اشترط تنظيم داعش تسليمهم فتاة ايزيدية كانت محتجزة في احدى سجون أربيل، مقابل اخلاء سبيل منتسب في الشرطة التابعة لوزارة الداخلية في حكومة اقليم كوردستان. الفتاة هي "زوجة أحد أمراء التنظيم" الذي حدد مهلة 10 أيام لتنفيذ مطلبهم.
الفتاة التي يطالب تنظيم داعش بتسليمها تدعى حلا محلو رفو، وكانت قد وقعت في قبضة التنظيم في آب 2014 وتم " تزويجها لأحد أمراء داعش" قبل أن تتحرر من قبضة التنظيم في محافظة كركوك في أواسط عام 2017 .
منتسب الشرطة الذي يشترط داعش اطلاق سراحه مقابل حلا يدعى جلال بابان (40 سنة) وكان قد اختُطِف من قبل مسلحي داعش في قرية بناحية قرة تبة التابعة لمحافظة ديالى.
دخيل محلو رفو، شقيق حلا، قال لـ(كركوك ناو) "حلا كانت محتجزة في اصلاحية النساء بأربيل منذ سنة وثمانية أشهر، وقد تمكننا من رؤيتها في 21 آب الجاري بمساعدة اتحاد نساء كوردستان والأجهزة الأمنية في أربيل... حالتها النفسية والصحية جيدة."
وأضاف دخيل "في البداية (2017) استفسرنا عن مصير حلا دون أن نحصل على أية معلومات بشأنها، الى أن اتصلت بنا قبل مدة من الاصلاحية التي كانت محتجزة فيها وطلبت منا العمل على اطلاق سراحها."
خلال تلك الفترة زار ذوو حلا أمير الايزيديين لكي يتوسط لهم عند مسؤولي الاقليم لإطلاق سراح حلا.
بعد ظهر اليوم، الأحد 23 آب، أخلي سبيل حلا وتم تسليمها لذويها.
حلا محلو رفو(23 عاما)، من أهالي ناحية القحطانية (تل عزير) التابعة لقضاء سنجار، لديها ثلاثة أشقاء وثلاث شقيقات، قَتِل والدها وأحد اشقائها على يد مسلحي التنظيم فيما لا يزال مصير شقيقيها الآخرين مجهولاَ، أما شقيقاتها الثلاث نجين من قبضة داعش بعد فترة من اختطافهن.
تنظيم داعش أرسلوا لذوي حلا عن طريق تطبيق التليغرام رسائل نصية ورسائل صوتية للشرطي المخطوف عدة مرات طالبوا فيها بمبادلة حلا بالشرطي المخطوف وحددوا لذلك مهلة 10 ايام انقضت منها خمسة.
عز الدين كريم، أحد أقارب الشرطي جلال بابان قال لـ(كركوك ناو) "اختُطِف مع جلال بابان أحد ابناء عمومته ولكنه حُرِّر مقابل فدية قدرها 57 ألف و500 دولار، غير أنهم لم يطلبوا فدية لإطلاق سراح جلال بل يطلبون مبادلتها مع حلا."
"لا نطلب من الايزيديين تسليم تلك الفتاة مقابل اطلاق سراح جلال بابان بأي شكل من الأشكال، لكن ربما ستتغير شروطهم بعد اطلاق سراح الفتاة من الاصلاحية"، وتابع عز الدين قائلاً "نناشد حكومة اقليم كوردستان أن تبذل ما في وسعها لتحرير ابننا، ننتظر اطلاق سراح الفتاة ولا نعلم ما الذي سيحصل بعدها". هذا التصريح ادلى به عز الدين قبل يومين من اخلاء سبيل حلا محلو وتسليمها لذويها.
حول قضية حلا، قال جوهر علي بك، النائب عن أمير الايزيديين لشؤون العلاقات والاعلام لـ(كركوك ناو) "لن نقبل اطلاقاً تسليم حلا لداعش مرة اخرى، هذا الأمر لن يحصل ما دمنا احياء."
واضاف "حلا ليس لها أي ذنب، ذلك المدعو بأمير داعش لن يرى حلا مرة أخرى ولا في خياله، مستعدون للتضحية بأنفسنا لكننا لن ننفذ شرط أمير داعش."