نازحو نينوى في محافظة دهوك يؤكدون عدم استعدادهم للعودة الى مناطقهم الأصلية بسبب افتقارها للخدمات الأساسية و بسببب الدمار الذي خلفته الحرب، و يصرون على رفض أي محاولة تهدف الى اعادتهم قسرا.
و يأتي هذا الموقف من قبل النازحين بعد ورود أنباء بخصوص محاولات لاعادتهم بصورة جبرية الى مناطقهم تزامنا مع اعلان الحكومة العراقية خططا لاغلاق كافة مخيمات النازحين حتى نهاية هذا العام.
"صحيح أننا نعاني من بعض المشاكل في المكان الذي نعيش فيه حاليا و لكننا مطمئنون على أرواحنا، اذن لماذا يحاولو اعادتنا، اذا كانوا يهتمون لأمرنا فيجب عليهم أولا أن يعيدوا اعمار مناطقنا و يعيدوا اليها الاستقرار" يقول خدر سلو، أحد نازحي سنجار.
خدر، و هو يقطن في مخيم خانكي في دهوك منذ ستة سنوات يقول بأنه مثل أي نازح آخر يرغب في العودة لموطنه الأصلي و لكن ليس الآن، "لأن سنجار لم تعمر بعد و هي مليئة بالمخلفات الحربية، لذا فاننا لن نرجع حتى لو طردونا من المخيم."
التخوف الذي أبداه خدر يتزامن مع جهود مكثفة أطلقتها وزارة الهجرة و المهجرين العراقية لاعادة النازحين الى مناطق سكناهم.
و كانت الوزارة قد أعلنت العام الفائت خطة تهدف الى اغلاق كافة المخيمات خلال العام 2020.
سليم سعيد، مسؤول قسم الاعلام و العلاقات في هيئة الشؤون الانسانية التابعة لادارة محافظة دهوك قال في تصريح ل(كركوك ناو) " لم يصلنا لحد الآن أي قرار بخصوص اغلاق المخيمات، و حتى اذا كان هناك قرار من هذا النوع فان تنفيذه صعب للغاية لأن النازحين يرفضون العودة."
بحسب احصائيات وزارة الهجرة و المهجرين، من أصل 184 مخيما للنازحين في عموم محافظات العراق، لا يزال هناك 86 مخيما يأوي نازحين.
" عوضا عن العودة، هناك أناس من سنجار و المناطق الأخرى يتوافدون الى دهوك، لأن مناطقهم لم تعمر بعد و لا تزال تعاني من نقص الخدمات و تردي الأوضاع الأمنية"، حسبما قال سليم سعيد، الذي أشار الى أنهم يوفرون تسهيلات للنازحين الذين يرغبون في العودة طوعا.
يتواجد أكثر من 700 ألف نازح في اقليم كوردستان، أغلبهم من محافظة نينوى و ذلك وفقا لاحصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لوزارة الداخلية في حكومة اقليم كوردستان.
من جانبه، تحدث فهد حامد، قائممقام قضاء سنجار و الذي نزح غالبية أهاليه، ل(كركوك ناو) قائلا "منطقتنا آمنة و نؤكد للنازحين أنهم في حال عودتهم فان القوات الأمنية ستتولى حماية أرواحهم."
و يقر فهد حامد بتردي الخدمات الأساسية في القضاء، فيما يؤكد بأن الادارة تبذل جهودا حثيثة لاعادة اعمار سنجار والتمهيد لعودة أهالي القضاء.
في الفترة بين أواسط 2014 و 2017 التي سيطر فيها تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) على أجزاء واسعة من العراق، نزح ما يقرب من ستة ملايين شخص من مناطقهم الأصلية و الذي يشكل نسبة 15% من سكان العراق.