مصير مفقودي الشبك في طي المجهول

اربيل/ 2014/ عدد من أطفال المكون الشبكي بعد نزوحهم من سهل نينوى هرباً من بطش تنظيم داعش تصوير: احسان علي

عمار عزيز- نينوى

مضت ست سنوات وعمار فاضل لا يزال يبحث عن شقيقيه المفقودَين، دون أن يتضح له فيما ان كانوا في عداد الأموات أو أنهم على قيد الحياة.

شقيقا عمار وقعا مع 26 مواطناً آخرين في قبضة مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام في أواسط عام 2014.

"بعد اختطافهم، نُقِلَ بعضهم الى سوريا، بالأخص في مدينة الرقة، هذا كل ما سمعناه عنهم، غير ذلك لا نعرف ان كانوا استُشهِدوا أو أنهم لا زالوا أحياء"، هذا ما قاله عمار فاضل لـ(كركوك ناو) عن مصير شقيقيه المفقودَين.

"ندعو الله أن يأخذ لنا حقنا، مللنا من كل شيء، بحثنا كثيراً دون أن نتوصل الى شيء."

في الفترة بين منتصف عام 2014 لغاية نهاية 2017، تعرض الشبك، اسوةً بالأقليات الأخرى الى القمع والاضطهاد على يد تنظيم داعش.

عمار الذي كانت عائلته تقطن في قرية عمر كاني في سهل نينوى أثناء هجوم داعش، قال لـ(كركوك ناو) "اختُطِف 26 شخصاً من أهالي القرية من ضمنهم شقيقاي، جميع المختطفين أقارب وذوو بعض، مرت ست سنوات دون أن يُكشَف مصيرهم، لجأنا الى جهات عدة، لجأنا الى منظمة الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي لكننا لم نحصل على أخبار مفرحة."

عدد المواطنين الشبك الذين اختطفهم التنظيم يُقَدّر بأكثر من 233 شخصاً.

shabak

دهوك/ 2016/ مخيم للنازحين الشبك في قضاء بردرش   تصوير: كركوك ناو

قصي عباس، النائب في البرلمان العراقي عن المكون الشبكي قال لـ(كركوك ناو) "مصير أكثر من 233 من الشبك لا يزال مجهولاً، لا أحد يعرف فيما ان كانوا قد استُشهِدوا أم أنهم محتجزون في مكان ما."

بحسب متابعات قصي عباس، نسبة 90% من المختطفين رجال، والبقية نساء وأطفال.

 "تقصينا عن مصير المفقودين في أماكن عدة، في سجون بغداد والمناطق الأخرى، لكننا لم نصل الى نتائج مفرحة."

وشدد النائب ي البرلمان العراقي على أنهم لم يتخلوا عن القضية وسيتابعونها بالتعاون مع الجهات المعنية الأخرى.

"قدمت مجموعة من المنظمات والجهات المعنية المساعدة للايزيديين لإنقاذ مختطفيهم، لكن ذلك لم يحدث مع الشبك، لذا فان قضيتهم بقيت طي الكتمان"، حسبما قال قصي عباس.

قدمت مجموعة من المنظمات والجهات المعنية المساعدة للايزيديين لإنقاذ مختطفيهم، لكن ذلك لم يحدث مع الشبك

الى جانب الشبك، اختطف تنظيم داعش الآلاف من الايزيديين والتركمان في نينوى، المكونان يقومات بالتقصي عن مصير مفقوديهم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات المختصة والسعي لتحريرهم من قبضة داعش.

"في عام 2018، ملأنا استمارات في مجلس المحافظة لكي يتولوا البحث عن أقاربنا المفقودين، لكن دون نتيجة، منذ ذلك الحين لم نتلق منهم حتى اتصالاً هاتفيا"، يقول نشوان حامد.

في تموز 2014، وقع أحد أبناء عمومة نشوان باسم رياض فتحي حميد، وهو أب لخمسة أطفال، في قبضة تنظيم داعش، ولم يُعرَف عنه شيء منذ ذلك الحين.

معظم الشبك المختطفين هم من سكان قرى عمركاني، باجربوغ وشمسياد اضافة الى مركز مدينة الموصل.

مجلس محافظة نينوى، قبل أن يُحَلّ في نهاية عام 2019، أجرى متابعات لقضية المواطنين الذين اختطفهم تنظيم داعش، من ضمنهم الشبك.

shabak (2)

مزار بير داود في سهل نينوى الذي يعود تاريخه الى مئات السنين، والذي دمره داعش خلال مهاجمته المنطقة    تصوير : احسان علي

غزوان داودي، عضو مجلس محافظة نينوى المنحلّ، وهومن المكون الشبكي، قال لـ(كركوك ناو) "في عام 2018، شاعت أنباء تفيد بأن عدداً من المختطفين الشبك لا زالوا على قيد الحياة وهم في محافظة المثنى (جنوبي العراق)، بعد متابعتنا الأمر تبين أن تلك الأنباء كانت غير صحيحة."

"قتل مسلحو داعش قرابة ألفي مدني من كافة المكونات في الموصل، لذا لا أعتقد أن أياً من الشبك المختطفين لا زالوا احياء، من المحتمل أن تكون جثثهم قد رُميت في حفرة الخسفة، وبموجب القانون يحكم بموت المفقود الذي يغلب عليه الهلاك بعد أربع سنوات من تاريخ فقده"، بحسب الداودي.

"الخسفة" حفرة عميقة تقع في عمق الصحراء جنوبي مدينة الموصل، حولها تنظيم داعش إلى "حفرة الموت"، بعد سيطرته على الموصل في حزيران 2014، واستخدمه لتنفيذ الإعدامات وجعلها مقبرة جماعية لإلقاء جثث الضحايا دون تمييز.

وأضاف غزوان الداودي "لا شك بأن اخبار ذوي المفقودين بأنهم قُتلوا أمر عسير، لكن ليس هناك شيء غير ذلك، كل ما تبقى لهم هو أن يطالبوا بالتعويضات عن طريق المحاكم، رغم أنه لم يتم تعويض أحد في نينوى لحد الآن."

يُقَدَّر عدد الشبك في العراق بحوالي 300 ألف أو350 ألف شخص، 60% منهم يتبعون المذهب الشيعي أما البقية فمن السُنَّة، ويتوزع الشبك على مناطق بعشيقة، برطلة، الحمدانية، تلكيف وعدد من أحياء الموصل وبعض قرى سهل نينوى.

عمار فاضل سمع الكثير من الأنباء والمزاعم حول المختطفين من الشبك، بغض النظر عما يقال، فإن عمار ليس مستعداً للتخلي عن مهمة البحث عن شقيقيه، فهو يقول بانه لم يفقد الأمل بعد، "رغم أن معاناتنا مضاعفة، فنحن رغم ألم فقد أحبائنا، محرومون من الدعم" حسبما يقول عمار.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT