"جائحة كورونا رفعت نسبة البطالة الى 30 بالمائة"

كركوك/ 2019/ يدا شاب بعمر العشرين يقوم بجمع المواد البلاستيكية والمخلفات في مكبات النفاية لكي يحصل على المال من بيعها تصوير: كاروان الصالحي

ليلى أحمد

محمد سمعان، مدير دائرة التقاعد والضمان الاجتماعي في كركوك يطالب الذين فقدوا أعمالهم بسبب تداعيات جائحة كورونا بتقديم الشكاوى ضد رؤساء عملهم، حيث وصلت نسبة البطالة الى ما بين 30% الى 35%.

وقال سمعان في تصريح خاص لـ(كركوك ناو) "جائحة كورونا التي أتبعتها اجراءات حظر التجوال، أفقدت الكثيرين اعمالهم."

"بعض المصانع واصحاب المهن قلصوا عدد عمالهم، أو أنهم امتنعوا عن دفع أجورهم في فترة توقف العمل بسبب كورونا"، ووصف سمعان الأمر بمشكلة كبيرة، مؤكداً على أن "من الضروري أن يسجل هؤلاء شكاوى، لأنه وفقاً لقانون التقاعد والضمان الاجتماعي من حقهم استلام مستحقاتهم المالية."

واضاف سمعان "انخفاض عدد ساعات العمل أثر على عدد كبير من المواطنين وأصحاب المهن، فمثلاً شركة كار قررت تسريح 1000 عامل خلال فترة كورونا.. هناك العديد من الشركات التي قلصت فترة عملها من وجبتين الى وجبة واحدة بسبب اجراءات حظر التجوال."

نسبة البطالة ارتفعت الى حوالي 30% الى 35%

وشدد على أنه وفقاً لتوقعاته الشخصية وبيانات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في العراق فإن نسبة البطالة ارتفعت الى حوالي 30% الى 35%.

بعض الذين فقدوا أعمالهم هم من أصحاب المهن الخاصة بهم مثل أصحاب المحال أو الباعة المتجولين، والبعض الآخر هم ممن كانوا يعملون بأجور يومية وليست لديهم مصادر أخرى للعيش.

krekar-1

أحد العمال أثناء العمل في مشروع في مدينة كركوك تصوير: أرشيف كركوك ناو

بلين جمعة، كاسب، يسكن في حي القادسية بكركوك اضطر الى اغلاق دكانه بعد ظهور أول اصابة بفيروس كورونا في شهر شباط من هذا العام. بلين كان يبيع الوجبات السريعة والتي تم منعها بحسب التعليمات الصادرة من وزارة الصحة العراقية من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا.

 "خلال تلك المدة لم يكن لدي أي عمل، رغم ذلك كانت مسؤولية تأمين لقمة العيش ومصاريف بيتي وبيت والدي على عاتقي، حالياً يقوم أحد أشقائي وهو منتسب في البيشمركة بمساعدتنا مالياُ، في حين أن راتبه قليل ولا يستلمه في موعده المحدد"، كما قال بلين.

راتب شقيق بلين، في أحسن الأحوال، يتراوح ما بين 600 ألف الى 700 ألف دينار، وفي الوقت الحاضر يتم توزيع هذا المبلغ على ثلاثة عوائل مؤلفة من 10 أفراد.

الحياة خلال فترة الحجر المنزلي كانت صعبة جداً... فقد الكثيرون مصادر عيشهم

خلال فترة الحجر المنزلي المفروض بسبب كورونا، خصصت الحكومة العراقية مبلغ 30 ألف دينار فقط شملت الفقراء ممن هم ليسوا موظفين حكوميين، ما عدا ذلك لم توفر الحكومة أية معونات لا سيما المعونات الغذائية والمستلزمات الطبية.

 "الحياة خلال فترة الحجر المنزلي كانت صعبة جداً... فقد الكثيرون مصادر عيشهم، أعرف أناساً لم يكن لديهم ما يكفي لركوب سيارة أجرة"، حسبما قال بلين.

kirkukkk-2

كركوك/ 2020/ نقطة تفتيش مؤقتة تابعة للقوات الأمنية لتطبيق اجراءات حظر التجوال والوقاية من كورونا داخل مدينة كركوك  تصوير: كاروان الصالحي

محمد سمعان، مدير دائرة التقاعد والضمان الاجتماعي في كركوك كان قد شجّع اولئك الذين فقدوا أعمالهم في العديد من المناسبات عن طريق حسابه الخاص على شبكة فيسبوك على تسجيل شكاواهم وعدم التنازل عن حقوقهم.

وأوضح سمعان بأن " بإمكان الذين فقدوا أعمالهم مراجعة مكتب العمل في كركوك وتقديم طلبات للحصول على المنحة الخاصة بالعاطلين عن العمل."

بإمكان الذين فقدوا أعمالهم مراجعة مكتب العمل في كركوك وتقديم طلبات للحصول على المنحة الخاصة بالعاطلين عن العمل

كزال عبدالله، (53 سنة)، كانت الى فترة ما قبل تفشي فيروس كورونا تبيع الجوارب وألعاب الأطفال على أرصفة الشوارع، لكنها أيضاً فقدت عملها.

"زوجي طريح الفراش، ومسؤولية تأمين لقمة العيش لأطفالي الثلاثة كانت على عاتقي، أسكن في بيت بالإيجار، أوضاعنا المعيشية سيئة، حتى أنني لا أملك ما يكفي لزيارة الطبيب"، تقول كزال.

كزال ناشدت الحكومة بتقديم العون للمواطنين الذين فقدوا مصادر رزقهم بسبب كورونا وقالت "أقضي الليل والنهار وأنا أفكر في كيفية تأمين لقمة العيش لأطفالي."

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT