في ظهيرة حارة من شهر حزيران الماضي، في ظل حظر التجوال، هرعت اسراء من شدة الألم الى منزل والدتها، "أمي أنجديني، أعاني من ألم شديد في بطني لا أقوى على تحمله". قبل أن تكمل كلماتها، وقعت اسراء على الأرض.
طارق، شقيق اسراء، أخذ أخته برفقة زوجته الى مستشفىً أهلي، لكن بسبب عدم وجود قسم الطوارئ فيها اضطروا لنقلها الى مستشفى كركوك العام، و ذلك حسبما روته كريمة، والدة اسراء، لـ(كركوك ناو).
وأضافت كريمة "طبيب مختص بالجراحة يدعى مازن عبد الإله، بالاستناد الى نتائج فحص واحد فقط، نقل اسراء مباشرةً الى غرفة العمليات وقال بأنها تعاني من التهاب الزائدة الدودية"، من هنا بدأت قصة آلام اسراء التي انتهت بموتها.
العملية اجريت لها في 19 حزيران الماضي، الوضع الصحي لـ(اسراء) بدأ يتدهور وازدادت آلامها منذ ذلك اليوم.
"في بعض الأيام كانت تتلوى من الألم الشديد"، حسبما تقول والدتها.
بعد مرور عدة ايام، أبلغ ذوو اسراء الدكتور مازن حول سوء وضعها الصحي لكن كريمة تقول "طلب منا احضارها الى عيادته الخاصة ولم يكن مستعداً للاطلاع على حالتها في المستشفى."
عائلة اسراء تؤكد على أن ابنتهم لم تكن تعاني من اية مشكلة صحية أو مرض مزمن.
لعملية الجراحية اجريت لها عن طريق الخطأ ولم تكن تعاني من التهاب الزائدة الدودية
بعد ذلك نقلوا اسراء الى مستشفى آزادي، هناك أخبرهم أحد الأطباء بأن "العملية الجراحية اجريت لها عن طريق الخطأ ولم تكن تعاني من التهاب الزائدة الدودية."
"هناك علمنا بأن العملية التي أجراها الدكتور مازن كان خطأً طبياً عرض ابنتي لكارثة... لم نفقد الأمل وأخذناها الى احدى المستشفيات الأهلية حيث أجريت لها عملية جراحية اخرى، لكن للأسف أخبرونا بأننا تأخرنا كثيراً في احضارها وأن صحتها متدهورة جداً"، كما اشارت كريمة.
في النهاية، فارقت اسراء رشيد (29 سنة) الحياة في الحادي عشر من آب الجاري.
لم تتمكن (كركوك ناو) من الحصول على نتائج الفحوص التي أجريت لـ(اسراء) لأن دائرة الصحة لم تسلم تلك النتائج لعائلة الضحية.
تقول كريمة "ما يقلقنا هو أننا طلبنا من القائمين على مستشفى كركوك العام ومستشفى آزادي الحصول على التقارير الطبية الخاصة بـ(اسراء) لكنها يرفضون اعطاءها لنا."
تغريد لطيف (25 سنة)، زوجة شقيق اسراء والتي كانت ترافقها في المستشفى قالت لـ(كركوك ناو) "بعد العملية الأولى، أصيبت اسراء بالإسهال والتقيؤ، بعد العملية الثانية قال الأطباء بأن أمعاءها الغليظة اصيبت بالتهاب."
وتابعت تغريد "توقفت كليتاها تدريجياً، بعد ذلك انتشرت الاصابة الى دماغها، العملية الثانية لم تؤدي الى انقاذها وفارقت الحياة."
أما والد اسراء، رشيد عبدالله، فقال "خلال العملية الجراحية، اصاب الدكتور مازن احد أعصاب معدتها، الطبيب الذي أجرى العملية الأولى لم يتخذ أية اجراءات صحية أخرى لابنتنا، و بسبب تقصيره وأخطائه تقدمنا بشكوى قضائية ضده."
سامان يابة، مسؤول اعلام دائرة صحة كركوك قال لـ(كركوك ناو) " بأن القضية غير مسبوقة وليست لديهم معلومات كاملة لذا رفض الادلاء بأي تصريح، لكنه قال "نحن بانتظار النتائج التي ستتوصل اليها اللجنة التحقيقية المشكلة لمتابعة القضية والتي ستباشر مهمتها بناءً على الشكوى المقدمة من عائلة الضحية."
جاءنا اتصال هاتفي من سكرتير وأقارب الدكتور مازن وطلبوا منا عقد صلح عشائري
ما اثار اندهاش ذوي اسراء هو محاولة أقارب الطبيب لإغلاق القضية عن طريق الصلح العشائري، حسبما قال وسام يونس، زوج اسراء.
وسام، منتسب في الجيش العراقي، قال بعد عودته من الرمادي عقب سماع خبر وفاة زوجته "جاءنا اتصال هاتفي من سكرتير وأقارب الدكتور مازن وطلبوا منا عقد صلح عشائري."
"نحن نريد أخذ حق اسراء عن طريق القضاء... اذا ادركت بأنهم سيتغاضون عن قضيتنا هنا فسأوصل القضية الى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي."
بعد يومين من الحادثة، أكدت ادارة مستشفى آزادي بأن جميع الملفات والفحوص الخاصة بـ(اسراء) محفوظة ومستعدون لتسليمها للجهات الحكومية متى ما طلبوا الحصول عليها."