اطفالنا"، هاوزين قالت ذلك.
تقول عائشة نصرالدين، والدة كاروان ان الحادث اعادت جميع الذكريات الحزينة الى اذهان من فقدوا احبتهم في حوادث مماثلة مسبقا.
"اطالب باهتمام اكثر لمدينة كركوك، لا توجد يوم الا ويقتل شخصا في هذه المدينة وتحترق قلب والدتها، لا يمكن ان تستمر الحياة بهذا الشكل"، عائشة قالت ذلك.