اعلن عن وفاة محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم، 31 تشرين الاول 2020، بعد اصابته بجلطة دماغیة، أحد المستشفيات الأميركية في الولايات المتحدة.
مسيرة هذا الرجل حطت في محطات عديدة، مازال بعضها يثير الجدل لحد الان، وتركت بصمات على واقع محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها.
ولادته ودراسته
ولد في كركوك عام 1949 وأكمل دراسته بها وتخرج من كلية الطب بالموصل عام 1972، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأكمل الدراسات العليا بجامعة جورج واشنطن ونال البورد في جراحة الجملة العصبية وعمل أستاذاً بنفس الجامعة، ومن ثم عمل كطبيب في مستشفى كركوك، وقد عاش في واشنطن وولاية ميرالاند وهو متزوج وله ثلاثة أولاد وبنت.
الحياة السياسية
أنتخب لقيادة اتحاد طلبة كردستان العراق، وانضم إلى قوات البيشمركة عام 1972 وأسس المؤتمر القومي الكوردي في شمال أمريكا عام 1988 وأصبح رئيسا له حتى عام 1999.
في عام 1991 شارك في أول اجتماع رسمي بين الطرف الكوردي ووزارة الخارجية الأمريكية، كما كان له دور في تأسيس القسم الكوردي في إذاعة صوت أمريكا، وقد أسس المعهد الكوردي عام 1996 في واشنطن.
انتخابه كمحافظ لكركوك
تولى منصب محافظ كركوك في 3 نيسان 2011، كمرشح من قبل حزب الاتحاد الكوردستاني، وشهدت فترة توليه المنصب سيطرة تنظيم الدولة "داعش" على أجزاء الغربية والجنوبية من محافظة كركوك، بعد انسحاب القوات العراقية منها في 10 حزيران 2014.
عقب ذلك التاريخ شن التنظيم عدة هجمات بهدف السيطرة على مدينة كركوك، لكن بات محاولاته بالفشل نتيجة دفاع قوات البيشمركة عن المدينة.
وتخللت أيضا فترة توليه المنصب إعادة سيطرة القوات العراقية على مناطق جنوب وغرب محافظة كركوك من سيطرة تنظيم داعش في تموز 2017.
دعمه لاستفتاء استقلال كوردستان
عبر محافظ كركوك نجم الدين كريم، عن دعمه لإجراء استفتاء الاستقلال في إقليم كوردستان وشمول محافظة كركوك به، الذي جراء في 25 أيلول 2017، وهدف الاستفتاء لبيان رأي المواطنين لاستقلال الاقليم والمناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك عن العراق.
هذا الدعم لقى معارضة شديدة من قبل الحكومة العراقية والمجتمع الدولي، وفي داخل محافظة كركوك لقى معارضة من المكون العربي والتركماني.
اقالة نجم الدين كريم ومغادرته كركوك
وعقب تاييد المحافظ السابق للاستفتاء، صوت مجلس النواب في 14 ايلول 2017، على إقالة نجم الدين كريم من منصبه، بعد تسلمه طلبا من مكتب رئيس مجلس الوزراء آنذاك حيدر العبادي يقضي بعزله، على خلفية مشاركته في استفتاء استقلال إقليم كوردستان عن العراق، هذه الإقالة اعتبرها كريم مفخرة له ولكركوك.
لكنه ترك محافظة كركوك ومنصبه على وجه السرعة بعد دخول الجيش والحشد الشعبي الى المحافظة، عندما اعادت القوات الأمنية الاتحادية أعادت انتشارها في المناطق المتنازع عليها التي تخضع للمادة 140 من الدستور العراقي بضمنها كركوك في 16 تشرين الاول 2017، بعملية عسكرية تحت مسمى “فرض القانون”.
نجم الدين كريم في 14 ايلول 2017: قرار مجلس النواب باقالتي من منصب محافظ كركوك مفخرة لي ولكركوك
ما دفع قوات البيشمركة الانسحاب من كركوك بعد ثلاثة اعوام على انتشارها بها بعد سيطرة تنظيم “داعش” على عدد من المدن في صلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى..
وقد صادق الرئيس العراقي انذاك فؤاد معصوم، يوم 18 تشرين الأول 2017 على قرار إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم.
القبض عليه في بيروت
في 21 أيار 2019، ألقت شرطة الانتربول القبض على نجم الدين كريم في مطار رفيق الحريري في بيروت أثناء محاولته السفر الى أمريكا.
اعتقال نجم الدين كريم كان على خلفية تهم متعلقة بـ"الاختلاس"، لكن الشرطة أخلت سبيله في اليوم التالي و وُضِع تحت الاقامة الجبرية. بعد ذلك تم اطلاق سراحه نتيجة تدخلات و ضغوط، و أُعيد الى مدينة أربيل.
وبعد عودته إلى أربيل، اكد مكتب محافظ كركوك السابق في 29 تموز 2019، أن الأخير سيشارك في انتخابات مجالس المحافظات المزمع اجراؤها في نيسان المقبل عن محافظة كركوك، لكن ونتيجة للمطالب التظاهرات الشعبية قام مجلس النواب بإلغاء جميع مجالس المحافظات وانتخاباتها .
وفي 15 ايلول 2020، حظرت هيئة النزاهة العراقية في بيان السفر على كل من نجم الدين كريم و المحافظ الحالي راكان سعيد اضافة الى 23 موظفاً في ديوان المحافظة على خلفية تهم متعلقة بـ"الفساد" في احد المشاريع بلغت كلفته 57 مليار دينار و تم استقدامهم للمثول أمام المحكمة. لكن لم يتضح بعد كيف تم السماح لنجم الدين الكريم بالسفر الى أمريكا.
مرضه ووفاته في أمريكا
رقد محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم تحت العناية الطبية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية و هو "في حالة صحية حرجة" يوم 27 تشرين الأول 2020، و ذلك حسبما افاد به مصدران لـ(كركوك ناو)، غير أن السكرتير الصحفي للمحافظ السابق قال في نفس اليوم بأن المحافظ السابق "لا يعاني من مشاكل صحية."
من جهته، قال نشوان جلال، السكرتير الصحفي لنجم الدين كريم في تصريح لـ(كركوك ناو) "ما يقال عبارة عن اشاعات و ليس له أساس من الصحة، حالته الصحية جيدة و لا يعاني من مشاكل صحية."
ليعلن المكتب الإعلامي للمحافظ السابق وفاته في 31 تشرين الأول 2020. واعلنت عائلة المحافظ السابق في توضيح عبر صفحته الشخصية عن "إعادة جثمانه إلى اقليم كردستان بناء على وصيته".