يواجه النازحون في مناطق اقليم كوردستان صعوبة كبيرة في اعادة جثامين موتاهم الى ديارهم لدفنها هناك و ذلك بسبب استمرار فرض اجراءات حظر التجوال و التنقل بين المحافظات.
الحكومة العراقية و حكومة اقليم كوردستان تفرضان الحظر منذ آذار الماضي بهدف الحد من تفشي فيروس كورونا.
عبدالله حسين، و هو من نازحي سنجار الذين لجأوا الى دهوك، فقد اثنين من اشقائه خلال شهر آذار و لكنه لم يتمكن من دفنهم في موطنهم الأصلي بسبب تواصل الإجراءات الاحترازية.
"لم نستطع اعادة جثامينهم الى ناحية القحطانية (تل عزير) في سنجار، حاولنا كثيراً اقناع المسؤولين الأمنيين في اقليم كوردستان و لكنهم منعونا من المرور في نقاط التفتيش، لذا اضطررنا الى دفنهم في مقبرة مجمع خانكي في دهوك."
يقول عبدالله بأن جميع أقربائه دُفِنوا في القحطانية، "صحيح انها كلها أرض الله لكننا كنا نرغب في أن يُدفَنوا هناك، ربما ستستمر تداعيات هذا الوباء لمدة طويلة، لذا نطلب تقديم بعض التسهيلات لنا، على الأقل أن يسمحوا لنا باعادة جثامين موتانا الى ديارهم."
لا يزال معظم ايزيديي سنجار ونينوى نازحين، وحالَت قلة الخدمات الأساسية دون تمكنهم من العودة الى مناطقهم الأصلية، ويشكل الايزيديون نسبة 30% من مجموع 787 ألف نازح في اقليم كوردستان، حسب احصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات في حكومة اقليم كوردستان.
حول ذلك قال خواجة خوديدا، أحد رجال الدين الايزيديين لـ(كركوك ناو) "ليس شرطاً أن يوارى جميع موتى الايزيديين الثرى في سنجار، و لكن اذا كان المتوفي قد أوصى قبل مماته بدفنه في دياره فيجب أن تُنَفَّذ وصيته، و إلاّ فلا ضير في أن يدفن في أي بقعة من الأرض."
خوديدا ناشد النازحين بمراعاة الظروف الحالية المستجدة بسبب جائحة كورونا و حظر التجوال و عدم الاصرار على اعادة جثامين موتاهم الى سنجار قائلاً "هناك العشرات من المقابر الخاصة بالايزيديين في المناطق الأخرى، حيث يمكنهم دفن موتاهم فيها."
الى جانب فرض حظر التجوال و التنقل بين المحافظات و المدن و التي قامت حكومة الاقليم بتمديدها لغاية الأول من تموز المقبل، تم منع اقامة مراسم العزاء و أي تجمعات أخرى.
من جانبه قال خوديدا جوكي، مدير ناحية سنوني لت(كركوك ناو) "يواجه ذوو الموتى العديد من المصاعب، يتصلون بنا باستمرار، رغم أننا حاولنا كثيراً مع مسؤولي البيشمركة و الجيش العراقي ، لكن المشكلة لم تُحسم بصورة كاملة."
و أضاف بأن نقاط السيطرة و التفتيش الواقعة بين مواقع البيشمركة و الجيش العراقي في منطقة ربيعة و هي من الطرق الرئيسية المؤدية الى سنجار، غالباً ما تكون مغلقة، في بعض الأحيان يتطلب السماح بنقل الجثامين ساعات طويلة، و أحياناً يُمنع التنقل نهائياً.