طالب عدد من رجال الدين و المصلّين في تجمع احتجاجي في كركوك بفتح أبواب الجوامع للمصلين تزامناَ مع حلول شهر رمضان، و ذلك مع اتّباع إجراءات الوقاية من فيروس كورونا.
في يوم الخميس، 23 نيسان 2020، تجمع بعض من رجال الدين و المصلين الشباب أمام دائرة صحة كركوك و طالبوا الجهات المعنية بالسماح بإعادة فتح الجوامع و أماكن العبادة بعد أن أُغلِقَت في اطار سلسلة اجراءات لمنع تفشي وباء كورونا.
سوران كركوكي، رجل دين كان ضمن المشاركين في التجمع قال ل(كركوك ناو) "نعتقد بأن أغلاق الجوامع عمل مقصود خاصةً و انها لم تُدرَج ضمن الأماكن التي سُمِحَ بإعادة فتحها، ان لم يكن كذلك، فلماذا يسمحون بإعادة فتح العيادات التي تشهد اكتظاظاً كبيراً، بينما تبقى دور العبادة مغلقة."
و يشير رجل الدين الى أنهم في حال اعادة فتح الجوامع سيلتزمون بكافة الاجراءات و الارشادات الصحية الخاصة بالوقاية من فيروس كورون، و أضاف "برأيي، الحكومة تولي اهتماما بفتح الأماكن ذات الفوائد التجارية و تقوم بإهمال هذه الفئة المهمة من المجتمع ألا و هم المصلون."
مع بدء تطبيق قرار حظر التجوال في منتصف شهر آذار الماضي، أُغلِقَت جميع المساجد، الكنائس و أماكن العبادة الأخرى في العراق و اقليم كوردستان، في خطوة تهدف الى الحد من انتشار فيروس كورونا.
مصطفى سيدايي (28 سنة)، شاب من سكنة كركوك و الذي كان ضمن المشاركين في التجمع، تحدث ل(كركوك ناو) قائلاً "اذا لم يستمعوا لمطالبنا سنمارس الضغوط على رجال الدين لكي يعيدوا فتح الجوامع، لأننا في استقبال شهر رمضان و لا يمكن أن نقضي هذا الشهر بدون جوامع."
ديوان الوقف السني في العراق أعلن بأن يوم الجمعة 24 نيسان هو أول أيام شهر رمضان المبارك.
"رمضان بدون ارتياد الجوامع و احياء المراسم الدينية ليس لها أي طعم، لذا سنعطي مهلة 48 ساعة لدائرة الصحة لكي تراجع قرارها و تعيد فتح أبواب الجوامع، لأننا سنستطيع حينها الدعاء من الله لكي يبعد عنا بلاء كورونا"، هذا ما قاله مصطفى.
الوقف السني في كركوك دعا في كتاب موجه الى دائرة الصحة الى اتباع سلسلة من الاجراءات، منها اعادة فتح المساجد في الأوقات المحددة للصلاة و اغلاقها بعد ذلك، أن تُقامَ الصلاة في باحة المسجد فقط، عدم السماح باستخدام مراحيض المسجد، عدم السماح بدخول النساء و الأطفال و المرضى، منع المصافحة و أن يجلب كل مُصَلٍّ سجادة خاصة به.
صباح نامق، مسؤول قسم الصحة العامة في دائرة الصحة بكركوك قال ل(كركوك ناو) "نحن نتَخَوَّف من أي تجمع يحصل و لا نستهدف المساجد و الأماكن المقدسة، مع هذا سنقوم بإيصال مطالب تجمع رجال الدين و المصلين الى خلية الأزمة لاتخاذ قرار بخصوصها."
و أوضح صباح بأنهم لا يستطيعون أن يقولوا بأن فيروس كورونا قد تم السيطرة عليه في كركوك، "بل أن المخاطر لا تزال مستمرة، و لهذا تقرر منع التجمعات و الازدحامات."
المطالبات بفتح الجوامع تأتي بعد أن قررت خلية الأزمة في كركوك رفع حظر التجوال جزئياً، و ذلك ما بين الساعة السادسة صباحاً و السادسة مساءاً، ما عدا يومي السبت و الجمعة حيث يستمر فيهما الحظر الكامل.
في محافظة كركوك، سُجلَت حتى الآن 31 حالة اصابة بفيروس كورونا، تعافى 24 شخصاً منهم، فيما أدى الفيروس الى وفاة شخصين، أما في عموم العراق فقد وصلت حالات الاصابة الى ألف و 631 حالة، تماثل أكثر من نصفهم للشفاء.