سَجَّلَت أربعون عائلة أسماءها في المحكمة بأمل الحصول على حق تَبَنّي أسامة ذو الثلاث سنوات ونصف، الاّ أن المحكمة قرَّرَت ارساله الى دار رعاية المشرَّدين، وذلك بعد شهر ونصف من التحقيقات التي أظهَرَت أنَّ والد اسامة كان منتمياً لصفوف تنظيم الدولة (داعش).
وصل أسامة من مدينة الموصل رفقة جدّه الى أحد فنادق كركوك في الخامس من آذار 2020، وبعد قضائه ليلة واحدة في الفندق بصحبة جده، تُرِكَ أسامة وحيداً في الفندق في صباح اليوم التالي، وفتحت الشرطة ملفاَ خاصاَ بقضيته قبل أن تُحال القضية الى المحكمة.
بحسب مصدر مُطَّلِع، فان محكمة استئناف كركوك قررت نقل أسامة الى دار رعاية المشردين ورفضت ضمَّهُ من قبل اية عائلة "لأن والده انضم الى صفوف تنظيم داعش في بداية وصولهم الى العراق في عام 2014، وعمل كمساعد طبيب، ولا يُعرَف أي شيء عن مصيره حالياً" كما قال المصدر.
وأكد المصدر على أن أربعين عائلة سجّلَت نفسها في المحكمة خلال الفترة الماضية في سبيل الحصول على حق تَبَنّي أسامة.
أربعون عائلة سجّلَت نفسها في المحكمة خلال الفترة الماضية في سبيل الحصول على حق تَبَنّي أسامة
وتابع قائلاً "بناءاً على التحقيقات الخاصة بقضية والِد اسامة، قررت المحكمة تأجيل طلب العوائل الأربعين."
مصدر أمني على اطّلاع بقضية أسامة قال ل(كركوك ناو) "المحكمة طلبت من الشرطة التحقيق في قضية اسامة وذويه، وقد رَدَّت الشرطة على طلب المحكمة عن طريق تقرير أظهر أن أربعة من خالات أسامة وأحد أخواله معتقلون في سجن تسفيرات كركوك بتهمة معاونة مسلحي داعش."
وكانت (كركوك ناو) قد نشرت تقريراً أشارت فيه الى أن أسامة كان يبلغ من العمر ثلاثة شهور فقط أسامة حين قَتِلَت أمه في قصف جوي في مدينة الموصل، أما والده فكان يعمل كمعاون طبيب أثناء سيطرة تنظيم الدولة (داعش) عل قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك، ومنذ ذلك الحين لم يُعرَف مصيره، فأصبح أسامة في عُهدة جده (والد أمه)، الذي تركه وحيداً في أحد غرف فندق الأجراس وسط مدينة كركوك.
بعد مضي يومين على تركه لحفيده، عاد أحمد الى نفس الفندق ليستفسر عن مصير حفيده، ولكنه سُلِّمَ للشرطة وتم اطلاق سراحه بعد اجراء التحقيقات.
ياور ألاويردي، مختار حي القورية والذي كان يَأوي أسامة في منزله حتى صدور قرار المحكمة قال لـ(كركوك ناو) "قمت برعاية اسامة في منزلي لعشرة أيام، ولكن المحكمة قررت فيما بعد نقله الى دار رعاية المشردين لكي تقوم الحكومة بنفسها تولي مسؤولية رعايته."
وأضاف ياور "حسبما علمت، فقد تم اعتقال عدد من خالات أسامة بتهمة تعاونهم مع مسلحي داعش."
وكان ياور قد أخبر (كركوك ناو) بأنه قام بزيارة جد أسامة في السجن، فأجابه بأنه لا يستطيع اعالة أسامة وأنه تركه ليتولى شخص ما مسؤولية اعالته.