كرميان: النفط يغير مصدر معيشة أهالي بعض القرى

عدد من المزارعين ومنتسبي الدفاع المدني يحاولون السيطرة على حريق اندلع في الأراضي الزراعية تصوير: كركوك ناو

دزوار ريبوار

اكتشاف النفط في حدود منطقة كرميان، غير المصدر المعيشي لأهالي بعض القرى بصورة كاملة بحيث اصبح العديد منهم موظفين في الشركات النفطية، في حين كانوا قبل ذلك يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي وبيع منتجات الحليب لكسب قوتهم.

بدأ التنقيب عن النفط في منطقة كرميان لأول مرة في عام 2008، ومنذ ذلك الوقت تم حفر ثلاثة آبار نفطية يُستًخرج منها النفط بصورة يومية، والعمل جارِ في بئر نفطي آخر، الا أن تداعيات جائحة كورونا عَطَل العمل فيها مؤقتاً.

اكتشاف النفط في قرى كرميان جعل الكثير من سكان القرى التي اكتُشِف فيها النفط يتخلون عن تربية المواشي والزراعة ويتجهوا للعمل للشركات النفطية، وذلك لعدم قبولهم حرمانهم من ايرادات النفط الذي تم اكتشافه في أراضيهم.

سوران كرمياني، مختار قرية حسيرة التابعة لناحية سرقلا، وهي أول قرية في المنطقة اكتشف فيها بئر نفطي، قال لـ(كركوك ناو) "قبل اكتشاف النفط في قريتنا، كان أغلب قاطنيها منهمكين بالزراعة وتربية المواشي، أما الآن فكل بيت لديه موظف في احدى الشركات النفطية، بقيت قلة قليلة تمتهن الزراعة وتربية المواشي."

قبل اكتشاف النفط في قريتنا، كان أغلب قاطنيها منهمكين بالزراعة وتربية المواشي، أما الآن فكل بيت لديه موظف في احدى الشركات النفطية

تعيش حالياً 73 عائلة في قرية حسيرة، تجد في كل بيت فرداً على الأقل يعمل في الشركات النفطية أو أنهم أجروا احدى مركباتهم لتلك الشركات.

يقول سوران كرمياني "سابقاً كانت جميع العوائل تربي الأغنام، لكن اليوم فكل عائلة لديها عدة أغنام تسد احتياجاتهم فقط من منتجات الألبان، أما مصدر عيشهم الرئيسي متمثل بالشركات النفطية."

Nawt-6
Caption

بموجب عقد وُقِّع مع وزارة الثروات الطبيعية في حكومة اقليم كوردستان، تتولى شركة غازبروم الروسية استخراج النفط من الآبار النفطية في كرميان، علاوةً على تعيينهم سكان القرى في الشركة، تقوم الشركة بين الحين والآخر، بناءً على طلب ادارة ناحية سرقلا، بتوفير المستلزمات الصحية والرياضية لبعض قرى المنطقة.

الآبار النفطية الأربعة التي تعمل فيها شركة غازبروم في حدود منطقة كرميان تقع في قرى حسيرة، ملسورة، كواجرمو وكاريزة.

راميار عبد الرحمن، مدير ناحية سرقلا أوضح بأن اكتشاف النفط في منطقة كرميان، ألحق أضراراً كبيرة بقطاع الزراعة وتربية المواشي في بعض القرى، لأن العديد من المزارعين ومربي المواشي تخلوا عن أعمالهم والتحقوا بالشركات النفطية.

"كان من المفروض تشجيع أهالي القرى للاهتمام بالزراعة وتربية المواشي، لا أن يتخلوا عن مهنهم ويصبحوا موظفين."

شركة غازبروم مستمرة في انتاج النفط من آبار كرميان النفطية، ومن المتوقع أن ترفع سقف الانتاج فيها خلال السنوات المقبلة، وبحسب الخبراء، يعتبر نفط كرميان من أجود أنواع النفط.

النفط الذي تستخرجه شركة غازبروم يُنقَل عن طريق الصهاريج الى السليمانية، بسبب عدم ربطها بشبكة أنابيب النفط الرئيسية في الاقليم التي تستخدم لتصدير النفط الى الخارج.

راميار عبد الرحمن اشار الى أن "الانتاج النفطي في الآبار الثلاثة التي تقع في حدود ناحية سرقلا يصل الى 29 ألف برميل يومياً."

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT