جسر الحرية الرابط بين الساحل الأيمن لمدينة الموصل والساحل الايسر سيجري افتتاحه من جديد في الثالث والعشرين من شهر نيسان- ابريل 2020 امام حركة السير والمرور، فيما سيتم البدء بتأهيل جسري الموصل الرابع والخامس منتصف الشهر الجار بتمويل من البنك الدولي ضمن اتفاق مع حكومة بغداد.
جسور الموصل الخمسة التي كانت تربط الساحل الأيمن بالساحل الايسر تضررت أثر عمليات استعادة المدينة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش") ما شكل عائقا امام عودة الحياة بنحو طبيعي، وجاءت الحلول الترقيعية لبعض الجسور لتزيد من معاناة المواطن في التنقل لاسيما وان اغلب الخدمات متوفرة في الساحل الايسر.
مدير طرق وجسور نينوى نبيل اليوزبكي قال في حديث صحافي خص به (كركوك ناو) ان" مرحلة اعمال الهيكل الحديدي لجسر الحرية قاربت على الانتهاء، فهي من أصعب المراحل على الاطلاق في بناء وتأهيل الجسور وكانت تشكل عائقا امام كوادر الشركة المنفذة لهذا الجسر".
وزارة الاعمار والاسكان والاشغال والبلديات العامة، كانت قد أعلنت في كانون الأول 2018 عن التعاقد لإعادة تأهيل جسر الحرية في الموصل بكلفة تجاوزت الـ 10 مليارات دينار عراقي.
"جسر الثالث في الموصل تشهد وتيرة العمل به ارتفاعا ملحوظا والجهة اليسرى منه اكتملت بانتظار انهاء اعمال الصيانة والإصلاح بالجهة اليمنى" يؤكد ذلك مدير طرق وجسور نينوى نبيل اليوزبكي.
شركة اشور العامة للمقاولات الانشائي هي من تتولى اعمال وصيانة الجسر الثالث في الموصل وقد استطاعت تركيب روافد الفضاء الاول للجانب الايسر من الجسر بانتظار وصول روافد الجانب الأيمن من معامل العاصمة بغداد للمباشرة بتركيبها.
نبيل اليوزبكي أضاف ان جسر المثنى الثاني سيتم افتتاحه من جديد خلال الأسبوعين القادمين بعد الانتهاء من إعادة اعمال تأهيله من جديد، فيما يتواصل العمل بجسر المثنى الأول من قبل شركة مصرية.
وعلى الجانب الأيسر للموصل تم إقامة خمسة جسور صغيرة على نهر الخوصر الموسمي شرق الموصل وهي: "المثنى والسكر والزهور والسويس وسنحاريب" وجميعها رابطة بين أحياء حيوية في المدينة، إضافة لجسر القناطر الأثري الذي يعود للعهد العثماني.
مدير طرق وجسور نينوى نبيل اليوزبكي لفت الى ان 43 مشروعا العمل مستمر به اهما إعادة تأهيل الطريق البري الرابط بين الموصل – بغداد بطول 90 كيلو متر والموصل – أربيل، وان جميع هذه المشاريع مقرر لها ان تكتمل خلال العام الحالي 2020.
معامل مختصة في تصنيع القطع الحديدة لجسور الموصل تعمل في نينوى وكركوك والعاصمة بغداد، لتوفير تلك القطع ضمن المواصفات المحددة وفي الوقت المطلوب لإنهاء الاعمال.
والجسر الأول في الموصل هو (الجسر القديم) او (العتيق) كما يسمى في اللهجة الموصلية تم تشييده عام 1932م، وافتتح عام 1934 من قبل الملك غازي، ويبلغ طوله 305م، ويربط بين منطقة النصر والميدان وبعد ان تطورت المدينة تدريجيًا واتساعها عبر شقيها الأيمن والأيسر أصبحت الحاجة متجددة لجسور إضافية، فظهر الجسر الثاني فالثالث والرابع والخامس فيما خطط لجسر سادس ولم ينفذ بعد عام 2003.
ويقطن الموصل نحو مليون ونصف المليون نسمة فضلا عن القادمين اليها من الاقضية الأخرى، تعاني اليوم من انقطاع الجسور وعدم إعمارها، فلم يتم إنجاز إعمار الجسور الرئيسية في المدينة باستثناء الجسر الأول "العتيق" وهو أصغر الجسور الخمس وأقلها قدرة على الاستيعاب، بينما وضعت مجسرات حديدية مؤقتة على الجسر الرابع لغرض العبور، إضافة لجسرين عائمين وهما جسرا النصر والحرية وضعا من قبل هندسة الجيش لتخفيف الزخم الحاصل على الجسرين داخل الخدمة
وزارة الاعمار العراقية كانت قد أعلنت خلال عام 2019 سعيها توفير تمويل اضافي من البنك الدولي والجهات المانحة الاخرى لأعمار أكبر عدد من الجسور والقناطر والطرق الموجودة في الموصل وايجاد خطة إستراتيجية للتعامل مع حجم الدمار داخل الموصل والمساهمة في وضع المخططات والبدء بأعمارها للتخفيف من معاناة المواطنين سواء داخل المدينة او القرى والاقضية التابعة لمدينة الموصل'.