الحفريات في شوارع الموصل تتسبب بحوادث مرورية خطرة للغاية، فضلا عن الحاق إصابات بالمواطنين تطلبت التدخل الطبي لعلاجها.
الموصل ومنذ حوالي تسعينات القرن الماضي لم تشهد أي تحديث أساسي للتصميم، اذ غادرها التخطيط العمراني منذ أكثر من 28 سنة ولم تدخل أي دراسة استشارية لتحديث استخدامات الأرض في المدينة الى يومنا هذا حسب مختصون، اما المعارك التي شهدتها منذ 2014 ولغاية 2017 فقد أدت الى تضرر الشوارع والطرقات بنسبة تصل الى 90% حسب إحصائية رسمة صادرة عن مديرية بلدية الموصل.
"سيارة مدنية سقطت في حفر يبلغ عمقها نحو متر ونصف المتر في حي السكر قرب مشفى الخنساء التعليمي بالساحل الايسر لمدينة الموصل ما أدى الى تضرر العجلة واصابة سائقها بجروح في منطقتي الرأس والصدر" يقول ذلك المواطن فوزي سيف 29 عاما صاحب محلا لبيع المواد الغذائية في حي السكر.
ويضيف في حديث الى (كركوك ناو)، انه كل يوم تقريبا يكاد يقع حادث مروري جراء تلك الحفريات لاسيما في خلال الليل وعندما تكون الأجواء ممطرة دون ان تعمل الجهات الحكومية الخدمية خاصة على معالجة تلك المشاكل رغم مراجعتها ومناشدتها مرات عدة.
نسبة الاضرار في وحدة تصريف مياه الامطار لمدينة الموصل بلغت 30%، فيما بلغت نسبة الاضرار التي لحقت بوحدة محطات التصريف 25% بعد معارك التحرير حسب إحصائية حصرية حصلت (كركوك ناو) عليها من مديرية مجاري نينوى.
"مشفى الموصل العام ردهة الطوارئ استقبل خلال الساعات الـ 72 الماضية أربع حالات طارئة أصيبت جراء الوقوع بحفريات" يقول الدكتور قحطان عصام.
ويضيف في حديث صحافي خاص الى (كركوك ناو) ان طفلا في الثامن من عمره وصل الى المشفى بعد وقوعه اثناء سياقته الدراجة الهوائية في حفر ما أدى الى كسر ساقه اليمنى واصابة راسه بجروح، كذلك وصل رجلان الى المشفى وقد اصيبا برضوض وكسور بعد الوقوع بحفر، فضلا عن إصابة أمرأه بكسر في منطقة الحوض إثر وقوعها في حفر ليلا.
شوارع الموصل تشهد جراء الحفريات زخما مروريا ما يضاعف معاناة السكان لاسيما أصحاب العجلات وتحديدا الأجرة، فضلا عن التسبب بمعاناة للعمال والطلبة والكسبة، الذين يجدون صعوبة في التنقل.
محافظ نينوى نجم الجبوري وجه المقاولين للمشاريع الخدمية ودائرة المجاري بضرورة وضع علامات تحذيرية للمواطنين في مواقع الحفريات.
نجم الجبوري قال في حديث صحافي خاص (لكركوك ناو) انه" بعد وقوع أكثر من حادث قرب مواقع اعمال الحفريات لعدد من مشاريع المحافظة، وجهنا بضرورة وضع العلامات التحذيرية للمواطنين ووفق تعليمات السلامة للمشاريع من قبل المقاولين ودائرة مجاري نينوى خلال قيامهم بأعمال الحفريات".
مجاري نينوى كانت قد شرعت وبالتعاون والتنسيق مع منظمة whh الألمانية قبل أسابيع بحملة تسليك وتنظيف شبكات المجاري في مدينة الموصل استعدادا لمواجهة موسم سقوط الامطار.
الجبوري أكد ان الجهات المنفذة لأعمال الحفريات تتحمل الضرر الواقع على أي مواطن في حال عدم وجود علامات تحذيرية لمشاريع تتضمن اعمال حفريات.
"مرور نينوى والطرق والجسور والبلدية ورؤساء الوحدات الإدارية عليها ان تتابع اعمال المشاريع ومحاسبة المنفذين المقصرين ممن لم يضعوا شروط السلامة والتنبيه في مواقع عمل الحفريات" هذا ما أكده المحافظ نجم الجبوري.
شبكة مجاري الموصل من النوع الكونكريتي القديم، اذ يعد استبدالها بشبكة حديثة من النوع البلاستيكي مكلف جدا بسبب ان العراق لا يمتلك مصانع لإنتاج الانابيب البلاستيكية لذا لابد من استيرادها من الخارج.
المهندس ثابت احمد معاون مدير بلدية الموصل، أكد ان قلة التخصيصات المالية والاليات والايدي العاملة وراء ضعف مستوى الواقع الخدمي في المدينة وعدم معالجة المشاكل التي تعاني منها لاسيما فيما يتعلق بأمور اكساء الشوارع وتبليط الطرق ومعالجة التخسفات والحفر.
مديرية البلدية الموصل كانت قد اكدت (لكركوك ناو) انها ترفع كل يوم ما نسبته 30 بالمئة من النفايات والمتبقي يرفع عن طريق عجلات القلابات والشفلات المخصصة لهذا الغرض.
"تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قبل دخوله الى مدينة الموصل كانت البلدية تمتلك 934 الية منها 300 كابسة و50 ساحبة و3 شفلات و4500 عامل تنظيف فعلي، اما اليوم فبلدية الموصل تمتلك 60 كابسة، 50 ساحبة، 3 شفلات، و2700 عقد منهم 1500 عامل فعلي والباقي من حملة الشهادات فرضوا علينا من قبل ديوان المحافظة ومجلسها السابق" هذا ما أشار اليه المهندس ثابت احمد معاون مدير بلدية الموصل خلال حديثه الى (كركوك ناو).
ولفت الى ان بلدية الموصل تعاني من قلة كمية الوقود المجهزة من شركة توزيع المنتوجات النفطية، حيث يتم تسليمنا 162000 ألف لتر من الكازاويل بينما فقط حصة معمل الاسفلت إذا تم تشغيله لمدة 20 يوم يحتاج 200 ألف لتر، كما ان اجور الحصة جزء منها مدعوم والقسم الاخر يباع لنا بسعر 750 لتر بينما بالأسواق المحلية يباع بمبلغ 600 دينار.
أنقاض المبان التي خلفتها الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ما تزال في احياء المنطقة القديمة وعند الامطار تغلق المجاري ما يتسبب بدخول المياه الى المنازل وتكبيدهم خسائر مادية كبيرة.
"الحفريات في المنطقة القديمة وسط الموصل مميتة فهناك حفر يبلغ عمقها نحو مترين وقطرها متر" يقول ذلك المواطن علي فواز 47 عاما من سكنة منطقة الميدان في الساحل الأيمن للموصل.
ويضيف في حديث الى (كركوك ناو) ان أطفال ونساء ورجال وكبار السن يصابون كل يوم بجراح وكسور للوقوع بهذه الحفر دون أي تدخل من قبل الحكومة المحلية لمحافظة نينوى من اجل السيطرة على الوضع الخدمي وتحسينه.