بالرغم من مرور عدة سنوات على استعادة مناطقهم من قبضة تنظيم داعش، لا يزال نصف مسيحيي تلسقف نازحين أو مهاجرين.
بحسب الاحصائيات التي حصلت عليها (كركوك ناو) من مصادر مختلفة داخل بلدة تلسقف، من مجموع 10 آلاف من سكان المنطقة، عاد أقل من خمسة آلاف الى ديارهم.
"قبل مجيء داعش كانت أعدادنا أكثر من سبعة آلاف، لكن في الوقت الحاضر يتواجد أربعة آلاف و 500 شخص في البلدة، البقية نازحون أو هاجروا خارج البلاد"، حسبما قال سالار سليمان، مسؤول كنيسة مار كوركيس في تلسقف.
أغلب العوائل التي لم تعد قد هاجرت خارج البلاد
تلسقف منطقة تابعة لناحية القوش ضمن حدود قضاء تلكيف في سهل نينوى، على بعد 30 كيلومتر شمال مدينة الموصل. في منتصف عام 2014، وقعت البلدة تحت سيطرة داعش التي امتدت لعامين.
تعرضت الكنائس و الأماكن العامة الى أضرار جسيمة خلال فترة سيطرة التنظيم.
يقول سالار بأن معظم المنازل، و عددها 950 منزلاً قد تم اعادة اعمارها، فيما تحسنت الخدمات الاساسية كالكهرباء و الماء، "من الناحية الأمنية لا توجد لدينا مشاكل، لذا فإن النازحين باستطاعته العودة لكنهم لا يرغبون بذلك."
وفقاً لإحصائيات كل من الحكومة الاتحادية و حكومة اقليم كوردستان، هناك عشرات الآلاف من العوائل المسيحية التي لم تعد بعد الى ديارها و تعيش في حالة نزوح، اضافة الى أن آلاف العوائل الأخرى –عددها 24 ألف عائلة في نينوى فقط – قد هاجرت خارج البلاد.
و يشكل المسيحيون نسبة 7% من مجموع 700 ألف نازح في اقليم كوردستان.
ناجي هرمز بطرس، مختار تلسقف، قال لـ(كركوك ناو) "قبل داعش تواجدت ألف و 468 عائلة في المنطقة، لكن حالياً هناك 486 عائلة فقط، حسب عدد الأفراد تصل نسبة العائدين الى 50%."
جراء الحرب ضد داعش احترق 17 منزلاً بالكامل كما تعرض 28 منزلاً آخر للدمار.
و اشار ناجي هرمز الى أن قسماً من المنازل التي لم تتعرض لأضرار جسيمة قد تم اعادة بنائها و ناشد الحكومة و المنظمات بمد يد العون للمنطقة لإعادة اعمار جميع المنازل المتضررة و تمكين النازحين من العودة.
عندما سيطر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام (داعش) على الموصل في أواسط عام 2014، وضعوا المسيحيين فيها أمام ثلاثة خيارات: اعتناق الاسلام، دفع الجزية أو الرحيل، فاضطر أغلبهم الى النزوح.
"العوائل التي لم تعد خائفة من تعرضها للهجمات المسلحة و القتل، لكن بصور عامة أغلب المشاكل قد زالت، بالأخص تلك المتعلقة بالخدمات مثل الكهرباء و الماء"، حسبما أكد مختار تلسقف.
بعض مسيحيي المناطق الأخرى تقطن في تلسقف
تلسقف تعتبر من المناطق المتنازع عليها في اطار المادة 140 من الدستور العراقي، و هي تتبع الحكومة الاتحادية ادارياً، في حين أن محكومة اقليم كوردستان تتولى ادارة ملفها الأمني.
رشا وديع، رئيس نقابة العمال في تلسقف قال لـ(كركوك ناو) "أكثر من 50% من أهالي المنطقة قد عادوا الى ديارهم، بعض مسيحيي المناطق الأخرى تقطن في تلسقف، بسبب عدم استقرار مناطقهم و الخوف من التعرض لموجة نزوح جديدة."
و اضاف قائلاً "المنطقة آمنة و لا تعاني من مشاكل أمنية"، مستشهداً بعودة الناس الى مزاولة أعمالهم و استئنافهم لحياتهم الطبيعية.