"أقسم بالله ليست لي القدرة على شراء الكمامات والقفازات للوقاية، منذ تفشي فيروس كورونا ساءت أحوالنا بشكل مضاعف"، هكذا تحدثت سالبي بكراد آرسين عن ظروفها المعيشية الحالية.
حظر التجوال والاجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، منع زوج سالبي من مزاولة عمله، كل ما يحصل عليه الآن هو250 ألف دينار شهرياً، لا يسد احتياجات عائلته المكونة كمن خمسة أفراد.
سالبي بكراد آرسين (37 سنة)، من الأقلية الأرمنية وأم لثلاثة أطفال، أنهكتها المعاناة في ظل جائحة كورونا. "حياتنا صعبة جداً وظروفنا المعيشية متردية، وكورونا دَهوَر أوضاعنا أكثر لأن زوجي ليس قادراً على العمل وكسب المال."
هذه العائلة الأرمنية هي من محافظة نينوى، لكنها نزحت منذ أكثر من خمس سنوات اذبن سيطرة تنظيم الدولة (داعش) واستقرت في قرية هوريسك في محافظة دهوك.
"منذ بداية ظهور كورونا لم نخرج من المنزل، أمنع أولادي من الاختلاط بالناس، ليس أمامنا خيار آغر غير ذلك، حسبما تقول سالبي.
أعداد المصابين بفيروس كورونا في العراق في ازدياد مستمر ومعها يستمر فرض حظر التجوال الجزئي في أغلب المناطق مما أجبر الكثيرين على البقاء في بيوتهم، الأمر الذي ترك تأثيراً كبيراً على ظروفهم المعيشية.
آرتين مكرديج هوالآخر نزح من نينوى بعد 40 عاماً قضاها هناك، وها هو الآن يعيش حياة النزوح منذ ست سنوات في دهوك، آرتين تحدث الى (كركوك ناو) قائلاً "رغم قساوة الظروف التي نمر بها حالياً بسبب تداعيات كورونا، لم تمد أية منظمة أو جهة يد العون لنا، في حين ان أهالي المنطقة فقراء ولا يستطيعون تأمين المستلزمات الوقائية."
آرتين وأغلب سكان قرية هوريسك انقطعوا عن مزاولة أعمالهم والتي تتمثل في الزراعة والأعمال الحرة، "كورونا اثرت علينا جميعنا،..." وناشد الحكومة والمنظمات لمساعدتهم.
تبعد قرية هوريسك ثمانية كيلومترات عن قضاء سيميل في دهوك، تم اعمار القرية في عام 2006 ويقطن فيها حالياَ 350 عائلة، معظمهم من الأرمن، بعضهم نزحوا اليها من نينوى هرباً من بطش داعش.
موخلاد وارتينيان، مختار قرية هوريسك قال لـ(كركوك ناو) "سنفعل ما بوسعنا لوقاية أنفسنا من فيروس كورونا، لم نوفر أي جهد في هذا المجال والباقي مُناط الى الجهات المعنية لمساعدتنا في تأمين المستلزمات الوقائية والصحية ورش المضادات في القرية."
تَتَّبِع القرية اجراءات صارمة خاصة بها، حيث لا يسمحون بدخول أي شخص الى القرية ما لم يكونوا متأكدين تماماً من سلامته.
"أغلقنا أبواب الكنيسة وقاعة المناسبات، لا نسمح للناس بالاختلاط، حيث أن اصابة أي فرد بالفيروس سيؤدي الى اصابة جميع من في القرية."
تُقَدّر الأقلية الأرمنية في العراق بـ20 ألف نسمة، أغلبهم يعيشون في بغداد، الموصل، كركوك واقليم كوردستان.
"كنا محظوظين لأن فيروس كورونا لم يصل الى قريتنا، المستلزمات الوقائية والطبية هنا شحيحة جداً ، لذا ترى الناس ملتزمين جداً بالإجراءات الوقائية.
شانت يعمل كسائق سيارة أجرة وهولم يتمكن من العمل منذ شهرين بسبب استمرار حظر التجوال الجزئي. "ظروفنا صعبة جداً، فقدنا أعمالنا، في الوقت الذي ازدادت فيه احتياجاتنا اليومية التي يجب أن نؤَمّنها بأنفسنا."
اسوةَ بالأقليات الأخرى في نينوى، تعرض الأرمن في الفترة بين أواسط عام 2014 ونهاية 2017 الى الاضطهاد من قبل تنظيم داعش. لا تزال العديد من العوائل تعيش حياة النزوح، ويؤلف الأرمن مع الكاكائيين ، الشبك والتركمان نسبة 10% من مجموع 787 ألف نازح في اقليم كوردستان.
يطالب شانت وغيره من الأرمن الساكنين في قرية هوريسك المنظمات الانسانية بمد يد العون اليهم لكي يخففوا من أعباء النزوح التي ثَقُلَت أكثر جراء كورونا.