مرضى السرطان في كركوك...
عِوَضاً عن الهواء النقي يستنشقون روائح مياه الصرف الصحي

كركوك/ تشرين الثاني 2020/ المنطقة التي تتراكم فيها مياه مجاري عدد من الأحياء مؤدية الى انبعاث روائح كريهة   تصوير: علي آراس

علي آراس – كركوك

يشتكي المرضى و العاملون في مركز علاج الأورام و أمراض الدم في كركوك من الروائح المنبعثة من شبكات الصرف الصحي للمنازل المحيطة بالمركز وسط تلكؤ من قبل دائرة البلدية و مديرية المجاري.

حيب متابعات (كركوك ناو)، الروائح الكريهة ناتجة من التجاوزات على شبكات الصرف الصحي للمنازل و عدم قدرة الأنابيب على تحمل العبء الكبير عليها مما أدى تعرض بعضها الى أضرار.

الى جانب المرضى و العاملين في المركز، فإن سكان عدة مناطق في المدينة ضاقوا ذرعاً من الروائح الكريهة التي ليس من المنتظر ايجاد حلّ لها في المستقبل القريب.

هوراز محمد، أصيب بالسرطان منذ ثلاث سنوات و يتلقى حالياً العلاج في مركز كركوك لعلاج الأورام و أمراض الدم. يحتاج هوراز لأخذ قسط من الراحة داخل حديقة المركز ، الا أن رائحة المجاري تمنعه من استنشاق بعض الهواء النقي.

"علاوةً على الآلام التي نذوقها جراء المرض، عدم صلاحية موقع المركز و الرائحة الكريهة المنبعثة ضاعفت من آلامنا، حتى اننا لا نستطيع التنزه في حديقة المركز، فلا أحد يستطيع تحمل تلك الروائح الكريهة"، هذا ما قاله هوراز أحمد لـ(كركوك ناو).

يقع مركز كركوك لعلاج الأورام و أمراض الدم بالقرب من حي الشورجة. المركز كان لغاية عام 2016 مركزاً للشرطة، بعد ذلك تم تعميره و تحويله الى مركز الأورام و أمراض الدم، يتلقى في الوقت الحاضر ما بين 50 الى 100 مريض العلاج من المركز.

نياز أحمد، مدير المركز، قال لـ(كركوك ناو) "مرضى السرطان يعانون من ضعف جهاز المناعة لذا من الضروري أن يرقدوا في مكان مناسب و نظيف، لكن هذه الروائح تؤثر سلبياً على صحة المصابين."

الروائح ناتجة عن تراكم مياه مجاري حي دروازة و مستشفى آزادي و عدة أحياء أخرى بين مستشفى آزادي و مركز علاج الأورام و أمراض الدم. كما أن الروائح منتشرة على الطريق الواقع بين مستشفى آزادي و حي الشورجة بحيث يشعر به المارة و سواق المركبات.

ادارة مركز الأورام اتصلت مراراً بالجهات المعنية، من ضمنها بلدية كركوك لكن دون جدوى.

في 2 آذار 2020، وجَّهَت دائرة صحة كركوك كتاباً الى مديرية المجاري طلبوا فيه بالتحقق من مصدر تلك الروائح الكريهة.

و جاء في الكتاب الرسمي الموَقَّع من قبل كريم ولي، المدير السابق لدائرة الصحة "هذه الروائح الكريهة تؤثر سلبياً على المرضى و العاملين في المركز."

لكن المدير الحالي لدائرة الصحة نبيل حمدي بوشناق يقول "لم يتم ابلاغي لحد الآن عن الروائح الكريهة المنبعثة بالقرب كن مركز علاج الأورام، سأقوم خلال الأسبوع القادم  بإبلاغ مديرية المجاري و الدوائر المعنية لعلاج المشكلة."

يقول دلير، و هو صاحب محل على شارع الشورجة، "الزبائن الذين يأتوننا يتحدثون دوماً عن تلك الروائح الكريهة، بتنا على وشك فقدان أعمالنا."

الزبائن الذين يأتوننا يتحدثون دوماً عن تلك الروائح الكريهة، بتنا على وشك فقدان أعمالنا

تقع المنطقة في حدود القطاع الأول من بلدية كركوك، لكن البلدية ترمي الكرة في ساحة مديرية المجاري.

زاكروس جان ولي، مدير مديرية مجاري كركوك قال لت(كركوك ناو) "نشوء تلك الروائح يعود الى صغر حجم المجاري الصندوقية التي أُنشِأَت قبل 50 عاماً، في ذلك الوقت، تم انشاء تلك المجاري لتجميع مياه الأمطار، لكنها الآن تُستَخدَم من قبل المواطنين بصورة غير قانونية لصرف مياه مجاري المنازل، الأمر الذي زاد الضغط على شبكة الصرف الصحي."

و اضاف زاكروس "رفع تلك التجاوزات أمر صعب، لأن 80% من شبكات المجاري في كركوك تعرضت لتجاوزات، حل هذه المعضلة يستوجب انشاء شبكات جديدة للصرف الصحي و هي الآن في مراحلها الأولى."

لكن المشكلة الاي تعترض تنفيذ ذلك المشروع حسبما يقول مدير مديرية مجاري كركوك، يتمثل في الميزانية الكبيرة التي تحتاجها، حيث أشار الى أن تلك الميزانية "ليست في حدود امكانيان ادارة المحافظة."

يبدو أن معاناة هوراز و العشرات من المصابين الآخرين ستنتهي قريباً، و ذلك عن طريق نقل المركز الى مبنى جديد في منطقة أخرى، و الذي من المقرر أن يكتمل بناؤه مع نهاية هذا العام، لكن لا شيء في الأفق بالنسبة لسكان حي الشورجة.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT