كركوك ناو

خلال 24 ساعة أصدر كل من الاتحاد الوطني الكوردستاني والجبهة التركمانية ثلاثة بيانات متضاربة حول وفاة شاب بعمر الخامسة والثلاثين.

أرشد الصالحي، رئيس الجبهة التركمانية اتهم قوات مكافحة الارهاب في السليمانية بتعذيب الشاب ووفاته على اثر ذلك، لكن الاتحاد الوطني الكوردستاني يقول بأن سبب وفاة الشاب يعود الى اصابته بفيروس كورونا ويطالب بتجنب "زرع بذور التفرقة".

الردود والاتهامات المتبادلة في يوم الجمعة 28 آب، جاءت بعد أن اتهم رئيس الجبهة التركمانية في منشور على حسابه الرسمي عبر شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، جهاز مكافحة الارهاب في السليمانية بالقيام "بتعذيب شاب يبلغ من العمر 35 سنة ويدعى أسامة حسن، وبعد اطلاق سراحه بجهود رئيس الجمهورية، توفي قبل قليل في كركوك."

الصالحي حث المواطنين على المشاركة في مراسيم دفن جنازة الشاب.

أثناء مراسيم الدفن، باستثناء الجبهة التركمانية والمنظمات التابعة لها، لم يبدِ أي من ذوي الشاب التصريح حول القضية بأي شكل من الأشكال، رغم أن (كركوك ناو) حاولت منذ يوم الجمعة أخذ تصريحات من ذويه وأقاربه.

أرشد الصالحي أرفَقَ منشوره بصورة غير واضحة الملامح تظهر آثار التعذيب على جسد شخص، دون أن يوضح فيما ان كانت الصورة هي للشاب اسامة حسن أم لا.

رداً على رئيس الجبهة التركمانية، أصدر ممثلو محافظة كركوك في البرلمان العراقي عن قائمة الاتحاد الوطني الكوردستاني بياناً شددوا فيه على أن اسامة حسن توفي بسبب اصابته بفيروس كورونا، وجاء في البيان "في يوم 21 آب أُدخِلَ اسامة الى مستشفى انترناشنال في أربيل وأُعطي البروتوكول العلاجي الخاص بمرض كورونا، وتوفي بعدها متأثراً بالفيروس."

وقد نشروا ثلاث وثائق صادرة من المستشفى خاصة بالشاب اسامة حسن لإثبات صحة اقوالهم.

الشاب كان من عائلة كوردية – تركمانية من أهالي كركوك. وفقاً لأقوال ارشد الصالحي، عمر اسامة 35 سنة لكن وثائق المستشفى تشير الى أن عمره 43 سنة.

ممثلو قائمة الاتحاد الوطني الكوردستاني في البرلمان يقولون "تأتي هذه التصريحات والبيانات في وقت تمر فيه مدينتنا بظروف حساسة، نحن فيها في أمَسّ الحاجة للتقارب وايصال رسالة المصالحة والتعايش."

الى جانب وصف بيان أرشد الصالحي بأنها ادعاءات لا أساس لها من الصحة، قال النواب "هذا الأمر يؤدي الى خلق الحقد والكراهية والتعصب القومي" فيما أعلنوا وقوفهم ضد أية مساعي "لزرع بذور التفرقة في كركوك."

كما تعهدوا بالتحقيق في القضية وأكدوا بأن "كل من له حق سينال حقه."

من جهته أصدر المكتب الاعلامي لأرشد الصالحي، الذي يرأس لجنة حقوق الانسان في البرلمان العراقي، توضيحاً آخر رداً على بيان الاتحاد الوطني الكوردستاني جاء فيه "التحقيقات القضائية هي التي فقط تستطيع ان تكون الفيصل لإظهار الحقائق." كما أكد البيان على اعتزامهم نشر جميع التقارير الطبية الخاصة بالقضية في وقت آخر.

بالرغم من أن ذوي أسامة حسن لحين اعداد هذا الخبر امتنعوا عن الادلاء بأية تصريحات، لكن أرشد الصالحي يقول "عائلة اسامة سجلوا دعوى في لجنة حقوق الانسان النيابية بتهمة التعذيب."

عائلة اسامة سجلوا دعوى في لجنة حقوق الانسان النيابية بتهمة التعذيب

في معرض رده على الاتحاد الوطني الكوردستاني قال ارشد الصالحي "أي شخص يحاول تغيير مسار القضية، فنحن والقياديين الكورد مطَّلعون منذ أكثر من اسبوعين على مجمل تفاصيل هذه القضية، حتى أن بعض المسؤولين  تدخلوا في القضية بهدف السكوت عليها."

مع ذلك، لم يذكر رئيس الجبهة التركمانية اسماء أي من المسؤولين الذين زعم بأنهم تدخلوا في القضية.

 في ختام توضيحه، يقول الصالحي "التعايش يحتاج الى وجود الثقة، انعدام الثقة يقوِّض الأواصر بين الشعوب."