سوران محمد – كركوك

في مساء متأخر توجه شقيقان و أحد ابناء عمومتهما من قرية شوكير نحو منطقة نائية في قرية تولكي بحثاً عن رأسي ماشية شردا من القطيع، فتعرضوا لوابل من الرصاص على حين غرة. الحادث انتهى بمقتل الثلاثة، لكن الذي لم ينتهي هو الألم الذي تركاه في نفس مصطفى و أقاربه.

المأساة حدثت مساء يوم السبت، 17 تشرين الأول، في منطقة الشيخ بزيني التابعة لناحية شوان –شمال شرقي كركوك- عندما استقل الشقيقان آرام مصطفى محمد و هريز مصطفى محمد و ابن عمهما بيشوا عبدالرحمن مركبة من نوع بيكاب في قرية شوكير متوجهين نحو قرية تولكي، حيث تعرضوا هناك لحادث اطلاق نار قَضَوا على اثره، قبل أن تُحرَق جثهم داخل المركبة.

مصطفى محمد والد الشقيقين و عم الآخر قال لـ(كركوك ناو) "في الساعة الرابعة مساءاً خرجوا للبحث عن رأسي ماشية مفقودين، المنطقة آمنة لذا لم أُعِر الأمر اهتماماً، لكن بعد قرابة ثلاث ساعات لم أسمع عنهم شيئاً و كانت هواتفهم مغلقة، لذا بدأنا بالبحث عنهم."

بعد بحث مضن في وديان و تلال القرية دون فائدة، أبلغوا القوات الأمنية في المنطقة حول اختفاء الشبان الثلاثة من قرية شوكير.

الشبان الثلاثة، آرام، متزوج و أب لثلاثة أطفال، هريز دخل حياة الزوجية منذ شهر، أما بيشوا فلم يكن قد تزوج بعد.

في الساعة الثامنة ليلاً، ورد مصطفى اتصال من أحد أقاربه، "وجدنا الأولاد، للأسف جميعهم قد قُتِلوا."

"ليست لدينا مشاكل اجتماعية مع أحد، الحادث يكتنفه الغموض، هل كان عملاً ارهابياً أم أنه كان بغرض السرقة"، حسبما قال مصطفى محمد.

ليست لدينا مشاكل اجتماعية مع أحد، الحادث يكتنفه الغموض، هل كان عملاً ارهابياً أم أنه كان بغرض السرقة

احدى الجثث كانت في مقدمة المركبة و الجثتان الأخريتان كانتا في المؤخرة و قد احترقت جميعها بالكامل.

وفقاً لتحقيقات الشرطة، المسلحون كانوا يحملون اسلحة من نوع ئيم فور (M4) و كانت هناك آثار ست طلقات على المركبة.

المنطقة التي وقع فيها الحادث منطقة وعرة و تقع تحت سيطرة قوات البيشمركة.

و قال مصطفى محمد "نعتقد بأن ما حدث كان عملاً ارهابياً."

(كركوك ناو) زارت اليوم، الأحد 18 تشرين الأول، موقع الحادث الذي يبعد 20 دقيقة عن قرية شوكير.

جثامين الضحايا نُقِلت ليلة أمس الى دائرة الطب العدلي في كركوك و دُفِنَت ظهر اليوم، 18 تشرين الأول، في قرية شوكير.

هيرش مصطفى، شقيق آرام و هريز، قال لـ(كركوك ناو) اثناء مراسيم دفن الضحايا "كنا نكسب قوتنا بأنفسنا، لم تكن لدينا مشاكل مع احد، لكنهم أحرقوا أكبادنا بهذه الصورة."

آرام مصطفى كان منتسباً في اللواء 126 لقوات البيشمركة، أما هريز فكان يعمل مع والده في تربية المواشي.

كانوا يحملون اسلحة معهم، لأننا كنا نعتقد بأن الذئاب قد أكلت الماشية

و قال هيرش "كانوا يحملون اسلحة معهم، لأننا كنا نعتقد بأن الذئاب قد أكلت الماشية... حين وصلنا هناك، رأينا أن الجثث كانت محترقة بالكامل."

و شدد هيرش على أن الضحايا ربما قد حاولوا الفرار/ "الباب الأمامي للمركبة كان مفتوحاً، حيث كان آرام هو الذي يسوق، كما أن الفرامل اليدوية كانت مسحوبة."

أُجريت مراسيم دفن للشبان الثلاثة في قرية شوكير، لكن ما حدث سيظل عالقاً في أذهان مصطفى و أهله و اقاربه.

قرية شوكير تابعة لناحية شوان شمال شرقي مدينة كركوك، لكنها ادارياً تتبع ناحية قرناو في طقطق و تقع على ضفاف الزاب الصغير.