كركوك ناو

 

سُجّلت خلال الثمان والأربعين ساعةً الماضية سلسلة من الأحداث الأمنية في محافظة كركوك، بينها حادث إطلاق نار استهدف نقطة تفتيش للقوات الأمنية، هجمات مسلحة ونصب نقاط تفتيش وهمية.

 في ليلة الجمعة 17 نيسان ألقت قوات شرطة النجدة، بالتعاون مع مركز شرطة القورية، القبض على عدة أشخاص يستقلون سيارة "ميني باص" من نوع هيونداي ستاركس.

وأشارت قيادة شرطة كركوك في بيان لها الى أن رُكّاب الباص كانوا ينوون احداث الشغب داخل المدينة.

بحسب متابعات (كركوك ناو)، فان الأشخاص الذين كانوا يستقلون المركبة قاموا بإطلاق النار بالقرب من مبنى غرفة التجارة، وبعد القاء القبض عليهم تَبَيَّن أن احدهم منتسب في الشرطة.

وفي مساء نفس اليوم قام عدد من المسلحين في حي الاسكان، وسط كركوك، بإطلاق النار من داخل سيارة (BMW) كانوا يستقلونها على نقطة تفتيش تابعة للقوات الأمنية، وبعد ملاحقتهم من قبل القوات الأمنية ترك المسلحون المركبة على طريق كركوك-سليمانية-أربيل ولاذوا بالفرار.

وأفاد مصدر أمني لـ(كركوك ناو) بأن أحد الركاب أُصيبَ بجروح، واضاف بأن الشخص المصاب هو مالك المركبة، ويسكن في حي "بنجا علي" وقد أصدرت القوات الأمنية أوامر بالقبض عليه.

تأتي حوادث إطلاق النار على النقاط الأمنية في وقت يسري فيه قرار حظر التجوال في المحافظة والذي تتولى قوات الشرطة تطبيق اجراءاته.

وصرح مصدر أمني آخر ل (كركوك ناو) قائلاً "على مدار عدة أيام سَبَّبَ أحد ركاب العجلات النارية ازعاجاً للقوات الأمنية وقد تمكن من اختراق النقاط الأمنية أكثر من مرة قبل أن تتكن شرطة النجدة من القاء القبض عليه بعد أن أطلقت النار عليه أمام مبنى كلية القانون التابعة لجامعة كركوك وأصابته بجروح."

الشخص المعتقل، حسبما قال المصدر، هو شاب في التاسعة عشرة من عمره وقد تم نقله للمستشفى لتلقي العلاج.

وتأتي هذه الحوادث الأمنية داخل مدينة كركوك في حين تشهد الأقضية والنواحي الواقعة في اطراف المدينة تصاعداً في تحركات الجماعات المسلحة كما تشير اليه القوات الأمنية، و قد أسفرت تلك الهجمات حتى الآن عن مقتل و اصابة عدد من الأشخاص.

في ناحية ليلان (19 كم جنوب شرق كركوك)، نصب مسلحون مجهولون يوم الخميس، 16 نيسان، نقطة تفتيش وهمية على طريق خدر بك الواقع بين قرهنجير وليلان، وقام المسلحون باعتراض مركبة حمل واعتدوا على ركابها بالضرب.

العقيد صلاح الدين صابر، مدير مركز شرطة ليلان، قال في تصريح لـ(كركوك ناو) "المسلحون كانوا يستقلون ثلاثة عجلات نارية، كانوا ملتحين، يُرَجَّح أن يكونوا من مسلحي داعش، قاموا بنصب نقطة تفتيش وهمية واعترضوا طريق مركبة حمل."

وأضاف العقيد صلاح الدين "المسلحون سألوا سائق المركبة أين موادنا الغذائية، ورَدّ عليهم بأن أحداً لم يطلب منه شيئاً من ذلك القبيل، فبدأوا بضرب السائق، لكنه تمكن من الفرار ووصل الى مركز الشرطة حيث سجل هناك شكوى."

وأشار ضابط الشرطة الى أنهم اطلقوا حملة تفتيش في المنطقة و قال "أوضحنا مراراً تواجد مسلحي داعش في المنطقة، غير أن وعورة المكان يعقد من مهمة القاء القبض عليهم، و تعاني المنطقة من فراغ امني حيث أنها تقع بين المواقع التي ترابط فيها قوات الجيش العراقي و البيشمركة."

قوات البيشمركة انسحبت من المنطقة بعد أحداث 16 تشرين الأول 2017 عقب دخول القوات الفدرالية العراقية الى كركوك، ومنذ ذلك الوقت تشهد نقاط التماس بين الجانبين فراغاً أمنيا.

و قال أحد المواطنين الساكنين في منطقة قريبة من مكان الحادث، و الذي آثر عدم الكشف عن اسمه حفاظاً على سلامته، ل(كركوك ناو) "تنظيم داعش يتواجد في هذه المنطقة، و هم غالباً ما يطلبون الطعام من الرعاة و ساكني القرى الواقعة هناك."

مع تزايد الحوادث الأمنية، تواصل القوات الأمنية حملات التفتيش داخل مدينة كركوك وأطرافها.

في هذا الصدد قال مصدر أمني ل(كركوك ناو) "في وقت متأخر من ليلة الجمعة، 17 نيسان، تم القاء القبض على اثنين من مسلحي تنظيم داعش، و هما شقيقان، في قرية قرة درة التابعة لقضاء الدبس، و تم رصد المسلحين عن طريق الكاميرات الحرارية أثناء محاولتهما التسلل الى داخل القرية.

في الساعة 9:50 دقيقة من يوم الجمعة، 17 نيسان، أطلق عدد من مسلحي داعش النار في احدى المزارع الواقعة في مجمع شنشال التابع لناحية آمرلي في حدود قضاء طوز خورماتوو في محافظة صلاح الدين، وأصيب  أحد المزارعين بجروح، بحسب مصدر أمني.

و في نفس اليوم تحدثت أنباء عن العثور على جثة شرطي مقطوع الرأس في داقوق، لكن أحد المصادر أكدت ل(كركوك ناو) عدم وجود معلومات مؤَكَّدة توَثِّق تلك المزاعم، و أن الخبر أُثير فقط في مواقع التواصل الاجتماعي."

معظم الحوادث الأمنية والهجمات المسلحة التي وقعت في الاسبوع الماضي كانت في المناطق الواقعة جنوب وجنوب غرب كركوك.

وكان اللواء ال45 في الجيش العراق قد تفقد قرى منطقة حفتغار في داقوق و طلبت من المواطنين التعاون معهم.

محمد ابراهيم، مختار قرية منصور قال ل(كركوك ناو بأن قادة الجيش طلبوا منهم العون لحماية أمنية المنطقة، مشيراً الى أن الأهالي عبروا عن استعدادها للتعاون، كما فعلوا ذلك من قبل.

وقد وُضِعت كافة القوات الأمنية المتمركزة في كركوك في حالة استنفار لتطبيق الاجراءات الوقائية للحد من تفشي وباء كورونا والتَحَسُّب للحوادث الأمنية.

مسؤولية الملف الأمني لمدينة كركوك مناطة الى قوات الشرطة المحلية واللواء 61 التابع لقيادة العمليات المشتركة، فيما تتمركز الشرطة الفدرالية، الجيش وقوات الحشد الشعبي في الأقضية والنواحي الواقعة في أطراف كركوك.