من هو؟ ولماذا اختاره البغدادي؟
"عبد الله قرداش" من خطيب جامع في تلعفر إلى زعامة داعش

عبد الله قرداش تزعم تنظيم داعش بعد مقتل ابو بكر البغدادي

كركوك ناو - نينوى

تنظيم الدولة "داعش" بعد مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي، اختار زعيما جديدا للتنظيم المتشدد ينحدر من محافظة نينوى وتحديدا قضاء تلعفر هو عبد الله قرداش.

هذا الاختيار جاء بعد ان برزت قيادات تركمانية عديدة من مدينة تلعفر غرب الموصل، في صفوف تنظيمي القاعدة والدولة (داعش)، كان في مقدمتهم القيادي في القاعدة ثم الرجل الثاني في داعش أبو علاء، وزعيم التنظيم الحالي عبد الله قرداش.

وآخرين في الصف الأول للتنظيمين المتطرفين، من بينهم عبد الناصر قرداش الذي القى جهاز المخابرات القبض عليه الشهر الماضي.

(كركوك ناو) تكشف معلومات تفصيلية عن زعيم داعش

كشفت مصادر امنية واستخباراتية عراقية لـ(كركوك ناو) معلومات عن الزعيم الجديد وتاريخه في مدينة الموصل قبل توليه بهذا المنصب.

هو أمير محمد سعيد عبد الرحمن سالبي المولى، ويُكنى (أبو عمر) و(أبو عبد الله قرداش)، وقرداش كلمة تركمانية تعني (الأخ). وله أسماء أخرى بينها (الأستاذ أحمد) و(الحاج عبد الله)، وهو من مواليد قضاء تلعفر غرب الموصل عام 1976، تركماني القومية، كان والده خطيباً لجامع (الفرقان) في الموصل، ووالدته تدعى سميرة شريف، وعاش في كنف أسرة متدينة.

متزوج ولديه ولد يُدعى محمد سعيد، واخوين اثنين، الأكبر كان أستاذاً جامعياً يُدعى عامر وقُتل مع تنظيم القاعدة في 2007، وسط حي المثنى بالموصل، والآخر يُدعى عادل، ويقيم في تركيا، حيث كان حتى فترة متأخرة قيادياً في حزب تركماني عراقي بارز.

تخرج قرداش من إعدادية تلعفر للبنين، ثم التحق بكلية الشريعة وتخرج خطيباً من كلية الإمام الأعظم في الموصل، عينته الأوقاف في جامع عجيل الياور وسط السوق القديم وسط تلعفر.

غادر العراق عام 2001 إلى افغانستان للتدريب على السلاح وتلقي الدروس، ثم عاد إلى العراق  بعد ستة أشهر 

في عام 2001 انضم قرداش إلى حركة الجهاد السلفي على يد عبد الرحمن شيخلار المعروف بـ( أبو علاء)، فغادر إلى أفغانستان للتدريب على السلاح وتلقي الدروس، ثم عاد إلى العراق  بعد ستة أشهر فألقيَ القبض عليه من قبل جهاز الأمن في عهد نظام صدام حسين، وبعد ١٧ يوميا تم إلافراج عنه.

وبعد سقوط النظام السابق، انضم إلى تنظيم القاعدة، وبايعه في العام 2004، وكان يعمل في إصدار الفتاوى وتخريج الأمور الشرعية. وبعد سيطرة القوات الأمنية على تلعفر، لاذ إلى مدينة الموصل، واستقر فيها، واستلم منصب المسؤول الشرعي للتنظيم في الجانب الأيسر للموصل.

ثم تدرّج في المناصب الشرعية والإدارية، وأصبح أحد أعضاء مجلس الشورى، قبل أن يُصاب في قدمه في إحدى المواجهات مع القوات الأمريكية داخل الموصل.

636345943316726246
مقاتلين من داعش قرب نينوى

اعتقلته القوات الامريكية عام 2006

في ٢٠٠٦، ألقت القوات الأمريكية القبض عليه وأودعته سجن بوكا في البصرة جنوب العراق، ليلتقي البغدادي هناك، قبل أن يُطلق سراحه بعد نحو ثلاث سنوات، ليعود إلى الموصل ويصبح مجدداً من القيادات الكبيرة للتنظيم في المحافظة.

تتهمه الأجهزة الأمنية في تلعفر، بقتل مئات المواطنين من أفراد الأجهزة الأمنية، ضباطاً ومنتسبين، وبقيادة مفرزة خاصة لقتل شيعة تلعفر، من الذين كانوا يرتادون إلى الموصل لإكمال معاملاتهم أو بغية مراجعة مستشفياتها خلال السنوات 2009-2014.

وبعد 2014، كان أول من استقبل البغدادي في الموصل، ثم تولى قيادة مناطق شرق نهر الفرات، من العراق وسورية، ثم أميراً لـ(ديوان الأمن العام) في التنظيم، ثم وزيراً لـ(التفخيخ والاستشهاديين)، وتسربت أنباء عن إدارته للمفاوضات بين تنظيم داعش والحكومة التركية بخصوص موظفي القنصلية التركية في الموصل، حيث قام بنقلهم بنفسه من الموصل إلى أن وصلوا تركيا سالمين.

ارتقى قرداش إلى موقع النائب العسكري للبغدادي في 2016، بفضل شراسته وتطرفه وامتلاكه أسلوب إقناع

وأصيب في ساقه اليمنى في معارك الباغوز السورية، ليصل في أب 2019 إلى هرم التنظيم ويُكشف عن توليه زعامته، بحسب مواقع موالية للتنظيم، بينها وكالة (أعماق)، حيث كان يرتبط بعلاقة متينة بالبغدادي امتدت لنحو 13 عاماً، بينها ثلاثة قضاياها معاً في المعتقل.

وظهر قرداش إلى جانب البغدادي في شريط فيديو بثه التنظيم في نيسان 2019. رغم أن عناصر متقدمة في التنظيم كشفت عن أن قرداش كان يدير التنظيم فعلياً حتى قبل مقتل البغدادي في تشرين الأول 2019.

وتقع تلعفر شمال غرب العراق، وتتبع أداريا محافظة نينوى، وتبعد عن مدينة الموصل حوالي 70 كم.

 إلى أن سيطر عليها تنظيم "داعش" في صيف 2014 حيث نزح أهلها إلى المحافظات الوسطى والجنوبية.

5
حسب المصادر الامنية، صورة لاجتماع البغدادي مع مساعديه ومن ضمنهم قرداش، لم يتمكن كركوك ناو التاكد من صحة الصورة

لماذا اختار البغدادي قرداش خليفةً له؟!

يعتقد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، منير أديب، أن "واشنطن تعاني من أزمة في التعامل مع تنظيم الدولة (داعش)، ولهذا رصدت مكافآت مالية كبيرة لمن يدلي بمعلومات عن قادة التنظيم بدءً من زعيمه، مروراً بقيادات الصف الأول، والمقاتلين الكبار، وهم الذين يمكن أن نطلق عليهم تسمية مقاتلي النخبة في التنظيم".

وأضاف لـ(كركوك ناو) أن "فكرة وضع مكافآت مالية بهدف الوصول إلى قيادات داعش أو حتى القاعدة أمر في غاية الأهمية، فقد مضت سنوات طويلة منذ إعلان قيام التنظيم في 2014 وحتى إعلان القضاء عليه في 2019، وما أعقبه من إعلان مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي، الذي جاء بناءً على معلومات استخباراتية حصلت عليها الولايات المتحدة الأمريكية.

وولفت إلى ان هذا الأمر الذي حدث مع أسامة بن لادن أيضاً، لهذا يبدو أن واشنطن تريد أن تتبع الطريقة التقليدية في الوصول إلى قرداش، وقد تؤتي هذه المكافآت أُكلها.

إلا أن أديب شكك في كون قرداش هو الاسم الحقيقي لزعيم التنظيم، أو مجرد اسم دلالي لشخصية أو حتى في كونه زعيماً له، حيث طرح اسم آخر هو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، مؤكداً "لا توجد معلومات صحيحة ودقيقة عن زعيم التنظيم، بل هناك خلاف فيمن تولى قيادة التنظيم".

وتابع "قد لا يكون البغدادي هو من اختار قرداش لزعامة التنظيم، ربما قد تمّ اختياره بعد مقتل البغدادي أصلاً.. فهو اسم مستعار لشخصية قد لا تكون معروفة، إلا أنها لا شك تمتلك خبرة عسكرية، وزاملَ البغدادي وكان من المؤسسين للتنظيم المتطرف وربما صاحبه في أماكن اختبائه".

واستدرك قائلاً "المعلومات المتوفرة تبقى عبارة عن تحليلات وتكهنات في ظل عدم إفصاح التنظيم علناً عن هذه الشخصية، بعد أن قُتل زعيمه السابق شرّ قتلة".

وكشف أديب، في حديثه لـ(كركوك ناو)، أن "الخلافات داخل التنظيم تقوم في الفقه الشرعي الذي يتبناه التنظيم والذي يتغير بتغير الوقت، وليس في العمل العسكري وطريقة وطبيعة تعامل التنظيم مع خصومه".

ورأى تقرير لجهاز الأمن الوطني العراقي المعني بملف الإرهاب والجماعات المتطرفة، كشف عنه يوم الخميس 8 أب 2019، أنه يمكن لتولي "قرداش" أن ينقل تنظيم داعش إلى مرحلة خطيرة للغاية من العنف العشوائي الذي يطال المدنيين بطريقة انتقامية.

3 (1)
منشور وزعته السفارة الامريكية تعرض فيه مكافاة لمن يدلي بمعلومات عن عبد الله قرداش

قرداش مطلوب عالمياً

أدرج مجلس الأمن الدولي زعيم تنظيم الدولة (داعش) باسم عبد الله قرداش على لائحة العقوبات، في خطوة وصفتها الولايات المتحدة بالمهمة لإلحاق الهزيمة بالتنظيم.

وقررت لجنة العقوبات في المجلس، الاثنين، 25 أيار 2020، إدراج قرداش على لائحة العقوبات، بموجب القرار رقم 2368 الخاص بفرض عقوبات على تنظيمي الدولة والقاعدة، بتهمة "التخطيط لأنشطة نيابة عن التنظيمين وتمويلهما". وذكرت اللجنة أن "المولى لعب دورا في اختطاف الإيزيديات وقتلهن والاتجار بالبشر".

ورحّب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالقرار الأممي، وقال -في تغريدة على تويتر- إنه "خطوة مهمة اتخذها المجتمع الدولي لضمان إلحاق الهزيمة الدائمة بتنظيم الدولة". وكانت الخارجية الأميركية أدرجت قرداش على لائحة الإرهاب في منتصف آذار الماضي.

وفي أب 2019 رصدت الولايات المتحدة الأمريكية مبلغ خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إلقاء القبض على قرداش، ثم جددت واشنطن عرض المكافأة في 22 نيسان 2020.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT