سوق خان التمر في كركوك يحوي اليوم عددا قليلا جدا من محال بيع التمر، والبعض يسمونه اليوم بعلوة الخضار والفواكه.
في الأعوام الماضية كان يوجد في هذا السوق أكثر من 60 محلاً لبيع التمور، أما اليوم فقد تقلص عددها الى ثلاثة محال فقط.
"لا نستطيع أن نبيع التمور لوحدها، لأن الطلب عليها ليس كما كان من قبل، نحن ملزمون بدفع الايجار وأجور العمال، لذا نحن مضطرون لبيع الخضار والفواكه كذلك"، هذا ما قاله عباس أصغر لـ(كركوك ناو).
وألمح عباس، الذي أصبح منذ عدة أعوام يبيع الفواكه الى جانب التمور، الى أن سوق خان التمر، حسبما سمع من غيره، كان مكان مبيت التجار الذين كانوا ينقلون البضائع الى كركوك في عهد العثمانيين.
يباع شهرياً عشرة أطنان من التمر في خان التمر، وترتفع مبيعات التمر خلال شهر رمضان وموسم الحصاد فتصل أحياناً الى خمسين طناً.
عماد صديق، من أقدم باعة التمر في السوق، حيث ظل وفياُ لعمله على مدار 40 عاماً، محل عماد هوواحد من ثلاثة محال مختصة ببيع التمور من مجموع 500 محلاً تباع فيها الخضار والفواكه.
"هذه المحال الثلاثة تبيع التمور فقط، هناك عدد من المحال الأخرى التي تبيع التمور الى جانب الفواكه، تراجع عدد باعة التمور في سوق خان التمر جعل البعض يطلقون على هذا السوق اسم علوة الخضار والفواكه"، حسبما أوضح عماد لـ(كركوك ناو).
موضحاً بعض الحقائق حول تاريخ سوق خان التمر، قال عماد بأن السوق كان يُعرف بـ(خان ابراهيم شفيق) في ستينيات القرن الماضي، وكان يتألف من 15 خاناً وعدداً من المحال، فيما شهد السوق توسعاً كبيراً بعد اقبال عدد كبير من الباعة عليه.
في عام 1984، اذبان الحرب العراقية الايرانية التي دامت لثمانية أعوام تعرض خان التمر الى قصف صاروخي أدى الى مقتل وجرح 18 شخصاً.
وأضاف عماد "بعد اعادة اعمار السوق تم تغيير اسمه الى خان التمر، واشتهر كل بائع في هذا السوق بلقب مرتبط بالسلعة التي كان يبيعها، بالنسبة لي اشتهرت بلقب عماد خورما (التمر) لأنني كنت ولا زلت أبيع التمور فقط."
يوجد في العراق 151 نوعاً من التمور، أسعارها متفاوتة، سعر الكيلوغرام من التمر يبدأ من 500 دينار ويصل الى 7 آلاف دينار، في هذه الفترة يزداد الطلب على نوع من التمر يعرف بالخستاوي، حسبما يقول عماد.
تمر البرحي يباع بأربعة آلاف دينار، وكيلوغرام التمر الأزرق يباع بخمسة آلاف دينار، أما الأشرسي الذي يعد من أفضل أصناف التمور فيبلغ سعره سبعة آلاف دينار، ويُنتَج هذا النوع في مناطق خانقين ومندلي، كما يباع في السوق بعض الأصناف المستوردة من ايران.
تنضج التمور في درجات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف.
يقول عماد صديق بأن تمور هذا الموسم لم تنضج بعد ولم تُطرح في الأسواق، وما يوجد حالياً فهومن محاصيل العام السابق. وأشار الى أن منتوج التمور انخفض في العام الفائت بسبب انتشار آفة أصابت أشجار النخيل كانت تسمى بآفة العنكبوت، الأمر الذي أدى الى قلة محصول التمر بنسبة 25% وارتفاع أسعار التمور في الأسواق.
يؤكد عماد بأن الطلب على التمور المستوردة قلّ بنسبة كبيرة، في المقابل زاد القبال على التمور المحلية.