مضى أكثر من عام منذ أن أُرسٍلَت رفات ضحايا قرية كوجو التابعة لقضاء سنجار الى بغداد، ورغم التعرف على هويات 100 ضحية لحد الآن، لا يزال موعد اعادة دفنهم مجهولاَ.
مراسيم اعادة دفن رفات الضحايا الذين تم العثور عليهم في مقابر كوجو الجماعية تأجلت منذ العام الفائت أكثر من مرة تحت ذرائع مختلفة.
"تم التعرف على رفات 100 ضحية، وهي في دائرة الطب العدلي ببغداد منذ مدة طويلة، لماذا لا يسلموننا اياها؟ ان كان السبب هو كورونا، فإن الوضع ربما سيبقى على ما هو عليه لعدة شهور أخرى"، كما تقول كجي عمو سلو.
كجي، من أهالي قري كوجو، فقدت أربعة من أشقائها الذين قتلوا على أيدي مسلحي داعش، بعدما وقعوا في قبضة التنظيم مع 75 شخصاً آخرين، "منذ ست سنوات ونحن لدينا طلبان فقط، تحرير المختطفين واستخراج رفات الضحايا واعادة دفنهم بعد التعرف عليهم."
وتابعت كجي في حديثها لـ(كركوك ناو) "قُتِلَ أربعة من اشقائي في كوجو، أما أنا فنجوت رغم اصابتي بجروح، استُخرِجَت رفات اشقائي الأربعة من المقابر الجماعية، لكنها لا تزال في بغداد منذ أكثر من عام."
في آذار 2019، جرى فتح أول مقبرة جماعية للايزيديين في قرية كوجو التابعة لقضاء سنجار بقرار من الحكومة العراقية، بعد استخراج رفات 364 ضحية من 17 مقبرة جماعية، أُرسٍلَت الى بغداد لغرض الفحوص والتحقيقات وتحديد هويات الضحايا.
سنجار/ 2020/ صور عدد من الضحايا والمفقودين من قرية كوجو تصوير: صفحة كوجونيوز في موقع فيسبوك
كان من المقرر اعادة رفات الضحايا الى سنجار (غربي محافظة نينوى) في مراسيم خاصة في 12 آذار 2020، لكي يعاد دفنها في قرية كوجو بعدها بيومين، الا أن تداعيات جائحة كورونا والإجراءات الوقائية المترتبة على اثرها أدت الى تأجيل المراسيم الى أجل غير مسمى.
نايف جاسم، مختار قرية كوجو، قال لـ(كركوك ناو) "الفحوص التي تجرى لرفات الضحايا في بغداد ما زالت مستمرة وقد تم التعرف لحد الآن على هويات 100 من الضحايا"، مشيراً الى أنهم يجرون الاستعدادات لشراء التوابيت، بهدف اعادة رفات الضحايا الى سنجار مع انحسار تداعيات جائحة كورونا.
وانشِأت في قرية كوجو مقبرة كبيرة لضم رفات أكثر من 300 من ضحايا داعش ومن المقرر دفن الرفات فيها بعد اعادتها من بغداد.
"القبور مُعَدة لرفات الضحايا الذين تم التعرف على هوياتهم وأسماؤهم مكتوبة على شواهدها"، حسبما قال نايف.
مختار قرية كوجو ألمح الى أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تعهد بتنفيذ معظم مطالب أهالي المنطقة، من ضمنها تلك المتعلقة برفات الضحايا، وذلك في لقاء ضمه بوفد من ذوي الضحايا في بغداد في الثالث من آب الجاري.
الفرق التي تتولى فتح المقابر كانت قد علّقَت أعمالها في سنجار منذ تموز 2019.
نينوى/ 2019/ فتح اول مقبرة جماعية في قرية كوجوالتابعة لسنجار تصوير: كركوك ناو تصوير: كركوك ناو
أيمن مصطفى، قاضٍ في هيئة التحقيق وجمع المعلومات والوثائق التابعة لحكومة اقليم كوردستان قال في تصريح لـ(كركوك ناو) "مهمة الهيئة كانت أخذ عينات من دم ذوي الضحايا والمختطفين الايزيديين، أرسلنا أكثر من ألفي عينة الى بغداد خاصة بملف فحص رفات الضحايا والتعرف على هوياتهم."
الهيئة عملت بالتعاون مع فريق فتح المقابر الجماعية التابعة لبغداد.
يقول أيمن بأن المئات من الأدلة والمعلومات قد جُمِعَت تحت اشراف فريق الأمم المتحدة، "المسؤولية الآن تقع بأكملها على بغداد ولا توجد أية معلومات جديدة حول اعادة رفات الضحايا واستئناف عملية فتح المقابر الجماعية."
في الثالث من آب 2014، هاجم تنظيم داعش قضاء سنجار والقرى والنواحي التابعة له، وفي 15 آب نفذ عمليات قتل جماعية بحق الايزيديين في قرية كوجو، بحسب احصائية رسمية للمديرية العامة لشؤون الايزيديين في وزارة الاوقاف التابعة لحكومة اقليم كوردستان، قُتل 2293 ايزيدي في سنجار على يد مسلحي التنظيم.
وبحسب تلك الاحصائيات، توجد اكثر من 80 مقبرة جماعية في سنجار مع عشرات المقابر الفردية ترجع تاريخها الى الفترة التي كانت تسيطر فيها داعش على القضاء.
مسؤول قسم العلاقات والاعلام في مجلس ذوي ضحايا الايزيديين، داود مراد ختاري قال لـ (كركوك ناو) " نقوم يومياً بمتابعة القضية ونحن على تواصل مع المسؤولين في بغداد، لحسن الحظ لم تتوقف الفحوص الخاصة بالتعرف على هويات الضحايا، لكنها تباطأت بسبب تداعيات كورونا."
وفقاً لـ(ختاري)، المسؤولون في بغداد يسعون لإكمال الفحوص والإجراءات الأخرى في أقرب وقت، لكي يُعاد دفن رفات الضحايا في ديارهم وبحضور ذويهم وأحبائهم.
