لا يزال قرار الحكومة العراقية بإنشاء مخيم العملة في ناحية الزمار ساري المفعول، وذلك رغم الاحتجاجات التي نظمها أهالي المنطقة قبل خمسة أشهر والتي أدت الى ايقاف أعمال البناء.
يقع المخيم في ناحية الزمار شمال غربي محافظة نينوى، بدأ العمل في المشروع في عام 2019 وقد انجز 50% من أعمال بناء المخيم الذي من المقرر تهيئته لإيواء نساء وأطفال مسلحي تنظيم داعش المتواجدين حالياً في مخيم الهول بسوريا.
أحمد جعفر، مدير ناحية الزمار، قال لـ(كركوك ناو) "لم يصلنا أي كتاب رسمي حول الغاء مشروع انشاء المخيم، لكنني واثق من أن وزيرة الهجرة والمهجرين لن تسمح ببنائه، لأنها من أهالي سهل نينوى وتدرك حجم المشاكل التي سيخلقها بناء ذلك المخيم في المنطقة."
وكانت مداخل المخيم قد اغلِقَت في شباط من هذا العام وتم ايقاف أعمال البناء فيه، وذلك بطلب من متظاهري الزمار، بينهم عدد من رؤساء العشائر والوجهاء.
وأشار مدير الناحية الى أن ايفان جابرو، الوزيرة الحالية للهجرة والمهجرين والتي شغلت سابقاً منصب مستشارة محافظ نينوى، كانت قد زارت المنطقة خلال التظاهرات الاحتجاجية وأبدت رفضها لبناء المخيم.
وتابع أحمد جعفر بأنهم وجهوا كتاباً الى محافظة نينوى طالبوا فيه بعدم السماح باستئناف أعمال بناء مخيم العملة، فيما ان كانت هناك نوايا لذلك بعد زوال تداعيات جائحة كورونا وعودة الحياة الى طبيعتها.
كما طالب الحكومة العراقية بـ"تخليص أهالي المنطقة من القلق الذي يعيشون فيه، حيث أنهم يرفضون ولن يسمحوا بإسكان عوائل داعش في الناحية"، وذلك عن طريق اصدار قرار بإلغاء مشروع بناء المخيم.
مخيم الهول، أحد أكبر مخيمات النازحين في سوريا ويقع غربي مدينة الحسكة، يخضع المخيم حالياً لسيطرة الادارة المحلية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، ويسكن المخيم خليط من عوائل داعش، الأجانب ونساء وأطفال ايزيديون.
وفقا لإحصائيات وزارة الهجرة والمهجرين، يتواجد أكثر من 30 ألف عراقي في ذلك المخيم، وينوي نحو أربع آلاف من النساء والأطفال الساكنين في مخيم الهول العودة حتى يتم ايوائهم في مخيم العملة.
رفعت سمو رشو، معاون محافظ نينوى للشؤون الادارية قال لـ(كركوك ناو) "محافظ نينوى نجم الجبوري، أرسل كتاباً الى بغداد طالب فيه بإيقاف أعمال انشاء مخيم العملة لكن مع الأسف هناك مساعي لاستئناف العمل واكمال بناء المخيم."
بشأن موقف وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، قال معاون محافظ نينوى "الوزارة ليس لديها موقف واضح، في حين يجب أن يبدو موقفهم دون تأخير ويوضحوا فيما ان كانوا مع أو ضد قرار بناء المخيم."
في الأعوام السابقة أثارت عودة بعض الذين كانوا متهمين بمعاونة تنظيم داعش، وخصوصا في أجزاء اخرى من محافظة نينوى، موجات استياء عارمة، مخلِّفةً حالة من التوتر في بعض تلك المناطق.