أكثر من عشرين حالة " انتحار" في كركوك خلال ثلاثة أشهر من الحجر المنزلي

كركوك/ 2020/ نقطة تفتيش مؤقتة للقوات الأمنية داخل المدينة لتنفيذ اجراءات حظر التجوال تصوير: كاروان الصالحي

كاروان الصالحي – كركوك

في غضون ثلاثة أشهر فقط من الحجر المنزلي سُجِّلَت 20 حالة "انتحار" في كركوك، بينهم نساء، وذلك بحسب متابعات المفوضية العليا لحقوق الانسان، ودوافع أغلب تلك الحالات كانت متعلقة بالبطالة والعنف الأُسري.

وتشير احصائية أجراها مكتب كركوك للمفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق الى ازدياد معدلات الانتحار خلال شهري آذار نيسان، حيث سُجِّل فيهما 20 حادثة من هذا النوع.

 في هذا الشأن يقول سجاد جمعة، مدير مكتب كركوك لمفوضية حقوق الانسان "في الشهرين الأولين من هذا العام كانت هناك سبعة حالات انتحار، لكن مع ظهور فيروس كورونا وبدء فرض اجراءات حظر التجوال والحجر المنزلي، وصل عدد الحالات الى 27 حالة، أي أن الشهور الثلاث التي أعقبتها شهدت تسجيل 20 حالة."

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت فرض حظر التجوال منذ منتصف شهر آذار الماضي وأغلقت معظم الأسواق بهدف الحد من انتشار وباء كورونا.

سجاد جمعة أكد لـ(كركوك ناو) بأن الاحصائيات التي لديهم رسمية ومسجلة، لكنه في الوقت نفسه قال بأنه "متأكد من أن العدد الحقيقي للحالات أكبر، لأن هناك العديد من الحالات التي لم تُسَجَّل بسبب المشاكل الاجتماعية المترتبة عليها."

في حادثتين منفصلتين في 27 أيار 2020، انتحر شخصان بالرصاص في كل من قضاءي الدبس والحويجة التابعتين لكركوك.

حالات الانتحار في المدينة كثيرة، مع ذلك تمكننا من انقاذ عدد كبير ومنعناهم من الاقدام على الانتحار

الضابط الحقوقي غالب علي صالح، مدير قسم حماية الأُسرة في مديرية شرطة كركوك قال لـ(كركوك ناو) "للأسف، حالات الانتحار في المدينة كثيرة، مع ذلك تمكننا من انقاذ عدد كبير ومنعناهم من الاقدام على الانتحار."

حوادث "الانتحار" لا تتركز في منطقة محددة، فقد شملت أشخاصاً يسكنون في أحياء ومناطق متعددة من محافظة كركوك.

"الدافع وراء أغلب تلك الحوادث هي المشاكل الاجتماعية وسوء الحالة المعيشية"، حسبما قال غالب الذي أضاف بأن كل ما يستطيعون فعله هومحاولة حل بعض تلك المشاكل واحالة بعض من هؤلاء الذين حاولوا الانتحار الى المستشفيات لتلقي العلاج.

في 19 نيسان، أقدمت فتاة في حي دروازة بكركوك تبلغ من العمر 19 عاماً، على "الانتحار" باستخدام سلاح صيد، في خامس حالة "انتحار" لنساء خلال فترة الحجر المنزلي.

zhnannn

كركوك/ 8 آذار 2020/ تجمع نسائي للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية للنساء تصوير: سوران محمد

من جانبها قالت نضال ناظم، ناشطة حقوق المرأة والعضوة في جمعية المنظمات المدافعة عن النساء لـ(كركوك ناو) "معدلات الانتحار في تزايد ومعظمها بسبب الظروف الحالية وتداعيات جائحة كورونا، لذا كثفنا جهودنا لحل المشاكل التي تعاني منها النساء ونجحنا في اقناع البعض منهن للعدول عن قرار الانتحار."

وأوضحت نضال بأن هناك أشخاص أرادوا الانتحار بسبب عدم مقدرتهم على تأمين مصاريف عملية جراحية، لكنهم عدلوا عن قرارهم بعد أن قدمت الجمعية لهم يد العون.

"هناك العديد من النساء ممن هربن من بيوتهن بسبب مشاكل اجتماعية وقمنا بإيوائهن عندنا بسبب عدم توفر ملاذات للنساء في كركوك"، كما تقول نضال.

في الوقت الحاضر، لا توجد مراكز خاصة لإيواء النساء المعرضات للتهديد في كركوك.

وكانت منظمة الأمم المتحدة أصدرت بياناً في 16 نيسان أعربت فيه عن قلقها من ارتفاع وتيرة العنف الأسري في العراق ووصفتها بأنها مثيرة للقلق وأكدت على ضرورة اقرار البرلمان العراقي لقانون مناهضة العنف الأسري.

وعَزَت الأمم المتحدة تصاعد حالات العنف الأسري الى تزايد وتيرة التّوتر بين أفراد الأسرة نتيجةً للحجر المنزلي بسبب جائحة (كورونا).

الأوضاع النفسية، الضغوط العائلية، أوالأوضاع الاقتصادية تقف وراء حالات قتل أو انتحار النساء

مدير مكتب كركوك لمفوضية حقوق الانسان في العراق أشار الى أن "الأوضاع النفسية، الضغوط العائلية، أوالأوضاع الاقتصادية تقف وراء حالات قتل أو انتحار النساء."

ويعتقد سجاد جمعة بأن قرار فرض حظر التجوال كان بحاجة الى دراسة مسبقة والتحسب للحال الذي قد تؤول اليه اوضاع بعض الأُسَر والتداعيات التي ستُخَلّفُها تلك الاجراءات.

في عام 2019، شهدت كركوك تسجيل أعلى معدل للـ"انتحار" بين محافظات العراق حيث وصلت الى 106 حالة.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT