برشنك كاكائي تكافح لإصلاح ما أفسدته كورونا

كركوك/ 2020/ برشنك كاكائي منهمكة بالخياطة في مجمعها الصغير   تصوير: محمد ألماس

محمد ألماس

منزل برشنك كاكائي اشبه بسوق مكتظ و ليس مكاناً للسكن، ترى امرأة تخبز في باحة البيت و أخرى تعد المأكولات للزبائن في المطبخ، و في غرف المنزل تقع عيناك على عدد من النساء منشغلات بالخياطة و بيع الأقمشة و الاكسسوارات.

المنزل الذي تبلغ مساحته 200 متر مربع يضم أيضاً صالون تجميل للسيدات.

السوق الصغير الذي تديره برشنك يقع في احدى أحياء مركز قضاء داقوق و قد أطلقت عليه اسم مجمع النور للسيدات.

"هدفي من المشروع، اضافة الى الجانب المادي، توفير فرص عمل، و استطعت تشغيل ست نساء من ذوات الدخل المحدود"، حسبما قالت برشنك عبد الستار كاكائي (34 سنة).

استطعت تشغيل ست نساء من ذوات الدخل المحدود

الهدف الذي عملت برشنك لتحقيقه أوشكت جائحة كورونا أن تقضي عليه حينما اضطرت لإغلاق المجمع بسبب الاجراءات الوقائية و حظر التجوال.

"المشكلة هي أنني أغلقت المشروع و في نفس الوقت تأثرت بذلك الحالة المعيشية لي و لزميلاتي."

 قبل تفشي كورونا، كانت تخطط لتوسيع المشروع و بالتالي توفير فرص عمل أكثر للسيدات.

"كنا سنحتاج الى أيدي عاملة لكن كورونا دفنت ذلك الحلم."

prshng (11)

كركوك/ 2020/ برشنك تبيع أيضاً الاكسسوارات و الاحتياجات النسائية   تصوير: محمد ألماس 

السبب و راء الخيبة التي تشعر بها برشنك هو أنه رغم مرور عدة أشهر على رفع حظر التجوال، لم تتمكن من الوصول الى نصف الأرباح التي كانت تردها قبل عصر الكورونا.

تعمل برشنك في مشروعها منذ مدة طويلة، بعد مضي عدة سنوات على زواجها بدأت بممارسة مهنة الخياطة لكي تساعد زوجها في تأمين لقمة العيش، بعدها افتتحت صالون تجميل للسيدات، تبعتها الأقسام الأخرى الى أن حوّلت منزلها الى سوق صغير.

برشنك تنتمي للأقلية الكاكائية في سهل نينوى، بعد زواجها في سن الثامنة عشرة استقرت في قضاء داقوق، جنوب كركوك، و هي الآن تقيم في حي خورزي.

تقول برشنك "أنا أول امرأة تؤسس عملاً مستقلاً في مجتمع مغلق و متعدد المذاهب و القوميات. واجهت الكثير من المطبات قل أن أصل الى ما وصلت اليه الآن، لكن نوعية أعمالنا، نظافة و لذة مأكولاتنا و كذلك جودة بضائعنا أدت الى ازدياد زبائننا"، كما قالت برشنك.

أنا أول امرأة تؤسس عملاً مستقلاً في مجتمع مغلق و متعدد المذاهب و القوميات

في منزل برشنك، الى جانب صالون التجميل يتم اعداد الأطعمة للزبائن الذين يزورون المجمع أو يتم توصيلها الى البيوت حسب الطلب.

في الوقت الحاضر، يفتقد مجمع النور الاقبال الذي كان يشهده قبل ظهور جائحة كورونا.

 صبيحة جوامير (47 سنة)، تعد الخبز في المجمع، "أولاً بفضل الله، ثم بفضل السيدة برشنك حصلت على فرصع العمل هنا و قد ساعدتني كثيراً."

أثّرت تداعيات كورونا كثيراً على صبيحة لأنها انقطعت عن عملها لأشهر، "انغلق باب رزقنا، و مررنا بظروف صعبة جداً"، قالت صبيحة التي عادت مؤخراً لمزاولة عملها و سعيدة بتمكنها من توفير لقمة العيش لعائلتها مرة أخرى.

prshng (7)
كركوك/ 2020/ صبيحة تعد الخبز في المجمع الذي تديره برشنك كاكائي   تصوير: محمد ألماس

رغم زوال حظر التجوال لكن مخاطر الفيروس و الأزمة المالية ما زالت تلقي بظلالها على السوق.

تقول برشنك بأنها اضطرت لتعليق عمل اثنين من السيدات الست اللاتي كنّ تعملن معها في المجمع بصورة مؤقتة، حيث أن الاقبال على الأطعمة و المأكولات قد توقف كلياً، "وعدت بإعادتهن الى العمل في حال تحسن ظروفنا المادية."

كورونا و الأزمة المالية لم تؤثر على عمل برشنك فقط، بل أن الأسواق في عموم العراق تشهد ركوداً غير مسبوق.

الجائحة أغلقت الأبواب بوجهنا و تراجعت أعمالنا

سارة جلال (24 سنة)، تعمل مع برشنك منذ أكثر من عام، لكنها أيضاً اضطرت للجلوس في البيت لأشهر بسبب كورونا، سارة مستاءة من الأوضاع الحالية نظراً لتراجع عدد الزبائن الذين يقصدون المجمع.

"كانت أعمالنا تسير على ما يرام، كان لدينا الكثير من الزبائن، لكن الجائحة أغلقت الأبواب بوجهنا و تراجعت أعمالنا"، تقول سارة بأن الظروف الحالية عرّضت العاملين في المجمع لضغوط نفسية.

برشنك التي تعبت في تطوير مشروعها على مدار سنين لا تنوي الاستسلام، رغم تراجع ايرادات المجمع، لم تغلق باب الأمل بوجه أحد و هي تستقبل يومياً النساء الباحثات عن فرص عمل و تعدهم بتأمين العمل لهن في المستقبل.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT