قررت العديد من النساء الايزيديات التخلي عن ارتداء ملابس اسود اللون وراتداء ملابس ملونة بدلا منها، بعد مرور خمسة اعوام على لبسها تعبيرا عن حزنهن للضحايا الايزيديين الذين قتلوا او خطفوا من قبل تنظيم داعش.
بمبادرة عدد من رجال الدين ومنظمة يوم سنجار، تخلت اكثر من 50 فتاة وامرأة ايزيدية بداية العام الجاري عن ثيابهم الاسود وقررن عدم ارتدائها مرة اخرى، ولبس الالوان الفاتحة بدلا من ذلك.
"بعد كارثة سنجار ومنذ اكثر من خمسة اعوام قررت ارتداء ملابس سوداء فقط، بسبب جرائم داعش ضد الايزيديين وكان علينا ان نرتدي هذا للون من الملابس تحت سيطرة داعش"، احلام ميعا خلف، قالت ذلك.
فقد احلام في احداث سنجار 23 شخصا من افراد عائلتها على يد تنظيم داعش، كما وقتل احد ابنائها والذي كان يبلغ من العمر 12 عاما وسبعة من اخوتها لا يزالون في عداد المفقودين.
"لم يتعرض اي شخصا للعذاب ومرارة الحياة مثلما تعرضنا لها، ومررنا بأيام سوداء،لذا كان من حقنا ان نرتدي الملابس السوداء لاعوام".لی رهشی بهشێك له ئێزیدییهكان، هاوخهمییه بۆ ئەو نەهامەتییەی لە پێنج ساڵی رابردودا چەشتیان، بەهۆی هێرشی داعش بۆ ناوچەكانیان لە قەزای شنگال خۆرئاوای موسڵ لە 3ی ئابی 2014.
احلام والتي تحررت قبل عامين من قبضة داعش، تعيش مع احد ابنائها واثنين من بناتها في مخيم جم مشكو بقضاء زاخو في محافظة دهوك وتقول "يسألني اطفالي باستمرار عن سبب ارتداء الملابس السوادء، ولم استطع ان اوضح لهم السبب".
لم يتعرض اي شخصا للعذاب ومرارة الحياة مثلما تعرضنا لها
وتقول بأن جزءا من سبب قرار تغير الوان ملابسها تتعلق بأطفالها، كي يتمكنوا من العيش سعيدا وعدم التفكير بما حصل لنا في الماضي.
وترتدي الايزيديات ملابس سوداء تضامنًا مع الذين عانوا من الأيزيديين على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على قضاء سنجار شمالي الموصل في 3 أغسطس 2014.
وأسر التنظيم ستة الاف ايزيديا من النساء والأطفال وكبار العمر ومع ذلك ، ولا يزال مصير ثلاثة الاف منهم مجهولا او سجلوا في عداد المفقودين على الرغم من اعلان القضاء على داعش رسميا في العراق وسوريا.
مسؤول قسم الاعلام والعلاقات في منظمة ايام سنجار، حسين حاجي قال في حديث مع (كركوك ناو) ان "أكثر من 50 سيدة يزيدية اتخذت قرارا بالتخلي عن اللون الاسود وستستمر المحاولة".
وجاء هذا القرار بالتخلي عن الملابس السوداء بعد قامت اللجنة التي قدمت المبادة باجراء زيارة ميدانية الى مخيم جم مشكو ومخيم بيرسيف وحثوا النساء على التوقف عن ارتداء ملابس سوداء.
في المخيمين المذكورين مسبقا والعديد من المناطق الأخرى في إقليم كردستان، لا يزال الآلاف من الايزيديين مشردين ولم يعودوا إلى موطنهم بسبب الصراعات السياسية والعسكرية التي تشهدها مناطقهم.