وصلت قوة تابعة للشرطة الاتحادية العراقية قوامها أكثر من ألفي عنصر الى قضاء سنجار، لكن لم يتضح بعد فيما ان كان نشر تلك القوة يندرج ضمن اتفاق سنجار أو أن لها أهداف أخرى.
وصلت القوة في وقت متأخر من ليلة الخميس، 19 تشرين الثاني الى سنجار، و تمركز جزء منها في أطراف القضاء فيما انتشر جزء آخر منها على الحدود العراقية – السورية.
حيدر ششو، قائد قوات حماية ايزيدخان قال لـ(كركوك ناو) "عدد عناصر القوة التابعة للشرطة الاتحادية يتجاوز الألفي شخص... مجيء هذه القوة لهدفين، الأول تسلم الدوائر والمقرات الخاضعة لسيطرة قوات اليبشة (وحدات حماية سنجار)، الثاني لحماية المناطق الحدودية بين العراق و سوريا من أي تحرك عسكري مشبوه."
وأضاف حيدر ششو "وصول هذه القوة خطوة استعدادية لتنفيذ اتفاق سنجار، و يصب ذلك في مصلحة أهالي سنجار و نأمل بأن تخلي القوات والفصائل الأخرى المنطقة دون تعقيدات و توترات... نشكرهم لما قدموه لأهالي سنجار وقت المحنة و لن ننسى ابداً ما قدموه، لكن عملهم قد انتهى، ليذهبوا ويخدموا مناطقهم."
قوات حماية سنجار (اليبشة) و عدد من الفصائل القريبة من حزب العمال الكوردستاني تشكلّت و تمركزت في سنجار و المناطق المحيطة بها في عام 2015، و ذلك بعد اجتياح مسلحي تنظيم داعش للقضاء واستهدافهم الايزيديين، و لعبوا دوراً في استعادة سنجار من قبضة داعش.
بموجب مضمون الاتفاق بين بغداد و أربيل، يتم تنصيب قائممقام جديد لقضاء سنجار فيما يعاد النظر في توزيع المناصب الادارية الأخرى.
كما ينص الاتفاق على تولي الشرطة المحلية، جهاز المخابرات و جهز الأمن الوطني بالتنسيق مع القوات الأمنية التابعة لحكومة اقليم كوردستان ادارة الملف الأمني للقضاء، الى جانب تعزيز الأمن في القضاء من خلال تعيين (2500) عنصر ضمن قوى الأمن الداخلي، (1000) عنصر من أهالي سنجار و (1500) عنصر من النازحين في المخيمات من أهالي القضاء.
حسب الاتفاق، لن يتم اعطاء أي دور لقوات حزب العمال الكوردستاني والفصائل المنتمية اليها.
خوديدا جوكي، مدير ناحية سنوني التابعة لسنجار قال في تصريح لـ(كركوك ناو) "منطقتنا ليست بحاجة لتلك القوة، لأن قضاء سنجار آمن جداً، لكن يبدو بأنهم يريدون زعزعة الوضع في المنطقة، أنا واثق من أن الأوضاع ستتعقد أكثر بمجيء هذه القوة."
أنا واثق من أن الأوضاع ستتعقد أكثر بمجيء هذه القوة
في 14 تشرين الأول الماضي، أشار دزوار فقير، القائد العام لوحدات حماية سنجار (اليبشة) في خطاب ألقاه خلال احدى المراسيم الخاصة باليبشة في جبل سنجار الى أن "اتفاق سنجار أُبرِم دون علمنا و علم أهالي سنجار، ليدرك العالم أجمع بأننا كقوات حماية سنجار نرفض ذلك الاتفاق و لا نقبل به... كم أننا لن نقبل من أحد التدخل في شؤون سنجار دون أخذ رأي أهلها."
لم يتبين بعد فيما ان كانت القوة التابعة للشرطة الاتحادية قد دخلت احدى مقار اليبشة أم لا، كما لم يتضح ايضاً فيما ان كان نشر تلك القوة في اطار اتفاق سنجار أم أن وراء ذلك أهداف أخرى.
الحكومة العراقية لم تُدلِ بأي توضيح حول تحريك تلك القوة لحد الآن، في المقابل التزمت قوات اليبشة الصمت.
"لا أصدق بأن مجيء هذه القوة يندرج ضمن الاتفاق، لأن التفاق ينص على نشر قوات الشرطة الاتحادية داخل مركز القضاء في حين يتمركز الجيش على الحدود، العناصر التي وصلت لحد الآن لقوات الشرطة الاتحادية فقط و أغلبها تمركزت على الحدود، و لا اثر لقوات الجيش"، حسبما أوضح خوديدا جوكي.
في 15 تشرين الثاني، اجتمع وفد من سنجار تألف من رجال دين، مسؤولين أمنيين، شخصيات سياسية و رؤساء عشائر، مثقفين و ذوي ضحايا داعش مع رئيس الوزراء العراق مصطفى الكاظمي لثلاث ساعات و أكدوا في تصريح لـ(كركوك ناو) بأن الكاظمي "تَعهَّد" بإعادة النظر في اثنين من بنود اتفاق سنجار، "البند المتعلق بإخراج الفصائل المتواجدة حالياً في القضاء، الى جانب بند تشكيل الادارة الجديدة."