أثار كتاب رسمي وجهه مؤخراً راكان سعيد، محافظ كركوك وكالةً، الى الدوائر الحكومية في المحافظة ارتياب الاتحاد الوطني الكوردستاني، في حين يهدِّدُ التركمان بتنظيم مظاهرات و اعتصامات.
في شهر آب الماضي، أصدر راكان سعيد كتاباً رسمياً موجهاً الى كافة الدوائر طلب فيها أرسال الأسماء الثلاثية لمدراء الدوائر و قومياتهم الى ادارة محافظة كركوك، و بحسب ديلان غفور، النائبة في البرلمان العراقي عن كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني فان الهدف منها خلق توازن قومي في توزيع المناصب، رغم الشكوك المثارة حول الأمر.
ديلان غفور قالت في تصريح لـ(كركوك ناو) "يجب اتباع التوازن في جميع دوائر المحافظة، و ليس في عدة مديريات معينة"، و شددت بأنه لا يجوز عدم اتباع ذلك المبدأ في الدوائر التي أغلبية من فيها ينتمون للمكون العربي، بينما يُتّبَع الأمر في الدوائر التي أغلبيتها من الكورد.
ديلان، و هي من القومية الكوردية، قالت " لدينا ملاحظاتنا بشأن هذا المسعى من المحافظ... على سبيل المثال، المحافظ لم يُشِر في الكتاب الرسمي الى بعض الدوائر و المديريات، منها دائرة الزراعة بكافة أقسامها، في حين أن الكورد يمثلون اقلية في شركة بيت النهرين، سايلو و دوائر الحويجة و تازة، و مدراء تلك الدوائر ليسوا من الكورد بل من قوميات أخرى."
و أضافت ديلان "إن كان يعتبر نفسها محافظاً لكل القوميات، يجب أن ينظر لكل القوميات بعين واحدةن كما أن هناك بعض المؤسسات الأمنية في المدينة يمثل الكورد فيها اقلية، بالإضافة الى أن شركة النفط و عدة مؤسسات أخرى."
النائبة عن كتلة التحاد الوطني الكوردستاني أكدت بأنهم لا يؤيدون مسعى محافظ كركوك الرامي الى اتباع مبدأ التوازن في عدة دوائر معينةن و يطالبون بأن تشمل كل الدوائر.
و تابعت "على سبيل المثال، منصب مدير هيئة الاستثمار هو من حصة الكورد و يتم ادارة المنصب وكالةً منذ عدة سنوات رغم انتهاء مدة الوكالة، لكن بغداد غير مستعدة لقبول المرشحين الكورد الذين تم اقتراحهم."
مسألة اتباع مبدأ التوازن بين القوميات في دوائر كركوك كانت مثار جدل بين القوميات بعد سقوط نظام البعث في 2003، و لا زالت معلقة منذ ذلك الحين.
في 19 آب من هذا العام، استدعى البرلمان العراقي كلاً من محافظ كركوك بالوكالة و عدة مدراء عامين في المحافظة، و بحسب بيان أصدره المكتب الاعلامي لنائب رئيس البرلمان بشير الحداد، طالب البرلمان باتباع التوازن و العدالة و اشراك الجميع في سبيل ازدهار المحافظة.
محمد مهدي البياتي، مسؤول فرع الشمال لمنظمة بدر، قال في بيان نُشِر الاسبوع الماضي بخصوص التوازن بين القوميات في الدوائر "أي تغيير في المناصب الادارية، أو تعيين لموظفي العقود لا يأخذ مبدأ التوازن القومي بنظر الاعتبار، سنرفضه."
بيان البياتي جاء عقب الكتاب الرسمي الذي وجّهه راكان سعيد الى مدراء الدوائر.
و اضاف البياتي "أي مساعي لإجراء تغييرات دون اتباع التوازن القومي سيؤدي الى استئناف التظاهرات و الاعتصامات... لذا نطالبهم بمراجعة أنفسهم قبل أن تُثار حفيظة الشارع الكركوكي."
