عوضاً عن قاعة مليئة بالزوار والأجواء الاحتفالية، أصبح عدنان مضطراً لعرض ابداعاته في فنون الخط من خلال الانترنت، حيث تحظى أعماله بقلة قليلة من المتابعين وتقييم سطحي لا يتعدى نقرة الاعجاب.
جائحة كورونا قلبت عالم عدنان محمد الكاكائي المزدان بالفن رأساً على عقب، تسببت بتوقف المعارض والفعاليات الفنية، ليس بإمكانه الآن التنقل من مدينة الى أخرى لكي يُطلِعَ الناس على مواهبه.
"بسبب كورونا لا نستطيع حضور قاعات العرض، لا نتقابل، لا نستطيع عرض لوحاتنا وأعمالنا الفنية الأخرى في المعارض"، هذا ما قاله عدنان لـ(كركوك ناو).
بالنسبة لعدنان الكاكائي، (40 سنة)، يعتبر فن الخط شغفه الكبير ومصدر رزق عائلته الوحيد.
بسبب كورونا لا نستطيع حضور قاعات العرض، لا نتقابل، لا نستطيع عرض لوحاتنا وأعمالنا الفنية الأخرى في المعارض
انتشار فيروس كورونا منذ شهر آذار الماضي ألحق الضرر بالكثيرين، وعطَّلَ العديد من الحرف والمهن التي كان يمارسها كاكائيو قضاء داقوق (جنوبي كركوك)، من ضمنها فن الخط الذي يمارسه عدنان.
هذه هي المرة الأولى التي يضطر فيها عدنان للمكوث في البيت لفترة طويلة، معظم أعماله الفنية كانت تُعرَض في معارض كركوك ومحافظات العراق الأخرى، تمكن من خلال ذلك معرفة أناس كثيرين من جهة، ومن جهة أخرى جعل فن الخط وبيع الأعمال التي كان ينتجها مصدراً لمعيشته.
في اطار الاجراءات الوقائية التي فرضت للحد من تفشي فيروس كورونا، توقفت جميع الفعاليات الفنية، مُنِعَت التجمعات وفُرِضَ حظر التجوال والتنقل الذي ما زال سارياً بين المحافظات.
"نمر بظروف صعبة، انا الآن مضطر لإرسال أعمالي الى الجهة التي تنظم المعرض عن طريق الانترنت، وأي معرض، الأعمال الفنية تُعرض فقط في الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بدلاً من القاعات المليئة بالزوار."
أفنى عدنان نصف عمره في ممارسة فن الخط، تعلم هذا الفن في بداية عام 2000 ولا يزال يصقل مواهبه ويتعلم ما هو جديد.
شارك عدنان في العديد من المعارض، المهرجانات والمسابقات، سافر الى كل من تركيا، سوريا، الامارات والمغرب لعرض أعماله، حصد العديد من الجوائز، من بينها جائزة خليل الزهاوي الأولى في عام 2009، حائز على شهادة الدكتوراه الفخرية المقدمة له من قبل أكاديمية مصر للتدريب والتنمية.
"الظروف الحالية كانت لها تأثيرات نفسية علي، ومن الناحية المادية تكبدت أضراراً كبيرة لأن مصدر عيشي قد تعطل."
يمتلك عدنان محلاً لممارسة فن الخط، لكن حظر التجوال أجبره على اغلاقه منذ عدة أشهر.
خلال الفترة التي قضاها في الحجر المنزلي، كان عدنان، الى جانب ممارسة فنه، يساعد أطفاله وزوجته لتنمية مواهبهم وهواياتهم.
عدنان محمد الكاكائي متزوج وأب لطفلين.
"المكوث في البيت كان فرصة للتدريب، لأن فن الخط بحاجة الى التدريب المستمر، انتهزت هذه الفرصة وانتجت العديد من لوحات الخط"، حسبما قال عدنان.
ترعرع عدنان في ايران، حيث وصل هناك عقب الانتفاضة الشعبية في عام 1991 و عاش هناك لسنوات عديدة، لذا فهو ضليع باللغة الفارسية وانتهل من مدارس الخط الفارسي.
فن الخط بات يجري في عروق عائلة عدنان، حيث أن زوجته وابنه مولعان بهذا الفن كذلك، أما ابنته فتحبذ فن الرسم.
هوما غايب (39 سنة)، زوجة عدنان الكاكائي، قالت لـ(كركوك ناو) "الحجر المنزلي كان فرصة جيدة لكي أحاول تعلم المزيد عن فن الخط، وكان زوجي خير عون لي."
وتضيف هوما "منزلنا اصبح مدرسة فنية، عدنان هو المعلم ونحن تلاميذه، ابني مولع بفن الخط وابنتي تريد أن تصبح رسامة."
عائلة عدنان الكاكائي الفنية ينتظرون بلهف زوال عصر الكورونا، لكي يعودوا الى المعارض الفنية لعرض مواهبهم، ويتحفزوا أكثر بسماع كلمات المديح والثناء.