فريدة: أنا أقوى من داعش

فريدة عباس (24 سنة)، احدى الناجيات من قبضة داعش

كاروان باعدري- شيخان

بعدما تسلَّمَت جائزتها الثالثة، كرَّرَت فريدة قولها "أنا أقوى من داعش"، هي من السيدات اللواتي تُحَبِّذن اثبات الأقوال بالأفعال، وهي تسعى حالياً لإيصال أصوات المظلومين الى العالم.

فريدة عباس (24 عاماً)، هي أحد الفتيات الناجيات من قبضة داعش، تسلمت في 26 آذار الماضي جائزة (غوديس لي سترونغ) التي تمنحها مركز العدالة والمساءلة في الولايات المتحدة الأمريكية، الجائزة تُمنح سنوياً للأشخاص الذين سخروا حياتهم للدفاع عن حقوق الانسان.

تلك كانت ثالث جائزة تُمنَح ل(فريدة) منذ أن بدأت في عام 2015 مهمة ايصال أصوات المظلومين الايزيديين وضحايا داعش.

من هي فريدة؟

 فريدة عباس، هي امرأة نجت من سطوة داعش بعد أن عانت الأمَرَّين وتعرضت للاعتداء الجنسي والتعذيب خلال عام قضته في قبضة التنظيم، في عام 2015 نَجَت بنفسها وبعد مكوثها عدة أشهر في أحد المخيمات رفقة قرابة الف امرأة و فتاة ايزيدية، وصلت الى المانيا بمساعدة الحكومة الألمانية لتلقي العلاج.

farida,nadia

فريدة عباس (على يمين الصورة) مع كل من نادية مراد و لمياء حجي بشار، ناجيتان أخريتان من قبضة داعش

من هناك بدأت سعيها لتعريف العام بقضية الايزيديين وجرائم داعش، تقول فريدة "في أي مكان وَطِأته قدمي وفي كل ندوة ومؤتمرِ شاركت فيه، كنت أفكر في الطريقة التي أتمكن من خلالها ايصال كل تلك المآسي والانتهاكات التي طالت الانسانية وبالأخص الايزيديين الى العالم". واضافت قائلةً "حاولت أن أُمَثِّل صوت أكثر من ألفي فتاة وامرأة يزيدية."

وقعت فريدة في أسر مقاتلي تنظيم داعش في قرية كوجو في 3 آب 2014، وقُتِلَ والدها وشقيقها رمياً بالرصاص على يد التنظيم.

"كنا نعيش حياةً بسيطة، كنت سعيدة ولدي أحلام كبيرة في مُخيّلتي، كنت أريد أن أصبح معلمة في المستقبل وأخدم أهالي قريتي، غير أن داعش قلب حياتنا البسيطة رأساً على عقب."

نُقِلَت فريدة مع 47 امرأة وفتاة أخريات الى رقة في سوريا – والتي كانت وقتها عاصمة خلافة الدولة الاسلامية (داعش)- عاملوها كَسَبيّة أو سلعة تباع وتشترى، ونتيجة هذه المعاملة حاولت الانتحار أربع مرات كما تقول.

farida-1

فريدة عباس في يوم زواجها

 "أنا اقوى من داعش"

تزوجت فريدة في ألمانيا وتقول بأنها الآن سعيدة كونها تجمعها علاقة جيدة مع الايزيديين والجميع بمثابة أقارب لها.

في عام 2007، تسلمت فريدة جائزة (ليبر بريس) نيابةً عن الايزيديين، المنظمة التي منحتها الجائزة يقع مقرّها في مدينة جيرونا الاسبانية في اقليم كتلونيا، وهي منظمة خيرية تقوم بالتوعية والتثقيف.

في نفس العام، مُنِحَت جائزة انسانية من قبل وزارة الخارجية البولندية، مناصفةً مع نادية مراد – الحائزة على جائزة نوبل للسلام-.

"لا زلت أقول بأنني أقوى من داعش ولم أستسلم، قررت أن أُمَثلّ صوت المظلومين الايزيديين وأوصل هذا الصوت الى كل أرجاء العالم."

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT