أكثر من 10 مجمعات سكنية و 40 قرية ضمن حدود قضاء سنجار تعتمد على الصهاريج المتنقلة للحصول على مياه الشرب، الأمر الذي بات مشكلة كبيرة لسكان المنطقة و العوائل النازحة التي عادت مؤخراً الى ديارها.
و تنعدم شبكات توزيع المياه في تلك المناطق، في حين أن مياه الابار مُرّة و غير صالحة للشرب.
بعد سنتين قضاهما في النزوح، عاد نايف جندي الى موطنه الأصلي في قرية آشتي التابعة لناحية سنوني في عام 2016، و هو الآن مضطر لشراء المياه من الصهاريج مرتين الى ثلاث مرات في الاسبوع.
"أدفع مبلغ سبعة آلاف دينار مقابل صهريج سعته 1500 لتر، الوضع على ما هو عليه منذ أربع سنوات"، نايف يصرف في حدود 60 الى 70 ألف دينار لشراء المياه.
أدفع مبلغ سبعة آلاف دينار مقابل صهريج سعته 1500 لتر
تعيش 300 عائلة في قرية آشتي لوحدها، بعضهم قام بحفر آبار المياه، الا أن مياه الآبار مُرّة و غير صالحة للشرب.
يقول نايف "مسؤولو ناحية سنوني على اطلاع على المشكلة، لكنهم يبدو أنهم لا يريدون معالجتها."
حسن خلف، صاحب احدى صهاريج المياه في سنوني اشار الى أنهم يعملون على مدار العام، "نعمل ليلاً و نهاراً دون راحة و هناك طلب كثير على مياه الشرب، بعد عودة النازحين الى ديارهم تضاعفت أعمالنا."
حسن يبيع 13 ألف لتر من الماء مقابل 40 الى 50 ألف دينار، لكنه حسبما يقول يبيعها بسعر أقل للعوائل المحدودة الدخل.
"هذه المشكلة قديمة جداً، لكنها تتفاقم عاماً بعد عام بسبب ازدياد عدد السكان و كذلك عودة النازحين"، حسبما قال خوديدا جوكي، مدير ناحية سنوني لـ(كركوك ناو).
هذه المشكلة قديمة جداً، لكنها تتفاقم عاماً بعد عام بسبب ازدياد عدد السكان و كذلك عودة النازحين
و ألمح خوديدا الى أن نسبة 50% من سكان ناحية سنوني يعانون من نقص المياه، "بصورة عامة تتمثل المشكلة في أن المياه في حدود قضاء سنجار ليست صالحة للشرب و مُرّة، مشاريع المياه و شبكات توزيع المياه تعود الى ثمانينات القرن الماضي و لم يتم اعادة تأهيلها. لذا فان الحل الوحيد هو مد شبكات مياه من نهر الفرات الى المنطقة و عدم الاعتماد على مياه الآبار، اسوة بقضاء تلعفر و ناحية ربيعة في نينوى."
وفقاً لإحصائية أدرتها قائممقامية قضاء سنجار، سكان 10 مجمعات سكنية و 40 قرية تعاني من نقص المياه.
فهد حامد، قائممقام قضاء سنجار، و الذي أطلع (كركوك ناو) على الإحصائية أكّد بأن "مسؤولية هذه الأزمة تقع على الحكومة العراقية التي لم تخصص أي ميزانية لمشاريع المياه و اعادة تأهيل شبكات توزيع المياه... يُتوَقَّع أن تتفاقم الأزمة يوماً بعد يوم."
أزمة مياه الشرب تأتي في الوقت الذي شهدت فيه الأشهر الأربعة الماضية (حزيران لغاية نهاية شهر ايلول) عودة أكثر من أربعة آلاف عائلة نازحة الى المنطقة، الأمر الذي سيفاقم مشكلة نقص المياه.